بعد أن صمدت قلعة القاهرة التاريخية بمدينة حجة، 123 كم شمال غرب صنعاء، لأكثر من 9 قرون، ها هي اليوم تواجه الانهيار في أي لحظة، جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها المدينة، حيث تعد القلعة واحدة من المئات من المباني التاريخية التي يهددها الانهيار.
ويعود بناء قلعة القاهرة بمدينة حجة للقرن الحادي عشر الميلادي، وبنيت على تل مرتفع يطل على مدينة حجة، وتمتاز بنمطها المعماري الفريد، القائم على أسلوب هندسي كحصن دفاعي، يطوقها من جميع الاتجاهات أسوار مرتفعة، وتضم عددا من المباني والأبراج، كما يوجد في القلعة عدد من الصهاريج، والتي كانت تستخدم لجمع مياه الأمطار ومخازن كبيرة لخزن الحبوب لفترات طويلة.
وتعددت استخدامات القلعة خلال الحقب الزمنية الماضية، فمن حصن للدفاع عن المدينة، ومقر الحكم للدويلات المتعاقبة في المنطقة، إلى سجن خاص بمعارضي الحكم الملكي في البلد قبل ثورة سبتمبر عام 1962، قبل أن تتحول إلى مقر لإحدى الأجهزة الأمنية، ومع تداعي بعض أجزائها تحولت إلى مكان تاريخي طاله الإهمال، وبدأت عوامل التعرية تنهش في مكونات القلعة، وصولا إلى انهيار بعض أجزائها.
في منتصف الأسبوع الفائت، انهارت 3 منازل في مدينة زبيد التاريخية بمحافظة الحديدة، وتضررت منازل أخرى بشكل جزئي، بسبب هطول الأمطار المستمر.
ويقول الباحث غمدان أبو علي إن ”مياه الأمطار تتسبب عادة في تدمير عدد من المباني الأثرية والمعمارية في مدينة العلم والعلماء زبيد“، مؤكدا في حديث مقتضب لـ“إرم نيوز“، أن هذا يأتي وسط تجاهل وصمت الجهات المعنية.
ودعا إلى السرعة في تنفيذ الترميم والمعالجات السريعة لتلافي سقوط وتدمير مبان أثرية جديدة في المدينة.
وتعد مدينة زبيد التاريخية، واحدة من المدن المسجلة في قائمة التراث العالمي.
وطال الدمار، كذلك، مدنا ومواقع أثرية مسجلة في قائمة التراث العالمي، وفي مقدمتها مدينة ثلا التاريخية، ومدينة صنعاء القديمة.
دعم اليونسكو
وكانت اليمن قد طالبت، الأربعاء المنصرم، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، بالدعم وسرعة حماية المواقع الأثرية في اليمن، والتي تأثرت بشكل كبير بسبب الأمطار.
وأشار مندوب اليمن لدى منظمة ”اليونسكو“، محمد جميح، إلى أن ”طلب مساندتها يأتي لمواجهة الآثار الناجمة عن السيول والأمطار التي أدت إلى تأثر العديد من المواقع التاريخية، وخاصة المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي“.
وأكد في رسالة للمنظمة، أن ”الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدها اليمن، أدت إلى دمار طال عددا من المواقع الأثرية في البلاد، وعلى وجه الخصوص المواقع الثلاثة المسجلة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي في صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت“.
صنعاء القديمة في خطر
وعلى مدى الأيام الماضية، تواصلت عمليات الانهيار لمنازل تاريخية في صنعاء القديمة، وصل عددها الى 16 منزلا، بينها منزل الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني.
ويشير الكاتب اليمني رشيد الحداد، إلى أن الإهمال سوف يتسبب بتدمير وانهيار 2542 منزلا، متضرر منها 1467 منزلا كانت قبل سنوات بأمس الحاجة إلى تدخل سريع بسبب الأضرار التي أصابتها.
- المقالات
- حوارات