تلقت الميليشيا الحوثية ردا صادما على رؤيتها قادما من اهم المؤسسات الامريكية ، فقد راى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن رؤية الحوثيين لإنهاء الحرب التي كشفوا عنها قبل ساعات من إعلان السعودية في الثامن من أبريل عن نيّتها وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابلين للتمديد، تقدم بعض البصيرة عن السبب الذي منعهم حتى الآن من الانضمام إلى الاتفاق الأخير.
وأكد المعهد، في تقرير نشره اول امس الخميس أبريل، للباحثة إلينا ديلوجر، أن وثيقة الحوثيين المسماة "مقترح وثيقة الحل الشامل لإنهاء الحرب على الجمهورية اليمنية" والمكونة من ثماني صفحات لا يمكن اعتبارها اتفاقا تفاوضيا مع تنازلات من كلا الجانبين، بل قائمة برغبات الحوثيين.
واعتبر التقرير الجزء الأول من الوثيقة -المكونة من ثلاثة أجزاء رئيسية- مكتوبٌ بلغة متوقعة نوعاً ما، فهو يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، فيما اعتبر الجزأين الثاني والثالث كلاما مقلقا يمكن تفسيره بشكل مختلف من قبل الأطراف لاحقاً.
وأوضح أن الجزء الثاني من الوثيقة يشكل صلب قائمة الرغبات الحوثية التي لا تعطي أي إشارة إلى حل وسط محتمل، فهي مثلاً تدعو إلى إزالة الصفة العسكرية عن جميع المنافذ البرية، والتي يمكن أن تسمح للحوثيين بتلقي عمليات نقل غير مشروعة بسهولة أكبر.
ووصف تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى طلبات الحوثيين الواردة في الوثيقة بـ"الاستفزازية" ومشابهة للدعوة للتعويضات التي قدمها صدام حسين للكويت بعد غزوه لها عام 1990، وقد يَنظر السعوديون إلى مثل هذه اللغة على أنها بمثابة استسلام كامل، مما يجعلها على الأرجح محكوما عليها بالفشل.
واستنتج التقرير أن الوثيقة تعكس كيف يعمل الحوثيون حالياً في شمال اليمن - مع توقع تحمل أطراف أخرى عبء تلبية احتياجات الناس، ولا يوجد تظاهر بأن الحوثيين أنفسهم يتشاركون في أي التزام لتوفير المعيشة للأشخاص الذين يعيشون في الأراضي التي استولوا عليها.
ويرى التقرير أن أبرز ما في الجزء الثالث -الأقصر بين أجزاء الرؤية- هو الجملة الأخيرة التي تنص على وجوب طرح مخرجات العملية السياسية للاستفتاء الشعبي وفقاً للدستور اليمني، وهذا مطلب جديد، إذ كان الحوثيون مكتفين في السابق بإجراء انتخابات بعد عام أو عامين من تشكيل حكومة انتقالية.
واختتم التقرير بالقول إن الوثيقة تُظهر مدى الجرأة التي اكتسبها الحوثيون بفعل التطورات الأخيرة. فحتى خانة التوقيع على الاتفاق المقترح هو مع دول التحالف وليس مع حكومة هادي، كما أن الحوثيين تخلّوا عن انتمائهم المعتاد إلى "أنصار الله"، واختتموا وثيقة الرؤية باسمٍ بديل وحتماً استفزازي وهو "الجمهورية اليمنية بصنعاء
- المقالات
- حوارات