اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم الأحد، بمعاناة المسنين في دور الرعاية بالولايات المتحدة، حيث يقتل فيروس كورونا الغالبية العظمى من النزلاء كبار السن، ويترك الآخرين في وعكة صحية شديدة.
وحذر الخبراء من أن الوباء قد يضرب جهود المساواة بين الجنسين، وخاصة في قطاع الرعاية الطبية، مع اضطرار الأطقم الطبية للعمل على مدار الساعة.
وفي سياق آخر، انتقد المجتمع الدولي جهود الصين لإعادة فتح أسواقها الرطبة التي تسببت في ظهور فيروس كورونا في المقام الأول، وطالبت الولايات المتحدة بتقديم الصين لتعويضات على إخفائها لانتشار الفيروس في البداية.
كورونا يتسلل إلى دور رعاية المسنين
ركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على اجتياح وباء كورونا دور المسنين في الولايات المتحدة، حيث وصل عدد الوفيات إلى نحو 2000 أمريكي.
وفي مركز "كراون هايتس للتمريض والتأهيل" في بروكلين، قال العمال إنهم اضطروا إلى تحويل غرفة إلى مشرحة مؤقتة بعد وفاة أكثر من 15 من النزلاء بسبب الفيروس التاجي، ولم تستطع ديار الجنازات التعامل مع جميع الجثث.وشهد مركز "إليزابيث للتمريض والتأهيل" في نيو جيرسي، 19 حالة وفاة بالفيروس، ومن بين الـ 54 نزيلا المتبقين، أصاب الفيروس 44 منهم، وبعد وفاة 13 شخصا في "منزل نيوجيرسي للمحاربين القدامى" في باراموس، استدعى حاكم الولاية 40 طبيبا من الحرس الوطني لاحتواء الموقف.
وفي نيويورك، بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة، اقترب عدد القتلى اليومي من 800 لليوم الثالث على التوالي يوم الجمعة فيما يأمل المسؤولون أن يكون ذروة التفشي التي تسبق هبوط تدريجي في الإصابات.
كورونا والمساواة بين النساء والرجال
تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تحذير الأمم المتحدة من أن الاقتصاد العالمي في حالة السقوط الحر، حيث علق 1.52 مليار طالب في المنزل، وكان هناك تفاقم كبير في تقارير العنف المنزلي وبدأت أنظمة الرعاية الصحية تنهار تحت ضغط مرض واحد، وهذه كلها علامات تنذر بآثار جانبية وحشية للنساء خلال جائحة كوفيد-19.
وقالت "نهلة فالجي"، كبيرة مستشاري الشؤون الجنسانية في المكتب التنفيذي للأمم المتحدة: "حتى الآن لم يحقق مجتمع واحد المساواة بين الرجل والمرأة، ولذلك يضيف هذا الوباء إلى مشكلة عدم المساواة القائمة بالفعل، ويؤدي إلى تفاقم هذه التفاوتات".
فمن المرجح أن تترك حالة الطوارئ الصحية العامة الحالية تأثيرا اقتصاديا غير متناسب على النساء، اللاتي يعملن غالبا في صناعات الخدمات التي تضررت بشدة من كوفيد-19، وخاصة أنهن يملن إلى تحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الرعاية الأسرية في المنزل، وهو عبء أصبح أكبر وسط تدابير التباعد الاجتماعي والعزلة الذاتية.
وعلى الرغم من أن النساء يمثلن 70٪ من القوى العاملة الصحية العالمية، فإن الموارد الحيوية التي تحتاجها المرأة للحفاظ على صحتها، مثل خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الأم، قد تنخفض كأثر جانبي لدخول المستشفيات في جميع أنحاء العالم إلى وضع الأزمات. وهذا، بدوره، يمكن أن يؤدي إلى المزيد من وفيات الأمهات وحمل القاصرات والأمراض المنقولة جنسيا، وفقا لتقرير سياسات الأمم المتحدة الذي نُشر يوم الخميس.
الصين وسوق الحيوانات البرية
سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الضوء على علاقة الصين المستقبلية بسوق الحيوانات البرية، والتي كانت منشأ فيروس كورونا.
بينما تجتاح جائحة الفيروس التاجي الولايات المتحدة، تستعد الصين الآن لإعادة فتح أسواقها الرطبة والقذرة المثيرة للجدل مرة أخرى، الأمر الذي دفع كبار أعضاء الكونغرس الأمريكي للتهديد بالانتقام التجاري، وتجددت المطالب بأن تدفع بكين تعويضات عن التأخير المميت في تحذير العالم الخارجي من أزمة كورونا.
وردد بعض السياسيين في دول أخرى من بينها بريطانيا وأستراليا دعوات الصين لمواجهة العقوبات المالية، وكانت هناك إدانة واسعة النطاق لما يُنظر إليه على أنه خداع الصين، والذي سمح للوباء بالانتشار على نطاق صادم، وجاءت الانتقادات الأخيرة من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، التي اتهمت بكين "بالتلاعب والتضليل".
ويبدو أن الصين قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم علاقتها بالأسواق الرطبة التي تبيع المنتجات الطازجة والفواكه والخضراوات، إلى جانب الحيوانات البرية والمستأنسة الميتة منها والحية، الأمر الذي يوفر ظروفا مواتية لتحور الفيروسات والأمراض الخطيرة.
- المقالات
- حوارات