أثارت مجلة حكومية جديدة أطلقتها وزارة الثقافة الجزائرية، ليل الجمعة/السبت، جدلا بلغ مداه اليمن، إذ طالب الشاعر اليمني فتحي أبو النصر من وزارة الثقافة اليمنية الانتصار له لدى نظيرتها الجزائرية بسبب إطلاق تسمية "انزياحات" على المجلة الجديدة. وأعلن أبو النصر أنه تفاجأ بما أسماه "سطو" وزارة الثقافة الجزائرية على تسمية مجلة "انزياحات" التي أسسها على نفقته الخاصة عام 2010، مطالبا مصالح الوزيرة مليكة بن دودة بالاعتذار له وتعويضه عن "جرم السرقة" الذي تعرض له جهده، على حد تعبيره.ورأى كتَّابٌ ومثقفون جزائريون أن وزارة الثقافة لم تظهر أي جهد في اختيار اسم مجلة حكومية في أول إصدار لها منذ تعيين حكومة الرئيس عبد المجيد تبون الفائز بانتخابات ديسمبر الماضي.
وعلق الكاتب الصحفي إبراهيم قارعلي على القضية ساخرًا: "أزاحت مــجـلــة انـزيـاحـات، آمال الثقافة وألوانها"، في إشارة إلى مجلتين موقوفتين عن الصدور في فترات سابقة، وهما "ألوان" و"الآمال".
وعلق آخرون أن وزير الخارجية صبري بوقادوم، سيكون مطالبًا بإصلاح ما أفسده مستشار وزيرة الثقافة وهو الكاتب المسرحي المعروف إحميدة العياشي، أو يتم الاستنجاد بمواطنه المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
واستهجن الكاتب خليفة بن قارة، قائلًا:"يبدو أنه ليس لنا مبدعون كما حاولنا أن نُقنِع أنفسنا، إنما هناك منتحلو صفة، فقد فضحتنا جريدة "انزياحات" اليدوية لشاعرٍ يمني اختطها بيده قبل أكثر من 10 سنوات".
لكن أستاذ الفلسفة أحمد دلباني رأى أنه ينبغي "الاطلاع على المجلة وفلسفتها أولًا قبل أي تعليق أو تهكم مجاني، ثانيًا لا أحد، اليوم، يحلم بعودة الماضي الثقافي والأيديولوجي لزمن الأحادية الحزبية والفكرية ممثلًا بمجلة "آمال"، وعلينا الحكم على الأشياء من خلال مدى قدرتها على تمثيل نبض مرحلتها".
ودعمه أساتذة آخرون بأن "كلمة انزياح ليست مسجلة باسمه، فهي مأخوذة من المعجم الأسلوبي، ومعروفة وسارية في الدرس النقدي"، مبرزين أنه لا جدوى من هذا الجدل.
واعتبر كتَّاب أن العبرة بالمنجز الثقافي وليس بخلق جدل لن يقدم أي شيء في مسار البلد، مبرزين أن الوزيرة الحالية للثقافة هي في الأصل أستاذة الفلسفة السياسية بجامعة الجزائر، ولذلك ركز شعار المجلة على "فكر التغيير"
- المقالات
- حوارات