غارات إسرائيلية استثنائية على صنعاء تستهدف شل الجهاز العصبي العسكري للحوثيين
الخميس 28 أغسطس 2025 الساعة 17:35
الميثاق نيوز - خاص

 في عملية وصفتها مصادر عسكرية بـ"الاستثنائية والمهمة"، اخترقت الطائرات الحربية الإسرائيلية سماء العاصمة اليمنية المغتصبة صنعاء مساء الخميس، 28 أغسطس 2025، لتشن سلسلة من الغارات الدقيقة التي يبدو أنها استهدفت شلّ الجهاز العصبي لقدرات ميليشيا الحوثي العسكرية المدعومة ايرانيا.

وبعيداً عن كونها مجرد رد فعل، تكشف طبيعة الأهداف التي تم ضربها عن عملية استخباراتية وعسكرية مخططة بعناية، تهدف إلى تقويض قدرة الجماعة على شن هجمات بعيدة المدى.

ومع انقشاع غبار الغارات الإسرائيلية العنيفة على صنعاء، بدأت تتضح معالم "بنك الأهداف" الذي ركزت عليه العملية العسكرية، كاشفةً عن استراتيجية تهدف إلى ضرب البنية التحتية الحيوية والعسكرية لجماعة الحوثي.

و نقلت وكالات الانباء عن مصدر أمني حوثي تأكيده أن إحدى الهجمات استهدفت بشكل مباشر "مبنى أمن أمانة العاصمة" الواقع في وسط صنعاء، وهو ما يشير إلى نية استهداف مراكز قيادية وأمنية حساسة. 
و أفاد شهود عيان بأن قصفاً عنيفاً استهدف منطقة "شارع الستين الجنوبي"، وهو شريان حيوي في العاصمة ويُعتقد أنه يضم منشآت ومقرات تابعة للجماعة. 
و أكدت قناة "المسيرة" التابعة للميليشيا أن الغارات طالت منشأة تابعة لشركة النفط اليمنية في شارع الستين، بالإضافة إلى محطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة. يهدف قصف منشآت النفط إلى شل قدرة الحوثيين اللوجستية وتقييد حركة آلياتهم العسكرية. 
 
إحصاءات أولية عن حجم العملية:
كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن تفاصيل غير مسبوقة حول حجم العملية، حيث ذكرت أن 14 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم وألقت ما يقارب 40 صاروخاً على الأهداف المحددة في صنعاء. هذا الحجم من القوة النارية يؤكد أن العملية كانت مخططة كضربة كبيرة وليست مجرد مناوشة عابرة. 


وفقاً لتحليل متقاطع للمعلومات من مصادر عسكرية وتقارير ميدانية، تركز القصف على بنية تحتية حيوية تمثل العمود الفقري لعمليات الحوثيين.

كان مجمع القصر الرئاسي في جنوب صنعاء أحد الأهداف الرئيسية؛ ورغم أن القصر بحد ذاته قد لا يكون مستخدماً، إلا أن المنطقة المحيطة به تحولت، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى مركز قيادة وسيطرة متقدم، تُدار منه العمليات العسكرية وتُصدر الأوامر. يهدف استهداف هذه المنطقة إلى إحداث حالة من الإرباك والشلل في هرم القيادة الحوثية.
في الوقت نفسه، دوت انفجارات عنيفة في جبل عطّان، الحصن الاستراتيجي غربي العاصمة.

هذا الجبل، الذي لطالما كان يضم أكبر ترسانة للجيش اليمني، يُعتقد أنه تحول في ظل سيطرة الحوثيين إلى مجمع ضخم من الأنفاق والمخابئ تحت الأرضية، يُستخدم لتخزين وحماية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر وتصل إلى العمق الإسرائيلي. ويمثل قصف هذه القاعدة محاولة مباشرة لتدمير "الجوهرة في تاج" الترسانة الحوثية.


ولم تقتصر الضربات على الأهداف العسكرية التقليدية. فقد امتدت لتشمل ما وصفه جيش الكيان بالبنية التحتية الداعمة للمجهود الحربي، حيث تم استهداف محطتي الطاقة في حزيز وعَصِر. وتؤكد المصادر أن هذه المحطات كانت توفر إمدادات كهرباء حيوية للأنشطة العسكرية، بما في ذلك ورش تصنيع الأسلحة ومراكز الاتصالات. وبضرب هذه الأهداف، تسعى إسرائيل إلى تجفيف أحد شرايين الدعم اللوجستي للجماعة.

تشير المعلومات الجديدة إلى أن الهجوم كان متعدد المحاور وركز على ثلاثة أنواع من الأهداف: مراكز القيادة الأمنية (مبنى أمن الأمانة)، البنية التحتية للطاقة (محطة حزيز)، واللوجستيات العسكرية (شركة النفط ومخازن الوقود). استخدام هذا العدد الكبير من المقاتلات والصواريخ يعكس قراراً إسرائيلياً برفع مستوى الردع بشكل كبير، والانتقال من الضربات المحدودة إلى عمليات واسعة تهدف إلى إلحاق ضرر مادي واستراتيجي ملموس بقدرات الحوثيين.
تأتي هذه العملية في سياق تصعيد خطير، وبعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل اعتراض طائرات مسيرة قادمة من اليمن. إنها ترسم ملامح مرحلة جديدة من المواجهة، حيث لم تعد إسرائيل تكتفي بالردع الدفاعي، بل انتقلت إلى هجوم استباقي يهدف إلى تدمير القدرات الهجومية للحوثيين في عقر دارهم.

وبينما لم يتم تأكيد استهداف قيادات حوثية بعينها، فإن حجم العملية ونوعية أهدافها يرسلان رسالة ردع قوية، مفادها أن كلفة أي هجوم مستقبلي على إسرائيل ستكون باهظة وموجهة بدقة إلى أثمن أصول الحوثيين الاستراتيجية.

متعلقات