
بات كبار المسئولين في السلطة المحلية والقضائية بمحافظة تعز هدفا لفيروس كورونا الذي تفشى في صفوفهم بشكل كبير،وتكتظ مستشفيات وعيادات مدينة تعز بأجساد منهكة، جراء تفشى فيروس كورونا بشكل واسع، في ظل عدم وجود أي احترازات لمنع تفشي الفيروس.
وقد وجه محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، مذكرات تعقيبيه لمدراء العموم والجهات ذات العلاقة، باتخاذ الإجراءات المتعلقة بمواجهة وباء كورونا، والإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالفيروس.
توجيهات المحافظ شمسان، شملت مداراء مكاتب المالية، الصحة، الأوقاف، التربية، والتعليم، التعليم الفني والمهني، الخدمة المدنية، الإعلام، بإيقاف كل الأنشطة والفعاليات، ومنح إجازات للمرضى وكبار السن، وإلزام الجهات العاملة بإرشادات التباعد والوقاية الصحية من الفيروس.
كما وجه مدير شرطة المحافظة، بمنع التجمعات وإغلاق الأسواق بما فيها أسواق القات وصالات الأفراح، بالإضافة إلى إغلاق المطاعم وتحويلها للبيع سفري.
ووجه محافظ تعز مدير فرع مكتب وزارة الثقافة، بإيقاف إقامة مهرجان المسرح الذي كان من المقرر إقامته عصر أمس السبت.
وجاءت هذه المذكرات التعقيبية لمحافظ تعز، تعزيزاً لتوجيهاتها السابقة، للمكاتب التنفيذية والمديريات بإتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، في ظل تفشي الفيروس وسط المدينة في ظل عجز تام للقطاع الصحي
ونقلت “الشارع” عن مصدر طبي، أن مشافي مدينة تعز، لا سيما هيئة مستشفى الثورة والجمهوري، شهدت خلال الثلاثة الأيام الماضية، ولا زالت، ازدحاماً كبيراً بالمرضى، أغلبهم يعانون من أعراض فيروس كورونا.
وأضاف المصدر، أن العيادات الخاصة هي الأخرى تستقبل عشرات المرضى يومياً، من ضمنهم مصابون بكورونا يتم إحالتهم إلى مستشفى الجمهوري، لافتاً إلى أن هناك عيادات خاصة أغلقت أبوابها جراء تفشي الوباء بعد استقبالها حالات مشتبه إصابتها بالفيروس.
وأضاف المصدر، أن هناك حالة من الانعدام شبه الكلي لأي احترازات في أوساط المواطنين، على نحو يصل أحياناً حد السخرية من التحذيرات، خلافاً لما كان عليه الأمر خلال الموجة الأولى من تفشي الوباء، العام الماضي، ما يعني أن الموجة الجديدة ستكون عاصفة وخطرة، في ظل عدم الالتزام بالاحترازات الوقائية.
وأكد المصدر، أن الصف القيادي الأول في السلطة المحلية والقضائية مصابون بالفيروس، من ضمنهم وكيل محافظة تعز عبدالقوي المخلافي، الذي يمر بحالة حرجة، وأنه تم نقله، أمس الأول، من مركز العزل إلى منزله قبل تحويله إلى إحدى غرف الإنعاش في مستشفى الثورة.
وأضاف المصدر، أن مستشاري محافظ المحافظة، على الأجعر المعمري وسند راوح، مصابان بالفيروس، بالإضافة إلى عدد من مدراء المكاتب التنفيذية في المحافظة، بما فيهم مدير مكتب الإعلام في المحافظة، نجيب قحطان، الذي قال إنه غادر مركز العزل دون معرفة مسؤولي المركز، وتم اللحاق به من قبل فريق الاستجابة السريعة إلى منزله لإعادته إلا أنه رفض.
وأشار المصدر، إلى أن وكيل نيابة الشمايتين، القاضي جميل المقطري، فارق الحياة، أمس، متأثراً بإصابته بالفيروس، فيما القاضي عبدالقوي سرحان، عضو نيابة غرب تعز، يخضع للعلاج داخل مركز العزل في مستشفى الجمهوري.
وأكد المصدر، أن المقطري مكث بغرفة العناية المركزة في مستشفى خليفة العام بالتربة جنوب تعز، 4 أيام، قبل نقله إلى مركز العزل، بعد فقدانه 30% من التنفس الطبيعي، وهناك تم إخضاعه لتنفس اصطناعي لمدة يومين قبل أن يفارق الحياة أمس.
ويعد المقطري هو الشخصية الثانية في السلطة القضائية التي توفت جراء الفيروس، حيث سبق أن فارق الحياة، قبل أيام، القاضي عبدالواحد منصور، رئيس نيابة استئناف محافظة تعز.
وبالنسبة لمركز العزل في مستشفى الجمهوري، قال المصدر، إن إمكانياته شحيحة ومنعدمة أحياناً، سوى بعض الدعم المقدم من بعض المنظمات، والذي لا يغطي إلا الحد الأدنى من المتطلبات.
وتابع: “ما يحدث هو أن الفيروس ينتشر بكثافة ويفتك بالناس سريعاً، في ظل انعدام إمكانيات القطاع الصحي، وضعف مستوى الوعي المجتمعي وسوء تعامله مع هذا الوباء القاتل”.

- المقالات
- حوارات