الرئيسية - ثقافة وفن - الموناليزا مازالت ترفض الكشف عن أسرارها
الموناليزا مازالت ترفض الكشف عن أسرارها
الساعة 11:35 مساءاً (د ب أ)

الموناليزا مازالت ترفض الكشف عن أسرارها

الميثاق نيوز - باريس - إذا كانت امرأة حقيقية، لم تكن لتطيق هذه الحشود. كل يوم، تقف الحشود أمامها، ترفع بهواتفها المحمولة أو أجهزتها اللوحية لأعلى نقطة أملا في التقاط صورة شخصية " سيلفي".

الموناليزيا ببساطة أكبر نجم في متحف اللوفر في باريس. وتجتذب اللوحة، التي رسمها ليوناردو دا فينشي منذ أكثر من 500 عام، الملايين سنويا.

وعلى الرغم من شهرتها، إلا أن هناك شعورأ بالوحدة لدى الموناليزا: فهى من أحد أكثر الاعمال الفنية التي تحظى بالزيارة حول العالم، ولكن لا أحد يعطيها أكثر من نظرة خاطفة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويمضى الزائر العادي أقل من دقيقة لتأمل السيدة التي لديها ابتسامة كتومة، وذلك وفقا لمتحف اللوفر. وتؤكد الزيارة في يوم عمل عادي، بعيدا عن موسم العطلات و السياحة، هذه الظاهرة. وتفتح أبواب المتحف الساعة التاسعة صباحا، وبعد ذلك بفترة قصيرة، يتدفق مئات الزوار نحو اللوحة الشهيرة.

ويقول شخص ما من مجموعة صغيرة من الألمان" سوف التقط صورة على الأقل"وذلك قبل أن يلتقط صورة سريعا ويمضي. ويقول شاب أمريكي" لقد التقطت الصورة، أنها في الصندوق، إلى أين الآن؟.

ويتحرك سائحون صينينون ويابانيون متعددون بين الحشود مع مرشديهم، وبجانب السائحين الأمريكيين يمثلون أكبر مجموعات سياحية أجنبية. وكان قد جرى تجديد غرفة العرض، التي كان يطلق عليها لا سال دي ايتا، منذ أعوام قليلة ، ويرجع الفضل أساسا في ذلك إلى الدعم المالي الذى قدمته الشبكة التلفزيونية اليابانية نيبون تي في.

وتحت لوج كبير سميك من الزجاج المضاد للرصاص، تبدو الموناليزا صغيرة بصورة هزلية. و اللوحة التي يبلغ مقياس 77 سنتيمترا × 53 سنتيمترا، والتي تم رسمها عام 1503 قريبة للغاية من الحجم الطبيعي. ومنذ عام 2005، تم وضع الموناليزا في الصندوق الزجاجي لحمايتها ليس فقط من الرطوبة وتقلبات درجات الحرارة، ولكن أيضا من الذبذابات الصادرة عن الآلاف الذين يتجولون يوميا تقريبا في أرجاء المتحف.

معظم الزائرين يشعرون بالسعادة بالقاء نظرة سريعة على اللوحة والتقاط صورة.

وقليل من الزائرين فقط هم الذين يقضون وقتا في التمعن في الصورة عن قرب وهو أمر ممكن بالتأكيد على الرغم من جموع الزائرين، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الموناليزا معلقة على الجدار الخاص بها في شكل مربع تقريبا في وسط غرفة كبيرة.

وهل هي تبتسم؟ الخبراء يحاولون معرفة حقيقة ذلك منذ عصور. ويعتقد أن دا فينشي تمكن من إيجاد التعبير الكتوم لموناليزا من خلال اتقان أسلوب "سفوماتو" والذى يعنى تمازج الألوان.

وبفضل عدة طبقات من الطلاء، تصبح الأوان ضبابية وتخلق هالة غامضة. مع ذلك، من الصعب أن تشعر بسحرها في الوقت الذي يقوم فيه السائحون حولك بالتقاط صور سيلفي بدون توقف.

وبحسب إحصاءات اللوفر، فان نحو 90%من زائري المتحف الشهير عالميا في باريس يأتون فقط لمشاهدة لوحة الموناليزا. وخلال عام 2018، زار اللوفر 2ر10 مليون زائر ، وهو رقم قياسي للوفر، وأكثر من 9 مليون شخص زاروا الموناليزا.
وكان دا فنشي قد ولد عام 1443 في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتوفى في الثاني من آيار عام 1519 في مدينة امبواز الفرنسية. ويتردد أنه أحضر الموناليزا معه لدى قدومه إلى لمبواز ليقيم من قصر كلوس لوك، وباعها لفرنسيس الأول قبل فترة قصيرة من وفاته.

وأصبحت اللوحة جزءا من المقتنيات الملكية وتم عرضها فى وقت لاحق في قصر فرساي. وقد أصبحت الموناليزا فقط في القرن ال 18 جزءا من مقتنيات متحف اللوفر.

وحظيت اللوحة بشهرة عالمية عام 1911 عقب سرقتها من اللوفر. وعلى مدار أكثر من عامين، بقى اللغز الذي أحاط بعملية السرقة الكبيرة دون حل، حيث تناثرت الشائعات، حتى ظهرت اللوحة مجددا في ديسمبر 1913 في إيطاليا بصورة فجائية. وكان فينتشينزو بيروجيا ، الموظف السابق في اللوفر، قد اعترف بسرقتها، وقال إنه كان يريد إعادة الموناليزا لموطنها إيطاليا. وحكم عليه بالسجن سبعة أشهر.

كما نجت الموناليزا فى وقت لاحق أيضا من هجوم بمادة حمضية و آخر بحجر ألقاه أحد السائحين.

ومازالت الموناليزا تحمل ألغازا:  ويوميا تقريبا ، وحتى يومنا هذا هناك دراسة تدور التكهنات تتزايد التكهنات حول هويتها. فالبعض يعتقد أن السيدة التي ترتدي فستانا أسود اللون هى زوجة الرجل االفلورنسي الثري فرانشيسكوا ديل جيونكوندو، ولهذا السبب يطلق على اللوحة أيضا " لا جيوكوندو".

ويعتقد آخرون أن دا فينشي رسم السيدة المفضلة لدى الرجل الإيطالي الثري جيوليانو دي لورينزو دي ميدشي أو عشيقة الحاكم الفرنسي تشارلز دي امبواز.

وخلصت دراسة منذ بضعة أعوام إلى أن الموديل لرسم هذه اللوحة كان فى الحقيقة رجلا.

والأمر الذي سييظل واضحا هو أن الموناليزا مازالت تحتفظ بالكثير من الأسرار التي لم يتم كشفها حتى الآن. والأمر الذي قد لا نعرفه مطلقا هو لماذا يقضى ملايين الزائرين وقتا قليلا للغاية مع هذه اللوحة الخلابة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص