الرئيسية - ثقافة وفن - «دريد لحام» في رسالة سينمائية مؤثِّرة تبزغ اليوم في بيروت
«دريد لحام» في رسالة سينمائية مؤثِّرة تبزغ اليوم في بيروت
الساعة 01:49 صباحاً (اللواء)

«دريد لحام» في رسالة سينمائية مؤثِّرة تبزغ اليوم في بيروت 

الميثاق نيوز- متابعات - الفنان العربي الكبير «دريد لحام» قيمة فنية إنسانية مضافة، لها وزنها الشعبي والقومي ترجح كلما ظهر في عمل جديد. وآخر ما وصلنا شريط سينمائي تعاون فيه مع المخرج القدير «باسل الخطيب» وشقيقه الكاتب «تليد الخطيب»، حمل عنوان «دمشق حلب» (يفتتح مساء اليوم الأربعاء بحضور كامل فريقه في أسواق بيروت)، يحتوي على ميلودراما راقية مؤثرة تحمل دروساً عميقة في الحب والإلفة والتعايش والوطنية الحقة في زمن الإنقسام والموت، وإذا بالفيلم (شاهدناه في عرض خاص السبت الماضي) أنشودة يغمرها الفؤاد بدفء وتقطن العقل بوعي وإدراك لمعنى أن نكون في وطن سليم متماسك عزيز وقوي.
يصعب العثور على هنّات في سياق ساعتين من الأحداث المتلاحقة والعفوية تحت تأثير الجاذب الأول في الفيلم شخصية الفنان المايسترو «دريد» الذي يؤدّي دور المذيع المخضرم «عيسى» ويعيش أرملاً ووحيداً في حارته الدمشقية دائم الإطمئنان على إبنته «دنيا» (الرائعة كندة حنا) وولديها في حلب وسط غياب غير معروف المصير لزوجها، وكل الهدف دعمها معنوياً ريثما يسمح له الظرف الأمني بزيارتها، وكم كان مشهد الختام حين لقائهما صادقاً ومتدفقاً في المشاعر والأحاسيس، لقد أدّت «كندة» مشهداً لا يُنسى وتعجّبنا من أين جاءت بكل هذه العاطفة التي غمرت كامل الفيلم بحب صادق ودافئ أوصل كامل معاني الرسالة المطلوبة كلمة كلمة ودمعة دمعة.
راهن العمل على الناس وربح. واضح أن الغاية الإنطلاق من الحس والوجع الشعبيين لبلوغ المرتجى. وقد إستنفر النص كل مقوّمات الحال السائدة لتوصيف الواقع المعاش كما يعرفه الجميع من دون تحسين أو تلميع أو إلتفاف ، لكن بأسلوب راق مباشر غالباً ورمزي أحياناً ولم تغب الإشارة إلى كل العناصر المؤثرة في هذا الواقع لرسم الصورة بكامل مواصفاتها حتى يقتنع الجمهور في الصالات لاحقاً، ونحن نجزم أن عامل الميلودراما المستخدم سيبلغ مداه عند جمهورنا لإتساع مدى التشابه مع صورة الحرب التي شُنّت علينا بين عامي 1975 و1990 في لبنان.
بدا «عيسى» الذي يقدّره الفيلم بخصوصية تحترم تاريخ «دريد» من بداية الشريط: «دريد لحام في» إلى عبارة «إلى دريد لحام» كإهداء لهذه الهامة الفنية العظيمة، صوت الناس العاديين، المواطنين الذين نعرّفهم بإسم «الفئة الصامتة»، ونصير كل مظلوم من دون خوف وفي الوقت نفسه من دون تهور، ورغم إهتمامه بالشؤون التي لا تُعد للناس لم ينس الغمز من قناة مذيعي اليوم من خلال تعامله مع أحد النماذج الحية من الولادات الناقصة مهنياً في إذاعات الأف أم «جلال» (يلعب الشخصية بنجاح عبد المنعم العمايري)، ومحاسبته أي مخطئ في التعاطي مع العربية الفصحى حتى لا تستشري الأخطاء من دون حساب، ويركّز في معرض توصيفه للواقع الشعبي على وفاء الجيران لبعضهم البعض من خلال شخصية العروس التي أوصى بها والدها «عيسى» بأن يهتم بها وإذا به يجمع بعض أصدقائه لحضور حفل عقد قرانها في قصر العدل لكن تفجيراً قضى عليهم بينما كان «عيسى» عالقاً في زحمة سير خانقة أنقذته من موت محتّم في التفجير. والوفاء العاطفي حضر من خلال الرحلة إلى حلب عندما تعطّل الباص وكان على الركاب إنتظار عدة ساعات لإستبداله بآخر فإستغل «عيسى» الوقت وزار الزميلة العزيزة له في الجامعة سابقاً «هدى» (سلمى المصري التي بدت ليدي في حضورها) وكانت نوستالجيا أُضيفت إلى ميلودراما السيدة «رفاه» (صباح الجزائري في أداء راق) التي تنتظر الموت من إصابتها بالمرض الخبيث، في مقابل مظاهر العرس التي أقيمت لعروسين يقصدان حلب لإتمام حفل زفافهما هناك، فكانت بروفه لافتة.
فيلم جميل تواكبه موسيقى أكثر من مدهشة تحكم الفيلم وتنظّم إيقاعه بنغمات ممتعة ومعبّرة للفنان الذواقة «سمير كويفاتي». والفضل في كل هذا المناخ لسيد الفيلم مخرجه «باسل الخطيب».

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا