بعد مرور أسبوع على الاستحقاق الرئاسي الأميركي، جدد الرئيس دونالد ترمب موقفه من نتائج الانتخابات الرئاسية، مؤكداً حدوث مخالفات في عملية فرز الأصوات. وغرد على "تويتر" قائلاً "سنفوز"، ثم أضاف في وقت مبكر الثلاثاء "راقبوا الإساءات الهائلة في عملية فرز الأصوات".
وقالت حملة الرئيس الجمهوري الثلاثاء، إنها سترفع دعوى قضائية في ولاية ميشيغان تطالب بعدم التصديق على نتائج الانتخابات في الولاية إلى حين التحقق من أن الأصوات تم الإدلاء بها بشكل قانوني، وذلك بعد يوم من إعلان دعوى قضائية على نظام التصويت في ولاية بنسلفانيا.
والاثنين، أضاف ترمب سلاحاً جديداً محتملاً إلى حملته، بعدما وافق وزير العدل الأميركي بيل بار على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات. ومع ذلك قرن بار قراره بتحذير مفاده أن "الادعاءات الخادعة أو التخمينية أو الخيالية أو بعيدة الاحتمال يجب ألا تشكل أساساً للشروع في تحقيقات فدرالية".
وتدخل بار غير المعتاد أثار مخاوف من أن ترمب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بالمدعي العام لجرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر إلى تقديم استقالته احتجاجاً.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، خلال مؤتمر صحافي من مدينته ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، الثلاثاء، أنه يتطلع إلى التحدث مع ترمب.
ورداً على سؤال لصحافية عما يمكن أن يقوله لترمب في حال كون الأخير يتابع مؤتمره الصحافي، قال بايدن مبتسماً ومركزاً على الكاميرا: "سيدي الرئيس، أتطلع إلى التحادث معك"، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يمتنع ترمب فقط عن دعوة بايدن إلى المكتب البيضوي، بل حتى منعه من الحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة. وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عينها ترمب، وهي المسؤولة عن الإفراج عنها.
الجمهوريون يعززون فرصهم في مجلس الشيوخ
في الأثناء، تقترب المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين للسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي من الحسم.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الحزب الديمقراطي سيطر على مجلس النواب الأميركي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بعدما حصد الديمقراطيون ما لا يقل عن 218 مقعداً.
وأضافت الوكالة أن الديمقراطيين قد يحققون الفوز ببعض المقاعد الإضافية، لكن من المرجح أن تتقلص أغلبيتهم في مجلس النواب.
وكان الجمهوريون عززوا، الثلاثاء، فرصهم بالاحتفاظ بالغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي بعد نجاح السناتور عن ولاية كارولاينا الشمالية توم تيلليس في الاحتفاظ بمقعده، في انتكاسة للرئيس المنتخب وحلفائه الديمقراطيين الذين تضاءلت بذلك آمالهم بالسيطرة على الغرفة العليا في الكونغرس.
وكتب المرشح الديمقراطي كال كانينغهام في تغريدة على "تويتر" "لقد اتصلت لتوي بالسناتور تيلليس لتهنئته" بالفوز في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وأقر كانينغهام بهزيمته بفارق ضئيل أمام منافسه الجمهوري على الرغم من أن النتائج النهائية للانتخابات لم تصدر بعد.
وبذلك ترتفع حصة الجمهوريين إلى 49 سناتوراً مقابل 48 للديمقراطيين في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 سناتور. ولا تزال هناك ثلاثة مقاعد لم تُحسم نتيجتها بعد، أحدها في آلاسكا وهو يبدو شبه محسوم للسناتور الجمهوري المنتهية ولايته دان ساليفان، الذي يتقدم بفارق شاسع على منافسه الديمقراطي بحسب النتائج الجزئية التي تصدر ببطء في هذه الولاية المترامية الأطراف.
بذلك باتت آمال الديمقراطيين في السيطرة على مجلس الشيوخ معلقة على المقعدين المخصصين لولاية جورجيا المحافظة، اللذين سيتنافس المرشحان الديمقراطيان والمرشحان الجمهوريان عليهما في جولة إعادة ستجري في الخامس من يناير (كانون الثاني) بعدما عجز أي منهم عن الفوز بنسبة 50 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي.
وإذا نجح الديمقراطيون في الفوز بهذين المقعدين، ينقسم عندها مجلس الشيوخ إلى 50 سناتوراً جمهورياً و50 سناتوراً ديمقراطياً، لكن نائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس التي يمنحها الدستور بحكم منصبها هذا صفة رئيسة مجلس الشيوخ، يمكنها أن تحضر أي جلسة تريد وأن تصوت فيها لترجح كفة حزبها.
ولا يمكن إقرار أي قانون في الولايات المتحدة، إذا لم يوافق عليه مجلس الشيوخ، كما لا يمكن للرئيس أن يعين أي وزير أو سفير أو قاض إذا لم يصادق على هذا التعيين مجلس الشيوخ.
وإذا نجح الجمهوريون في الاحتفاظ بغالبيتهم في مجلس الشيوخ يتعين عندها على الرئيس المقبل جو بايدن الذي شغل مقعداً في المجلس على مدى 36 عاماً أن يستنزف كل مهاراته في مجالات التواصل والتفاوض للتوصل إلى حلول وسط مع خصومه الجمهوريين.
وأكد بايدن الثلاثاء أنه سيكون قادراً على ضم ما يكفي من أصوات الجمهوريين إلى صفه.
استطلاع: 80في المئة من الأميركيين يرون أن بايدن فاز
من جانب آخر، يقر ما يقرب من 80 في المئة من الأميركيين، بمن فيهم أكثر من نصف الجمهوريين، بأن الرئيس المنتخب جو بايدن هو الفائز في الانتخابات، بعد أن حسمت معظم هيئات الإعلام السباق لصالح المرشح الديمقراطي استناداً إلى تفوقه في ولايات حاسمة، طبقاً لاستطلاع أجرته "رويترز - إبسوس".
ووجد استطلاع الرأي على المستوى الوطني الذي أجرته "رويترز - إبسوس" في الفترة من بعد ظهر يوم السبت وحتى يوم الثلاثاء أن 79 في المئة من الأميركيين البالغين يعتقدون أن بايدن فاز بالبيت الأبيض. وقال 13 في المئة إن نتيجة الانتخابات لم تحسم بعد وقال 3 في المئة إن ترمب هو الفائز وقال 5 في المئة إنهم لا يعرفون.
وتوزعت نتائج الاستطلاع إلى حد ما وفقاً للانتماءات الحزبية: فقال نحو 6 من كل 10 جمهوريين إن بايدن فاز بينما أجمع الديمقراطيون تقريباً على فوزه.
- المقالات
- حوارات