الرئيسية - منوعات - حي فقير بالهند تحوّل إلى قصة نجاح في معركة «كورونا»
حي فقير بالهند تحوّل إلى قصة نجاح في معركة «كورونا»
حي فقير بالهند تحوّل إلى قصة نجاح في معركة «كورونا»
الساعة 09:34 مساءاً (د ب أ)

عندما تم اكتشاف أول حالة إصابة بمرض «كورونا» في حي دارافي الفقير، وهو مكان أقرب إلى متاهة مليئة بالأكواخ ذات الغرفة الواحدة، ويقع في قلب مومباي، عاصمة الهند المالية، كان علماء الأوبئة يخشون من أن يخرج المرض عن نطاق السيطرة. ويعيش نحو مليون شخص داخل ميل مربع واحد، يعيش الكثير منهم مقابل الحصول على أجر يومي، ويتشاركون حمامات عامة. وتنام الأسر هناك في غرف مساحتها 5ر2 × 5ر2 متر، كما تعج الأزقة بالمواطنين، في مشهد يجعل من مسألة التباعد الاجتماعي أمراً مستحيلاً.

ولكن بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من ظهور المرض هناك، يبدو أن السلطات في مومباي نجحت في تحقيق معجزة، أو على الأقل حصلت على مهلة غير متوقعة للتعامل مع الأزمة. وبعد تسجيل 491 حالة إصابة بالمرض في أبريل الماضي، ثم تسجيل 1216 إصابة في مايو، لم يتم تسجيل سوى 274 إصابة وست حالات وفاة في دارافي خلال أول أسبوعين من يونيو. ويقول علماء الأوبئة إن واحداً من أكبر الأحياء الفقيرة في آسيا، تمكن من احتواء الفيروس حتى في ظل تصاعد أعداد الإصابات في أماكن أخرى في مومباي وفي أجزاء أخرى من الهند.

تفكير استباقي

ولكن من الممكن أن يقدم كيفية حدوث ذلك - من عمل شاق وتفكير استباقي، وحتى شجاعة من جانب المسؤولين والأطباء والمتطوعين - دروساً في إدارة أزمة الفيروس لباقي المجتمعات الفقيرة المكتظة حول العالم. وقال رامانان لاكسمينارايان، مؤسس مركز ديناميكيات الأمراض والاقتصاد والسياسة في واشنطن، إن حي «دارافي نجح في تطبيق إجراءات رائعة من حيث تتبع وعزل وحجر المصابين... إنه من المحتمل أن تكون الجغرافيا المدمجة قد أتاحت مستوى أكبر من التنسيق مما كان الوضع عليه في أماكن أخرى. إلا أنه مازال من السابق لأوانه إعلان أي انتصار».

وشهد دارافي حتى الآن تسجيل أكثر من 2000 حالة إصابة وأكثر من 75 حالة وفاة في المجمل، وهي نسب أقل بكثير من باقي أنحاء مومباي، وهي مدينة ضخمة يعيش بها نحو 20 مليون شخص، وأصبحت مركز تفشي المرض في الهند.

5 مناطق

ومنذ اكتشاف أول حالة إصابة بالمرض في دارافي في الأول من أبريل، والتي كانت لصاحب محل ملابس والذي توفي في نفس اليوم، ركز مسؤولو المدينة على خمس مناطق اعتبروها عالية الخطورة بسبب حالات الإصابة الأولية والتاريخ المرضي للمصابين. وقامت المدينة بتخصيص 2450 فرداً من العاملين في قطاع الصحة، للعمل في دارافي فقط.

وأغلقت أغلب العيادات الخاصة في مومباي بسبب نقص معدات الحماية، ولكن في دارافي، تعاونت المدينة مع الأطباء الخصوصيين، وهم مقدمو الرعاية الصحية الرئيسيون في المنطقة ولديهم علاقات منذ فترة طويلة مع مرضاهم، الذين يشملون العمال المهاجرين وغيرهم من العمال وأصحاب المتاجر.

وغادر نحو 100 ألف من العمال المهاجرين وأسرهم، دارافي، بعد الإعلان عن إغلاق البلاد، ما أدى إلى تقليل عدد السكان بعض الشيء. وفي الأسبوع الثاني من أبريل، قام المسؤولون والأطباء الخصوصيون بفحص 47 ألفاً و500 شخص في المناطق عالية الخطورة. وقد ثبتت إصابة 20 بالمئة من بين هؤلاء الذين أبلغوا عن ظهور أعراض عليهم، بمرض «كورونا»، وتم عزلهم فوراً.

وقال أنيل باتشانيكار (60 عاماً)، وهو طبيب خاص ورئيس جمعية محلية للأطباء: «منحنا ذلك بداية مثالية... فلو كانت (تلك الحالات) تسللت إلى باقي السكان، لكان الأمر قد تحول إلى خراب كبير». وبالنسبة لباتشانيكار الذي عمل في دارافي لمدة 35 عاماً، فإن ما يقوم به من عمل شاق قد تسبب أيضاً في وجود مخاطر على أفراد أسرته.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص