بين تأزّم الاقتصاد و“إتاوات“ الحوثي.. الأضاحي في اليمن ”لمن استطاع إليها سبيلًا“ (صور)
صنعاء - ”الأضاحي لمن استطاع إليها سبيلًا مثلها مثل الحج“، هكذا علّق المواطن اليمني عبدالله المفلحي، على ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام بنحو 3 أضعافها عن العام الماضي، لدى خروجه من سوق نقم في صنعاء لبيع المواشي، وهو غاضب فالمبلغ الذي لديه 60 ألف ريال- نحو مئة دولار- لم يجد به أضحية جيدة يعود بها إلى أسرته.
وأضاف لـ“إرم نيوز“: ”الأسعار ارتفعت بشكل جنوني يصعب على المواطنين البسطاء أن يشتروا شيئًا لأولادهم؛ فالملابس ارتفعت أسعارها، والمواد الغذائية وحتى الأضاحي“، وقال ساخرًا: ”لم يعد لنا غير أن نضحي بدجاجة والله يتقبل“.
ولدى تجول مراسل ”إرم نيوز“ في أسوق المواشي بصنعاء، وعلى رأسها سوق نقم وحزيز، كان السوق يعج بالمتسوقين والباعة وأنواع المواشي، لكن كان السخط من ارتفاع الأسعار مسيطرًا على المشهد، وبالطبع تضاؤل الشراء.
وخلال الأعوام الماضية، تحول الحصول على أضحية إلى عبء إضافي على كاهل الأسر اليمنية بسبب ارتفاع أسعارها، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية التي انعكست على سبل المعيشية لجزء كبير من المواطنين اليمنيين.
وهذه المعاناة، أجبرت الآلاف من الأسر اليمنية على إلغاء الأضحية من قاموسها بشكل نهائي، ليكتفي أولياء الأمور بالتركيز على توفير متطلبات الحياة اليومية، وبحسب الباحث الاجتماعي مرواني الصباري، فإن الأسرة اليمنية لم تعد كالسابق تهتم بطقوس الأعياد والتباهي بالأضاحي، فقد جلبت الحرب لها همومًا جديدةً تتلخص في توفير ما يسدون به جوعهم.
وأشار الصباري في حديثه إلى ”إرم نيوز“: ”جزء كبير من موظفي الدولة لم يحصلوا على رواتبهم لنحو عامين، والوظائف في القطاع الخاص تراجعت، والمهن الحرة التي يقتات منها السواد الأعظم من العاملين في اليمن لم تعد تغطي متطلبات الحياة الضرورية، لذا فكرة (الأضحية) تلاشت لدى هؤلاء، وهم السواد الأعظم من اليمنيين“.
إتاوات الحوثي
وقفزت أسعار الأضاحي (خاصة الأغنام) من 60 ألف ريال- نحو 100 دولار- العام الفائت إلى 100 ألف للمتوسط و150 ألف للكبير- نحو 300 دولار-، فيما تجاوزت أسعار الأضاحي من الأبقار مليون ريال، بالنسبة للمواشي المحلية.
ولفت صالح الربوعي، أحد تجار المواشي في صنعاء، إلى أن هذا الموسم هو الأول منذ عقود تقترب فيه أسعار المواشي المستوردة من أسعار المواشي المحلية.
وتعلقًا على ارتفاع أسعار الأضاحي، قال الربوعي: ”يعود الارتفاع إلى تدني سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية وارتفاع أسعار الأعلاف، وفرض ضرائب وجمارك متعددة على شحنات المواشي المحلية والمستوردة، وفرض الإتاوات الكبيرة على بائعي وتجار المواشي من قبل الحوثيين تحت مسميات متعددة“.
- المقالات
- حوارات