اتضحت الصورة مؤخرا وبدون رتوش للقبائل في مناطق سيطرة الحوثي الذي عمد على تضليلهم لخمس سنوات وجعل منهم وقودا لبقاء السلالية ، فعلى لوحة في جولة الرويشان بالعاصمة اليمنية صنعاء وضعت مليشيا الحوثي الإرهابية اسماء 217 قتيلا ساقتهم إلى محارق الموت دفاعا عن مشروعها التدميري في اليمن.
اللوحة كما تفيد المعلومات كانت واحدة من ضمن لوحات عديدة جهزتها المليشيا، الموالية لإيران، لعرضها في الشوارع والجولات في مديريات أمانة العاصمة وعليها صور وأسماء من قتلتهم في الجبهات حين ألقت بهم في وجه الموت لكي يستمر غلمان الكهنوت في النعيم والثروة وبهاء السلطة الزائف.
وإذا تم احتساب العدد الموجود في اللوحة كقتلى عن مديرية الوحدة مع العلم أن العدد كبير وأن هناك لوحات أخرى فإن عشر مديريات في أمانة العاصمة سيصل إجمالي ما خسرته من سكانها في معارك المليشيا إلى نحو 3 آلاف شخص ناهيك عن الذين قتلتهم الأوبئة والأمراض، والجرحى والأسرى والمعوقين.
وأظهرت فعاليات ما يعرف بأسبوع الشهيد عشرات الآلاف من صور من تسميهم المليشيا شهداء معظمهم من الأطفال.
رقم مهول لمجازر المليشيا بحق أبناء القبائل حيث أن هؤلاء القتلى هم من أبناء القبائل الذين استوطنوا العاصمة بينما في مناطق محافظة صنعاء ترتفع الأرقام وأعداد الجثث والتوابيت إلى نتيجة مرعبة.
زرعت المليشيا اليتم في أوساط قطاع كبير من المجتمع في صنعاء العاصمة والمحافظة وحولت القبائل إلى خزنة إمداد بالموتى الذين حتى كثير من الأسر لا تتمكن من الحصول على جثة ابنها أو عائلها لتدفنه بل أحيانا تحصل على جثة شخص آخر وأحيانا تصلها أكثر من جثة وتشيع مرة ثانية وثالثة كما حصل في إحدى مناطق بني مطر.
ما تفعله المليشيا بحق سكان اليمن وأبناء القبائل أشبه بمحرقة الأخدود حيث تسوق من تستدعيهم إلى الجبهات للموت تباعا دون أن تكترث بالأعداد والأعمار والجاهزية للحرب والموت.
حولت المليشيا الجدران والشوارع والجولات والأبنية الكبيرة والمصالح الحكومية إلى مايشبه المعرض المفتوح لصور القتلى والضحايا الذين تكتب نهاياتهم الموجعة حين تطرق أبوابهم لحشدهم للجبهات دفاعا عن زعيم العصابة ومشروعه الإيراني في بلاد اليمن.
كل هذه القوائم للموتى التي تتباهى المليشيا بها تكفي لتستيقظ القبائل والحواضر من سباتها وتوقف هرولتها إلى المجهول باستنزاف المجتمعات المحلية من الشباب والرجال القادرين على العمل وإعالة الأسر مع العلم أن هذا الاستنزاف وصل إلى الأطفال وكبار السن ولم يعد يستثني أي فئة في المجتمع.
عودة الأفراد الذاهبين للدفاع عن المليشيا الحوثية صورا على الجدران استهتار فاضح بقيمة الفرد وحياته وأهميتها لمجتمعه وأسرته وكأن المليشيا تريد القول إن منح صفة شهيد لمن يقتل دفاعا عنها يعد كرامة منها وهذا التصرف يكشف منطق التمييز والاستعلاء من قبل المليشيا في تعاملها مع المجتمع القبلي في مناطق شمال الشمال.
يتقاسم أبناء قيادات المليشيا والسلالة الامتيازات والنفوذ والثروات في عواصم المحافظات ومنهم من هو خارج البلاد في حين يتزاحم أبناء القبائل على المقابر في مشهد يكفي لاستدراك ما ترتكبه المليشيا الكهنوتية من جرائم إبادة بحق أبناء اليمن.
- المقالات
- حوارات