قفز إنتاج نفط أوبك لأعلى مستوى في 13 شهرا في أبريل نيسان إذ ضخت السعودية وحلفاؤها الخليجيون الخام بأقصى قدر عقب انهيار اتفاق للإمدادات تقوده أوبك، مما عوض أثر انخفاضات في ليبيا وإيران وفنزويلا.
وفي المتوسط، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) 30.25 مليون برميل يوميا هذا الشهر، وفقا للمسح، بارتفاع قدره 1.61 مليون برميل يوميا من رقم معدل لمارس آذار.
وانهار اتفاق للإمدادات تقوده أوبك في السادس من مارس آذار، مما أنهى بشكل مؤقت ثلاث سنوات من التعاون وأطلق معركة على الحصص السوقية. واستمر هذا الوضع غير المقيد حتى اتفق المنتجون، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، على خفض جديد اعتبارا من أول مايو أيار.
وفاقمت التخمة الناتجة الضربة التي تلقتها الأسعار بسبب تأثير تفشي فيروس كورونا على الطلب، مما دفع النفط لأدنى مستوى في 21 عاما دون 16 دولارا للبرميل هذا الشهر. وعلى الرغم من أن الأسعار ترتفع حاليا، يقول محللون إن التوقعات تشير إلى استمرار وفرة الإمدادات.
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للسمسرة في النفط "من المتوقع تحسن الطلب العالمي على النفط مع تخفيف إجراءات العزل العام... بقدر ما يبدو الأمر مشجعا، فإنه لن يؤدي إلى عجز في المعروض في الأشهر المقبلة".
وإنتاج أبريل نيسان هو الأعلى لأوبك منذ مارس آذار 2019، مع استثناء التغييرات في عضوية المنظمة منذ ذلك الحين، وفقا لسجلات مسوح رويترز. وبلغ متوسط الإنتاج من المنظمة التي كانت تضم 14 عضوا وقتها 30.32 مليون برميل يوميا.
واتفقت أوبك+ في وقت سابق من الشهر الجاري على خفض الإمدادات بمقدار قياسي 9.7 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول مايو أيار لتعويض انخفاض الطلب الناجم عن فيروس كورونا وإجراءات العزل العام، مما يضع نهاية لفترة إغراق السوق بالخام.
وبينما بدأ أعضاء أوبك الخليجيون بالفعل كبح الإمدادات، فإن الطريق طويل للوصول إلى الهدف الجديد. وتبلغ حصة أوبك من الخفض 6.084 مليون برميل يوميا وبناء على إنتاج أبريل نيسان، فإن الأعضاء بحاجة لخفض الإمدادات بمقدار 6.97 مليون برميل يوميا.
مستوى قياسي سعودي
جاءت الزيادة الأكبر في الإمدادات من السعودية التي ضخت النفط بمستوى قياسي بلغ 11.3 مليون برميل يوميا. لكن هذا يظل أقل من المتوقع، إذ قال مصدر مطلع على السياسة السعودية إن إنتاج أبريل نيسان بلغ 12.3 مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر بالقطاع إن رقم أبريل نيسان كان سيكون أعلى إذا لم يطلب بعض مشتري الخام السعودي إلغاء شحنات بسبب تراجع الطلب.
وقالت مصادر في المسح إن الإمارات كثفت الإنتاج أيضا إلى 3.85 مليون برميل يوميا، وهو ما يُعتقد أنه معدل شهري قياسي لثالث أكبر منتج في أوبك. ورفعت الكويت ونيجيريا أيضا الإنتاج.
وكبح العراق، الذي تخلف عن تنفيذ التخفيضات في 2019، إنتاج الخام وفقا للمسح، بسبب تراجع الصادرات من الموانئ في شمال وجنوب البلاد. وضخت أنجولا نفطا أقل بسبب خفض جدول الصادرات.
كما خفضت فنزويلا وإيران وليبيا الإنتاج في أبريل نيسان. والدول الثلاث مستثناة من القيود الطوعية لأوبك بسبب العقوبات الأمريكية أو مشكلات داخلية تكبح الإنتاج.
وتشهد إيران انخفاضا في استخدام الوقود بسبب تفشي فيروس كورونا، مما فاقم أثر العقوبات على الإمدادات. وسجلت فنزويلا، التي تكافح عقوبات أمريكية وانخفاضا طويل الأجل في الإنتاج، تراجعا آخر في الصادرات.
وينزل إنتاج النفط في ليبيا منذ 18 يناير كانون الثاني بسبب إغلاق موانئ وحقول من جانب مجموعات موالية للقائد العسكري خليفة حفتر المتمركز في شرق البلاد. وتراجع الإنتاج بمقدار 30 ألف برميل يوميا إضافية في أبريل نيسان وفقا لما خلص إليه المسح.
يستهدف مسح رويترز رصد المعروض في السوق ويقوم على بيانات الشحن من مصادر خارجية وبيانات تدفقات رفينيتيف أيكون ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارية.
- المقالات
- حوارات