قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” إنّ ملامح تنسيق إيراني تركي قطري في اليمن باتت أمرا ملموسا، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها الملف اليمني والإشارات التي بعثتها أنقرة على تحوّل موقفها إزاء الحرب في اليمن وتبنيها للرؤية القطرية التي تسعى للمواءمة بين دعمها للحوثيين وارتباطاتها بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
ولم تستبعد المصادر أن يكون الملف اليمني قد طرح في قمة كوالالمبور التي جمعت قادة الدول الثلاث، التي باتت تتحرك بشكل متزامن ومتواز في كافة الملفات الساخنة في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى تطابق الموقفين التركي والقطري فيما يتعلق باليمن، مع تزايد المؤشرات على سعي أنقرة للعب دور أكبر عبر جماعة الإخوان المسلمين والقيادات السياسية اليمنية المحسوبة على الدوحة والتي أصبحت تجاهر علنا بعلاقاتها مع النظام التركي ومحاولة إشهار هذه الورقة للضغط على التحالف العربي بقيادة السعودية.
وكانت “العرب” قد انفردت في وقت سابق بالكشف عن تحركات لمسؤولين في الشرعية اليمنية وقيادات في إخوان اليمن لتوسيع دائرة الحضور التركي في الملف اليمني، وهي التحركات التي أخرجها إلى العلن وزير النقل في الحكومة اليمنية صالح الجبواني، إثر زيارته لتركيا وإعلانه عن لقاءات جمعته بقيادات في حزب العدالة والتنمية التركي من بينها نائب رئيس الحزب نعمان قورتولموش، ومسؤولون أتراك عرفوا بمواقفهم المعادية للتحالف العربي مثل ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما كشف الجبواني في تغريدة على حسابه على تويتر عن عقد جلسة مباحثات في العاصمة التركية أنقرة مع وزير النقل والبنية التحتية التركي وقيادة وزارة النقل، ووفقا للجبواني فقد تضمن الاجتماع الاتفاق “على تشكيل لجنة مشتركة من الوزارتين لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في قطاع النقل في اليمن”.
وأكدت مصادر سياسية لـ”العرب” أن موقف وزير النقل اليمني، لا يمثل إلا قمة جبل الجليد، في العلاقة السرية والتنسيق المتصاعد الذي يربط ما بين إخوان اليمن والمسؤولين الأتراك، مشيرة إلى تصاعد الدور التركي في اليمن تحت غطاء المنظمات الإنسانية التي زار وفد تابع لها محافظة مأرب اليمنية قبل أيام.
ولفت مراقبون إلى أنّ بروز مؤشرات على الرغبة التركية في التدخل في الملف اليمني، وتحديدا في المناطق المحررة، مع التصالح مع نتائج الانقلاب الحوثي، هي إحدى نتائج التنسيق التركي – الإيراني في اليمن ومحاولة توزيع مناطق النفوذ، حيث تذهب المناطق المحررة لصالح تركيا في الوقت الذي تحكم طهران هيمنتها على المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وقالت مصادر “العرب” إن تسارع وتيرة التحركات الإيرانية والتركية في اليمن تأتي في ظل تسريب رسائل سياسية دولية عن قرب انتهاء الحرب في اليمن، ورغبة القوى الإقليمية في توسيع دائرة نفوذها في المنطقة وعلى وجه الخصوص أنقرة وطهران وتحويل اليمن إلى منطقة نزاع إقليمي بالوكالة، بهدف ابتزاز التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبدالسلام في العاصمة العمانية مسقط يندرج في سياق المحاولات الإيرانية لتحويل الملف اليمني إلى جزء من نتائج التسوية مع إيران وهو ما عبّر عنه عبدالسلام من خلال الإشارة إلى أن اللقاء “بحث آفاق مبادرة هرمز للسلام بين دول المنطقة، وسبل المشاركة الفاعلة للجمهورية اليمنية في تعزيز الأمن الإقليمي بما يحقق الاستقرار المنشود بعيدا عن التدخلات المضرة بمصالح الأمة” بحسب ما جاء في تغريدة لعبدالسلام على تويتر.
وكشفت “العرب” في تقارير سابقة عن إفشال الجناح العسكري والأيديولوجي في الجماعة الحوثية لأيّ تقارب مع دول التحالف العربي لا يأخذ مصالح إيران الإقليمية والدولية في الاعتبار، وهو ما أكدت عليه اللقاءات التي ضمت قيادات حوثية بقيادات النظام الإيراني السياسية والعسكرية في أعقاب الحديث عن بوادر لإنهاء الحرب في اليمن بمعزل عن التأثير الإيراني.
- المقالات
- حوارات