الرئيسية - إقتصاد - هذا ما حدث لعملة فيسبوك ليبرا في زمن كورونا
هذا ما حدث لعملة فيسبوك ليبرا في زمن كورونا
عملة ليبرا
الساعة 12:34 صباحاً (منوعات )

دخلت العملة الرقمية التي طرحتها شركة "فيسبوك" باسم "ليبرا"، على العالم وكان من المفترض أن تغير الاقتصاد لكن ما حدث كان غير ما قدرت له.

وبحسب مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، كان قد ذكر أمام الكونجرس الأمريكي العام الماضي أن: "أكثر من مليار شخص حول العالم لا يستطيعون الوصول إلى حساب مصرفي، إلا أنه قد يمكنهم ذلك من خلال الهواتف المحمولة، إذا كان النظام الصحيح موجودا. أعتقد أنه يمكن حل هذه المشكلة، وعملة ليبرا يمكن أن تسهم في ذلك".

الآن يبدو أن "ليبرا" لن تغير كثيرا خارج نطاق "فيسبوك" نفسها - هذا إذا ما طبقت في الواقع، على الإطلاق.

هذا الأسبوع، بعد عام من إطلاق المشروع، كشف مؤيدوه النقاب عن "ليبرا 2.0" بصفتها جزءا من الخطط المعدلة، مزيلين الأسس الرئيسة للاقتراح الأولي الذي كان يهدف إلى المساعدة على تحويل العملة الرقمية إلى عملة عالمية تنافس الدولار، إلا أن إطلاقها كان قد هدد أيضا بتوليد مقاومة تنظيمية لا تقهر.

"كانت الرؤية الأصلية لعملة ليبرا رؤية ذات أحلام جامحة، بشأن تبادل مشفر للأموال الخاصة متحرر من التنظيم"، حسبما قال ديفيد جيرارد، مؤرخ في العملات الرقمية ومؤلف كتاب Attack of the 50-foot Blockchain.

وأضاف: "لم يكن ذلك سينجح أبدا. ’فيسبوك‘ شركة حقيقية ملموسة. يمكنك إساءة استخدام المعلومات الشخصية للأشخاص – إلا أن الحكومات تأخذ مسألة الأموال على محمل الجد".

"يمكنني أن أرى أن مشروع ليبرا الجديد يعمل مثل معالج مدفوعات عادي منظم – على غرار ’باي بال‘ باسم ’فيسبوك‘" على حد قوله.

مشروع ليبرا 2.0 يحيد عن صيغته الأصلية من خلال عدة طرق رئيسة، كل منها مصمم للتغلب على المقاومة التنظيمية والسياسية.

أولا: بدلا من إنشاء عملة جديدة واحدة، يخطط مشروع ليبرا لإطلاق سلسلة من العملات الرقمية المختلفة، كل منها مدعومة بعملة حكومية مختلفة، عملة مقابل عملة.

سيعمل المشروع أيضا على بناء عملة ليبرا التي تعد "مركبا رقميا" لبعض تلك العملات، إذ ستكون متاحة للمعاملات عبر الحدود، وفي الدول التي ليس فيها عملة رقمية.

فجأة، تخلى المشروع عن محاولاته لاستحداث عملة رقمية عائمة يمكن أن تنافس الدولار. بدلا من ذلك، ستتقلب عملاته، وفقا لما يحدث في أسواق العملات المادية.

كانت هذه السياسة هي التي أثارت قلقا بين السياسيين ومحافظي البنوك المركزية، حول ما إذا كان المشروع يمكن أن يهدد استقرار العملات الحالية.
ثانيا: تعمل عملة ليبرا على إلغاء طموحاتها للانتقال إلى نظام "غير مصرح به"، حيث يمكن لأي شخص أن يساعد على إدارة الشبكة، ولن تكون هناك سلطة واحدة للتحكم فيها، مثلما كانت الرؤية الأصلية لعملة بيتكوين.

ثالثا: سيعمل الاتحاد الذي يدير العملة الآن على فحص أي محفظة يتم إطلاقها على الشبكة، وتعزيز تدقيقها الخاص لما يحدث داخلها، بدلا من ترك ذلك للمنظمين المحليين.

هذان التنازلان الأخيران تم تصميمهما للقضاء على الانتقادات القائلة إنه من خلال السماح لأي شخص بالعمل على الشبكة، فإن من شأن عملة ليبرا جعل نفسها متاحة للاستخدام، من قبل مجرمين لغسل الأموال.

دانتي ديسبرت، نائب رئيس مجلس إدارة "ليبرا"، أخبر "فاينانشيال تايمز" أن الطبيعة الرقمية للعملة ربما تجعل مراقبتها أسهل من العملة الفعلية.

"هناك أشياء معينة يمكنك إجراؤها باستخدام نظام دفع قائم على تكنولوجيا بلوكتشين (مثل عملة ليبرا) ولا يمكنك تنفيذها باستخدام البدائل، مثل تحديد السياج الجغرافي لدول تخضع لعقوبات سياسية، وحظر عناوين مشبوهة وتحديد نشاط مشبوه في (وقت قريب من) الوقت الآني" على حد قوله.

عشاق التشفير لطالما دافعوا عن عملة عالمية لامركزية غير منظمة حقا، تتيح للمستخدمين استخدامها لأي نوع من المعاملات "الخاضعة للرقابة"، مثلا الشراء عبر الإنترنت من دون حساب مصرفي. بالنسبة إليهم، تشير تغيرات "ليبرا" إلى موت الحلم.

"من المرجح أن تكون ليبرا 2.0 أقل جاذبية لمطوري التشفير ومجتمع المستخدمين، لأنها ستفتقر إلى ’مقاومة الرقابة‘- يمكن القول إن تلك هي الميزة الفريدة من نوعها لشبكات ’تكنولوجيا بلوكتشين‘ مثل ’بيتكوين‘ و’إيثريوم‘"، بحسب جاريك هيلمان، رئيس قسم الأبحاث في "بلوكتشين" شركة محافظ مشفرة.

يعتقد بعضهم أنه من خلال إزالة الأجزاء الأكثر إثارة للجدل من الاقتراحات الأصلية، تمكنت "ليبرا" من تخفيف الضغط في الجدل القائم بشأن تنفيذها، وفي الوقت نفسه احتفظت أيضا بقيمتها التجارية المركزية لـ"فيسبوك".

هناك وسائل تواصل اجتماعي تعمل على زيادة الجهود لتسهيل المدفوعات عبر منصاتها، من ضمنها "واتساب" و"ماسنجر".

ستيفن بالي، الشريك في مكتب أندرسون كيل للمحاماة في واشنطن قال: "إذا كنت ’فيسبوك‘ وتريد أن تنمو، فسيكون من المفيد حقا أن يكون لديك نظام دفع فعال ومستقر عبر الحدود، ليتم استخدامه على المنصة نفسها. لن أتفاجأ إذا كانت هذه هي الخطة منذ البداية".

آخرون يحذرون من أن تفاصيل المخطط لا تزال تثير مشكلات. سيلفيا جارسيا، العضو الديمقراطي في لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، قالت إنها لا تزال تعارض خطة إنشاء أي شكل من أشكال العملة المركبة، بدلا من الاعتماد التام على العملات الموجودة.

وأضافت: "’فيسبوك‘ واتحاد ليبرا أصدرا ورقة بيضاء ثانية تحتفظ بعملة ليبرا مدعومة بسلة من الأصول. وعلى هذا النحو، فإن هذا لا يعالج المخاوف التي أثارتها، عندما أدلى زوكربيرج بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية".

بعضهم أيضا يخشون من أن الاتحاد لم يصرح كيف سيجمع الأموال لتحوطات رأس المال، التي يدعي إنها ستحمي العملة في حالة وقوع كارثة.

مع ذلك، يحذر كثير من الخبراء من أنه طالما بقيت "فيسبوك" هي الداعم الأبرز للمشروع، فإن السمعة السياسية السامة لشركة التكنولوجيا ستعيق هذه النسخة المحدودة لـ "ليبرا" من أن تصبح واقعا.

في حين أنه كان يحاول جاهدا أن يوضح أن "فيسبوك" ليست إلا عضوا فقط ضمن اتحاد يضم 22 عضوا في المشروع، وأن أعضاء آخرين أسهموا أخيرا في شباط (فبراير) الماضي، في تمويل المشروع. لا يزال النقاد ينتظرون تعيين رئيس مستقل.

بن كولتون، كبير محللي الأبحاث في "بيكون بوليسي أدفايزرز" للاستشارات السياسية مقرها واشنطن قال: "حتى لو تم تقليص ذلك، لا تزال ’فيسبوك‘ تواجه انتقادات، خاصة في الكونجرس". وأضاف أن: "الحواجز السياسية التي تحول دون نجاح عملة ليبرا لا تزال قائمة".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا