انطلقت تظاهرة صيد سمك الحريد السنوية في جزيرة فرسان بمنطقة جازان - جنوب غربي السعودية - والذي يطل بكميات كبيرة باتجاه الساحل، ويحتضن شاطئ الحصيص، هذه الفعالية التي يرتادها أهالي المنطقة والزوار الذين يأتون خصيصا لها.
ويعتبر موسم الحريد "سمك الببغاء" من الظواهر التي تتكرر سنوياً في جزيرة فرسان، في منطقة تسمى بنفس المسمى المتداول للسمك، منطقة "الحريد"، ويأتي هذا السمك دائماً على شكل مجموعات يسميها الفرسانيون بـ"السواد" وجمعها "أسودة"، أما المجموعة الصغيرة فيطلقون عليها اسم "القطعة".
مراقبة سطح الماء
وقديماً كان الأهالي يتوجهون إلى منطقة الحريد في موسمه على ظهور الحمير والجمال، منذ الصباح الباكر، ويتجمعون على طول الأماكن القريبة من الساحل بغية مراقبة سطح الماء، ويمكن معرفة وجود السمك من وجود بعض الاضطرابات الخفيفة التي تظهر على سطح الماء.
وما إن يلحظ الناس تلك الاضطرابات التي يصدرها السمك حتى يتوجه بعض الصيادين ممن قد اختيروا من قبل كبار البلد المتواجدين هناك، ويقومون بإحاطة "الشباك" حول السواد، مع العلم أنهم لا يخرجون ما اصطادوه من حريد من الماء حتى لا يموت، وممن الممكن رؤية السمك أثناء وجوده في وسط حلقة الشباك وهو يدور دون الاصطدام بالشباك الموجودة حوله، ويكررون نفس الطريقة لاصطياد أسودة "مجموعات" أخرى من الحريد، ومن ثم يقومون بسحب تلك المجموعات لإدخالها داخل حلقة واحدة.
جمع شجيرات "الكسب"
بعدها ينادون على الشباب والأطفال لجمع شجيرات "الكِسْب" المتواجدة على طول الساحل، والذي يقال إن جزيرة فرسان تنفرد بهذا النوع من الشجيرات الساحلية، وبعد جمع كمية لا بأس بها يبدؤون بإحاطة السواد "مجموعة سمك الحريد" بالأشجار وإزالة "الشباك" من حول سواد الحريد، بحيث تكون الشجيرات هي التي تحيط بالحريد في عمق لا يتجاوز النصف متر أحياناً، وعندما يكون كل شيء جاهزاً تماما يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته "الضويني"، فما يلبث الناس المتواجدون على شاطئ الساحل بالركض، كل يحمل كيسه المطوق ليجمع ما يستطيع من هذا النوع من السمك ما بين صغير وكبير.
- المقالات
- حوارات