الرئيسية - محافظات وأقاليم - رويترز تكشف عن مواقع الكترونية مضللة تديرها طهران في عدة دول منها اليمن
رويترز تكشف عن مواقع الكترونية مضللة تديرها طهران في عدة دول منها اليمن
الساعة 11:00 صباحاً (متابعات خاصة)

كشفت وكالة رويترز في تقرير النقاب عن عددٍ كبير من المواقع الالكترونية المخادعة والمتخفية التي تخدم النظام الإيراني والمنتشرة في أجزاء من الوطن العربي وأوروبا وأمريكا.

وذكر التقرير أن موقعاً يدعى نايل نت أونلاين يعد جزءاً من حملة للتأثير في الرأي العام المصري تدار من طهران. 

وحتى عهد قريب كان عدد متابعي صفحة موقع نايل نت أونلاين على فيسبوك وتويتر وانستجرام يتجاوز 115 ألفاً , غير أن أرقام هواتف الموقع لا تعمل ومن بينها رقم 0123456789.

وأظهرت خريطة على فيسبوك لموقع مكتبه أنه يقع في منتصف الشارع لا في أي مبنى.

ويقول الناس في منطقة ميدان التحرير بمن فيهم صاحب كشك لبيع الصحف ورجل شرطة إنهم لم يسمعوا بهذا الموقع من قبل.

والموقع واحد من أكثر من 70 موقعا على الانترنت توصلت إليها رويترز تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة وذلك في عملية بدأ خبراء الأمن السيبراني وشركات التواصل الاجتماعي وصحفيون لتوهم في كشف النقاب عنها.

والمواقع التي اكتشفتها رويترز يزورها أكثر من نصف مليون شخص في الشهر ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون.

وتبرز المواقع الأساليب التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الانترنت للتأثير في الرأي العام. وتجيء هذه الاكتشافات في أعقاب اتهامات بأن حملات إعلامية روسية مضللة استطاعت التأثير في آراء الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا.

افتضح أمر بعض المواقع في الحملة الإيرانية في شهر أغسطس آب عندما كشفت عنها شركات منها فيسبوك وتويتر وألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، بعد أن توصلت إليها شركة فاير آي.

وقد أغلقت شركات التواصل الاجتماعي مئات الحسابات التي روجت لهذه المواقع أو نشرت رسائل إيرانية موجهة. وقالت فيسبوك الشهر الماضي إنها أغلقت 82 صفحة ومجموعة وحسابا ترتبط بالحملة الإيرانية. وكانت تلك الصفحات والحسابات قد اجتذبت أكثر من مليون متابع في الولايات المتحدة وبريطانيا.

غير أن المواقع التي كشفتها رويترز لها مجال أوسع. فقد نشرت محتواها بست عشرة لغة مختلفة من الأذربيجانية إلى الأردية مستهدفة مستخدمي الانترنت في الدول الأقل تطورا. ووصولها إلى قراء في مجتمعات تخضع لرقابة محكمة مثل مصر، التي حجبت مئات المواقع الإخبارية منذ 2017، يسلط الضوء على نطاق هذه الحملة.

ومن هذه المواقع الإيرانية:

- موقع إخباري اسمه (فجر غربي آخر) يقول إنه يركز على ”الحقيقة غير المعلنة“. وقد خدع وزير الدفاع الباكستاني فأطلق تهديدا نوويا لإسرائيل.

- عشرة مواقع تستهدف القراء في اليمن حيث تخوض إيران حرباً عبر ذراعها مليشيا الحوثي ضد اليمنيين بعد انقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية .

- منفذ إعلامي يقدم أخبارا يومية ورسوما كرتونية ساخرة في السودان. ولم تستطع رويترز الاتصال بأي من العاملين فيه.

- موقع اسمه (ريلني نوفوستي) أي ”الأخبار الحقيقية“ موجه للقراء الروس. ويتيح هذا الموقع تطبيقا يمكن تنزيله على الهواتف المحمولة لكن لم يتسن التوصل إلى المسؤولين عن إدارته.

وليست كل الأخبار على المواقع زائفة. فثمة أخبار حقيقية منشورة مع رسوم كرتونية مسروقة جنبا إلى جنب مع خطب علي خامنئي.

وتأييد المواقع للحكومة الإيرانية أمر جلي وهي تضخم العداء للدول التي تعارض طهران خاصة السعودية والولايات المتحدة. والمقال الذي قال فيه موقع نايل نت أونلاين إن ترامب جعل من الولايات المتحدة أضحوكة منقول من مقال نشر على شبكة التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق من ذلك اليوم.

وبعض المواقع تتسم بالتسرع في النشر. إذ يخطيء موقع باسم وكالة الصحافة اليمنية في كتابة الإسم باللغة الانجليزية .

ولم تجد رسائل أرسلت بالبريد الالكتروني إلى الشخص الذي يمكن الاتصال به في الوكالة واسمه عرفات شروح طريقها إليه فارتدت. وقاد عنوان الوكالة ورقم هاتفها إلى فندق في العاصمة اليمنية صنعاء قال العاملون فيه إنهم لم يسمعوا من قبل عن شخص اسمه شروح.

وتتضح هوية أصحاب بعض المواقع السابقين وعناوينهم في سجلات التسجيل التاريخية على الانترنت. فقد سبق أن أوضح 17 من بين 71 موقعا أن مقره إيران أو طهران أو كشف عن رقم هاتف أو رقم فاكس إيراني.

غير أن أصحاب المواقع الحاليين لا يظهرون ولم يتسن التوصل إلى الشركات التي تديرها مما تربطها صلات بإيران.

ويستخدم أكثر من 50 موقعا شركتين أمريكيتين لخدمات الانترنت هما (كلاودفلير) و(أونلاين إن.آي.ٍسي) وهما من الشركات التي تزود أصحاب المواقع بأدوات لحماية أنفسهم من الرسائل غير المرغوبة والمتسللين.

وفي كثير من الأحيان تخفي الخدمات التي تقدمها هذه الشركات فعليا هوية من يملك المواقع أو الأماكن التي تستضيفها. وامتنعت الشركتان عن إخطار رويترز بمن يتولى إدارة المواقع.

وقال إيريك جولدمان المدير المشارك بمعهد قوانين التكنولوجيا المتطورة بجامعة سانتا كلارا إن شركات استضافة المواقع أو خدمات الانترنت لا تتحمل بمقتضى القانون الأمريكي بصفة عامة المسؤولية عن المحتوى الذي تنشره هذه المواقع.

ومع ذلك فمنذ عام 2014 منعت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ”تصدير أو إعادة تصدير، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، خدمات الاستضافة على الانترنت المخصصة للأغراض التجارية أو خدمات تسجيل أسماء نطاقات الانترنت“.

وقال دوجلاس كريمر المستشار القانوني العام لشركة كلاودفلير إن الخدمات التي تقدمها الشركة لا تشمل خدمات الاستضافة على الانترنت. وقال لرويترز ”لقد درسنا نظم العقوبات المختلفة ونحن واثقون أننا لا نخالفها“.

وقال متحدث باسم شركة (أونلاين إن.آي.سي) إن أيا من المواقع لم يكشف عن صلة بإيران في تفاصيل التسجيل الخاصة به وإن الشركة ملتزمة تمام الالتزام بالعقوبات الأمريكية وقرارات الحظر التجاري.

وامتنع مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية عن التعليق على ما إذا كان يعتزم إجراء تحقيق.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا