الرئيسية - تحقيقات - امعنوا في الاساءة ..المتطفلون على التاريخ يقللون من أهمية الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية
امعنوا في الاساءة ..المتطفلون على التاريخ يقللون من أهمية الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية
الحوثيين يقللون من أهمية الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية ال
الساعة 09:40 مساءاً (وكالات)

تتعمد ميليشيات الحوثي تجاهل الأعياد الوطنية وعدم الاحتفاء بها في موعدها بهدف التمييع والتقليل من أهميتها وتكريس الجهد لإعادة صياغة «الذاكرة الوطنية»، بما يخدم «مشروعها الإمامي والظلامي».

أجلت ما تسمى «حكومة الإنقاذ» الحوثية الحفل الخطابي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الـ30 نوفمبر والذي كان من المفترض إقامته، السبت 30 نوفمبر، الى اليوم (الأحد)، في محاولة متعمدة كما يراها مراقبون تهدف لتمييع الأعياد الوطنية والتقليل من أهميتها وقيمتها في حياة اليمنيين وتاريخهم المعاصر.

ويرى محللون  سياسيون  أن حكومة الحوثيين تعمدت تأجيل الاحتفال بعيد الـ 30 نوفمبر المجيد في موعده من أجل راحة رئيس حكومتها ووزرائها دون مراعاة الأبعاد السياسية والوطنية والاجتماعية والمعاني الأخلاقية والإنجازات الاقتصادية والخدمية لحدث الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م تلك الملحمة التي صنعها الشعب اليمني بعد عقود طويلة من النضالات السلمية والمسلحة، الفردية والجماعية، العفوية والمنظمة توجتها ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي جاءت لتكتسب عنوان الخلاص النهائي من الاستعمار واستعادة الكرامة والحرية والسيادة الوطنية للشعب اليمني على أرضه وفوق ترابه وتحت سمائه وعلى طريق مستقبله.

وتقوم سلطة الأمر الواقع الحوثية منذ انقلابها على الحكم في العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بتأجيل الاحتفالات بالاعياد الوطنية الخالدة في وجدان اليمنيين وعدم الاحتفاء بها في مواعيدها بل وإن احتفت بها يكون احتفالا مصغرا لا يليق بالمناسبة، معبرة عن سخريتها من هذه المناسبات العظيمة التي تأتي ثمرةً لتضحياتٍ جسام قدمها جيل الثورة وصانعوها وحملة رايتها.

وفي المقابل تقوم المليشيات الحوثية بإقامة احتفالات كبرى بالعاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها بمناسبات «طائفية» ما أنزل الله بها من سلطان وتجبر السكان على الاحتفاء بها وتنفق عليها مليارات الريالات في الوقت الذي يعاني اليمنيون من أسوأ أزمة جوع في العالم، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وغيرت مليشيا الحوثي الكهنوتية على مر السنوات الست الماضية، أسماء شوارع ومعالم ومناهج دراسية، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثورة الـ26 من سبتمبر 1962، الثورة المجيدة التي اجتثت الحكم الإمامي البغيض، الذي يعتبر الحوثيون أنفسهم امتدادا له في محاولة منهظ لمصادرة الذاكرة وتغيير الهوية الوطنية واستبدالها بتاريخها الأسود الطارئ والمستورد.

كما أقدمت مليشيا الحوثي الانقلابية على تغيير اسم "الجندي المجهول" بميدان السبعين إلى "ضريح الصماد"، و"ميدان السبعين" الذي يرمز إلى الثورة ضد الحكم الإمامي باسم "ميدان الصماد - الصمود"، وشارع "الزبيري" إلى شارع "الرسول الأعظم"، و"القصر الجمهوري" إلى "مقر المجلس السياسي الأعلى"، و"جامع الصالح" إلى "جامع الشعب"، و"مستشفى العلفي" إلى"مستشفى الساحل الغربي الطبي"، و"مستوصف الصالح" إلى "مستوصف بيت معياد" مظهرة حجم حقدها الدفين على النظام الجمهوري وكل رموزه وقياداته ومناضليه.

وقام الحوثيون بنهب منازل الرئيس الشهيد علي عبدالله الصالح ومتحفه وكل مقتنياته في «جامع الصالح»، التي تعبر عن النظام الجمهوري ومراحله خلال عدة عقود، كما قاموا بإفرغ مساحات في المتحفين «الوطني» و«الحربي»، كانت تحتوي على صور ومقتنيات للرؤساء الجمهوريين الذين تعاقبوا على حكم اليمن منذ 1962، ووضعوا بديلاً عنها صوراً ومقتنيات تخلد قياداتهم السلالية الإرهابية منهم "طه المداني" و"لطف القحوم" و"صالح الصماد".

كما قامت الميليشيات بتغيير أسماء المدارس والمراكز الصحية والثقافية الحكومية التي تحمل أسماء ودلالات ورموز ثورة 26 سبتمبر، إلى أسماء جديدة من الصرعى من قياداتها، بهدف غسل عقول المجتمع والنشء ومحو وإزالة أسماء راسخة كـ(الزبيري، العمري، العلفي، السلال، وصالح) هذه الأسماء التي ارتبطت بوجدان الشعب اليمني، وبثورة سبتمبر وبعهد اليمن الجمهوري.

سيمر نوفمبر مثلما مر قبله سبتمبر وأكتوبر وسيحاول المتطفلون على التاريخ والطارئون «الحوثيون» أحفاد الإمامة تجاهل والتقليل من اهمية الاحتفال بـالأعياد والمناسبات الوطنية ولو احتفالوا على مضض وبشكل غير لائق بها في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، ليفقدوها بريقها ورونقها الخاص بهدف تغيير وتزييف وعي الجيل الصاعد ولكن نوفمبر العظيم بمنجزاته العظيمة التي خلدها في وجدان من عاشوها، حيا بوحدة واستقلال اليمن ودماء جميع ابنائه الاحرار والشرفاء وقادته الذين انتفضوا بوجه الاستعمار الانجليزي جنوبا وانتصروا وانتفضوا بوجه الحكم الامامي شمالا وانتصروا ويواجهون حرب الردة التي قام بها الإماميون الجدد «الحوثيين» القادمين من كهوف الظلام، والمدعومين من ايران ليكملوا الانتفاضة الثورية التي قادها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح في الثاني من ديسمبر 2017 حتى يتحقق النصر ولو بعد حين.

ستظل الاعياد الوطنية حية بالوعي وبولاءات اليمنيين الاحرار والوطنيين الذين كرستهما منجزات نوفمبر واكتوبر وسبتمبر ومايو وديسمبر التي خلدت في وجدان اليمنيين وفي ذاكرة حياة جيل الثورة والجمهورية والوحدة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص