يعد الشيخ مصطفى إسماعيل من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقاماً بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، وقد عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية وكان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها واختاره الملك فاروق قارئاً للقصر الملكي وكرَّمه عبدالناصر وأخذه معه السادات في زيارته للقدس.
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل عام 1905 بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية المصرية وحفظ القرآن في القرية وكان جده هو أول من اكتشف جمال صوته فطلب من الشيخ إدريس فاخر تعليمه واصطحبه جده في زيارة لمدينة طنطا وقرأ قبل صلاة الظهر فأبهر الحاضرين وكان من بينهم طالب في المعهد الأحمدي بمسجد سيدي أحمد البدوي، فاقترح على الجد أن يلحقه بالمعهد ليتعلم القراءات وفنون التجويد وبدأ يتحول إلى حديث الناس وهو في السادسة عشرة من عمره بعد قراءاته مع بعض المشاهير في سرادق للعزاء حضره سعد باشا زغلول، فكانت فاتحة خير على الوافد الجديد إلي دولة التلاوة.
ألقابه
أطلق على الشيخ مصطفى اسماعيل مجموعة من الألقاب منها: مغرد السماء، قارئ الملوك والرؤساء، عبقري التلاوة، ملك المقامات القرآنية، وصاحب الحنجرة الذهبية»، فكان مع الشيخين محمد رفعت وأحمد ندي يمثلون قمة قراء دولة التلاوة المصرية.
قارئ القصر الملكي
ذاعت شهرته في أنحاء محافظة الغربية والمحافظات المجاورة لها ونصحه أحد المقربين منه إلى الذهاب إلى القاهرة وبالفعل ذهب إلى هناك والتقى بأحد المشايخ الذي استمع إليه واستحسن قراءته وعذوبة صوته ثم قدّمه في اليوم التالي ليقرأ في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون. وسمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة.
زار الشيخ مصطفى إسماعيل خمساً وعشرين دولة عربية وإسلامية وزار الشيخ مصطفى إسماعيل مدينة القدس عام 1960، وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج. كان الرئيس محمد أنور السادات من المحبين لسماع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجوناً. كذلك اختاره ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته للقدس سنة 1977، وهناك قام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
أوسمة
حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، و وسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، و وسام الفنون من تنزانيا. وقد تلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، فلبّى تلك الدعوات، وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها.
الوفاة
توفي الشيخ مصطفى 26 ديسمبر 1978 وأقيمت له جنازة رسمية يوم الخميس 28 ديسمبر 1978 ودفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.
- المقالات
- حوارات