"دخلتُ غرفة المرضى فوجدتُهم موتى"، قالتها ممرضة أمريكية في نيويورك، وانفجرت بالبكاء في حالة انهيار تام، مؤكدة أن ما تواجهه الأطقم الطبية من إصابات وموت وإبلاغ أهالي الضحايا أصبح يفوق طاقة البشر.
وحسب ما نقلت صحيفة "سبق" عن صحيفة "الصن" البريطانية، قررت الممرضة دنيل شمول (35 عامًا) أن تروي قصتها أمام الكاميرا في غرفتها بالفندق بعدما ظلت تبكي لمدة ساعة كاملة في نهاية يوم عمل شاق.
وتقول "شمول" في الفيديو الذي بثته على صفحتها على موقع فيسبوك إنها تعمل في غرفة الطوارئ ورعاية الحالات الحرجة في أحد مستشفيات نيويورك، وأن هذا اليوم تحديدًا كان شديد القسوة عليها؛ إذ تحت رعايتها الكثير من المصابين بفيروس كورونا في غرف عدة، وكلما دخلت غرفة من الغرف تكتشف أن بعضهم قد مات؛ فتقوم بكتابة أسماء المتوفين، وتتوجه إلى مكتبها لتقوم بالاتصال بأهالي المتوفين لتبلغهم.
وتضيف الممرضة من بين دموعها: إن أشد اللحظات قسوة وكآبة حين تقوم بالاتصال على أحد لتخبره بموت أخيه أو أخته، أو مَن يحب.
وحسب "شمول"، تظل طوال اليوم صامتة، وتتحمل هذه الأعمال والمشاهد دون أن تتحدث مع أحد؛ فكل مَن حولها يعيشون المعاناة نفسها، وتشعر بالأسى والحزن لما يعانونه؛ فهم بشر؛ لهم طاقات. وفي النهاية لا معنى لأن تخبر زميلتها أو زميلها بما يمران به بنفسيهما.
لكنها -وحسب الفيديو- وجدت نفسها في نهاية اليوم تبكي منهارة؛ فقررت أن تتحدث إلى الكاميرا، وتبث الشريط؛ ليسمعها الناس، ويعرفوا حجم معاناة الأطقم الطبية، خاصة في نيويورك.
وتطالب "شمول" مَن يشاهدها أو يستمع إليها بأن يتوجه لمن يحب، ويخبره بما يكنه له؛ فهذا هو الوقت الأنسب لذلك، وجميعنا يحتاج للتعاطف.
وتُنهي "شمول" قائلة إنها قررت بث رسالتها؛ لأن الناس يجب أن تعرف ما تعانيه الأطقم الطبية. مؤكدة أنها لن تتخلى عن عملها الذي تحبه، ودورها الذي عليها القيام به الآن.
- المقالات
- حوارات