باكداده ..معالجة التطرف ممكنا عبر الثقافة والفنون
قال عبد الله باكداده نائب وزير الثقافة إن المنطقة العربية تتعرض لمؤامرات وتواجه أخطارا جسيمة، مؤكدا أن الثقافة والفنون يمثلان القاعدة الراسخة في بناء الإنسان، وهما القادران على مواجهة أي فكر شاذ أو متطرف.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ50 بعنوان "الثقافة والفنون من أجل السلام" مساء امس/الأربعاء/ شارك فيها باكداده إلى جانب كل من بدر الصالحي وكيل وزارة الثقافة اليمنية والدكتورة وسام باسندوه الخبيرة الحقوقية اليمنية في مجال الحقوق والحريات السياسية ونبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية والكاتبة المغربية وفاء صندي، وأدارت الندوة الدكتورة عائشة العولقي المستشارة الثقافية للسفارة اليمنية بالقاهرة.
وشدد باكداده على أن الحديث عن الثقافة وأهميتها يعتبر من التداعيات الكبيرة التي تواجه العالم العربي في الوقت الراهن، قائلا "نحن بحاجة للعودة لروح المجتمع، وروح المجتمع تتمثل في الثقافة والفن، وقد شهدت الثقافة والفن تراجعا كبيرا في المنطقة العربية بشكل عام خلال السنوات الماضية".
وأضاف "للأسف الشديد تم اختراق المجتمعات العربية تحت دعوى تجديد الخطاب الديني، وتم غزونا فكريا، وأصبحنا نتلقى من الغرب كل ماهو سلبي، دون تحر أو فحص، ولا زال الخيال يسيطر علينا في العديد من المجالات في نفس الوقت الذي بنى فيه الغرب الأوروبي حضارته على العلم والتجربة".
من جهتها، أعربت الدكتورة عائشة العولقي المستشارة الثقافية للسفارة اليمنية بالقاهرة، عن سعادتها بمشاركة بلادها بصفة مستمرة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيدة بحسن التنظيم والجهد الكبير الذي تبذله الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة من أجل إنجاح فعاليات معرض القاهرة للكتاب.
وقالت إن "مصر هي النبراس والقلب النابض للعرب، واليوم نشرف بمشاركتنا في المعرض للحديث عن شيء صنعته الظروف الراهنة في اليمن، فالثقافة والفنون هي تهذيب للنفس البشرية، ومن هنا جاءت مبادرتنا الثقافة والفنون من أجل السلام".
من جانبه، قال بدر الصالحي وكيل وزارة الثقافة اليمنية إن الشعب اليمني يتمتع بتاريخ طويل من الحضارة، وفي ظل تلك الظروف الصعبة التي يعيشها العالم العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص، تأتي أهمية نشر ثقافة السلام، والكل يعرف أننا نعيش عصر الحرب التكنولوجية والحرب الثقافية، مما يستلزم أن يتكاتف المجتمع والأسرة والحكومات للحفاظ على الشباب من الانحراف والاتجاه نحو الفكر المتطرف.
وأضاف "إنني أعتقد أن الثقافة والفنون يلعبان دورا مهما في ظل الأخطار التي تواجه الشعوب العربية، وقد اقترحت على وزير الثقافة اليمني أن يتم تحويل عنوان هذا الندوة إلى مشروع وطني".
وشدد الصالحي على أهمية الاستعداد للحروب الثقافية باعتبارها أخطر من حروب الأسلحة، من خلال تربية وتوعية الشباب لإنقاذ الأجيال من مستنقع التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن قطاع الثقافة يتضمن العديد من الفنون المهمة التي تلعب دورا مهما في تحقيق السلام.
من جانبه، قال نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية إن روح الثقافة هي حقوق الإنسان "ونحن بحاجة شديدة لندرك أين وصل الناس حتى نستطيع مسايرتهم، ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى أدرك العالم بعد مقتل أكثر من 60 مليون شخص أن السلام هو غاية ما تسعى إليه البشرية وقد دشنا العديد من المبادرات الشبابية لترسيخ قيمة السلام ما بين الشباب والنساء وكافة أطياف المجتمع، وكما يوجد نساء في صفوف الإرهاب، هناك أخريات يحملن راية السلام".
أما الكاتبة والخبيرة الحقوقية اليمنية وسام باسندوه، فقد قالت إنه "في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن اليمن مشغول بالحرب والقصف، تحرص سفارتنا في القاهرة على أن تذكرنا بأن الثقافة والفنون هما الدعامة الأساسية للسلام".
- المقالات
- حوارات