قال رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، لقد مثلت الوحدة اليمنية هدفاً عظيماً لشعبنا اليمني الذي عاش حقباً قاسية من التشطير والبعد ومثلت عند قيامها تحقق النواة الأولى للحلم العربي الكبير من المحيط إلى الخليج واصبحت ملكاً لأمة تحلم بالوحدة.
جاء ذلك في الكلمة التي القاها اليوم في الحفل الذي اقامته سفارة بلادنا لدى جمهورية مصر العربية، بمناسبة العيد الوطني الـ 31 للجمهورية اليمنية 22 مايو بحضور رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي وعدد من اعضاء البعثة الدبلوماسية.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الحضور....
اسمحوا لي باسمي وزميلي العزيز الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى والزملاء أعضاء مجلسي النواب والشورى ان أتحدث اليكم بهذه المناسبة الغالية واهنئكم بأعيادها المباركة، تهنئة خالصة طيبة.
وإنه للقاء مبارك، ونحن نعيش مناسبة من مناسباتنا الوطنية العزيزة والغالية على قلوبنا جميعاً، يوم اعادة تحقيق الحلم اليماني الكبير حلم الأجيال والرواد والمناضلين الذين وهبوا كل حياتهم لتحقيق وحدة اليمن وامنه واستقراره، وصياغة مستقبله العظيم وتجاوز التشطير والتجزئة وويلاتهما إلى رحاب اليمن الكبير يمن الماضي بأصالته والحاضر بطموحاته والمستقبل بآماله واحلامه، يمن الثاني والعشرين من مايو يمن الحرية والديموقراطية والوحدة.
وانه لمن الواجب أن نقدر بكل إجلال وإكبار نضالات أولئك الرجال وقيادات الوطن الغالي الذين جعلوا الوحدة في مقدمة أهدافهم وعهداً عليهم لا يقبل النكوث، وتعاقبت القيادات اليمنية على العهد بالوفاء لتحقيق ذلك الحلم حتى حققته في الثاني والعشرين من مايو، فمنذ توقيع اتفاق الوحدة في هذه العاصمة المباركة القاهرة عاصمة الوحدويين والمناضلين الثوريين من هنا في العام72، ومن بيت كل العرب الجامعة العربية بعثت آمال اليمنيين بوحدة ارضهم وإعادة لحمتهم والعرب بمشروعهم القومي الكبير، تلاها لقاء طرابلس وعمل لجان الوحدة المختلفة وتوقيع الدستور وصولاً الى يوم الثاني والعشرين من مايو 90 يوم ولد اليمن مجده، واعلن قيام وحدته الوحدة التي لا تقبل الجدل بها او التشكيك بعظمتها، ولن ينكسر عودها او تنحني قامتها، ستظل شامخةً وراياتها خفاقة عالية على تراب وطننا الغالي وفي سمائه ومهما تهافت الحالمون بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء فإن ذلك لن يتحقق وقد صاغة الوحدة منجزاً تاريخياً عظيماً لليمن واليمنيين بكل اطيافهم والوانهم ومشاربهم الهدف منها توحيد الصفوف والطاقات والقدرات ومهما تراء لأولئك من معطيات وظروف فإن إرادة الشعوب لا تقبل ان تتحول الاحلام المجافاة لإرادتها الى واقع مهما كان الامر ولوسوف تزول كل الظروف الاستثنائية وتبقى الوحدة شجرة طيبة مباركة اصلها ثابت وفرعها في السماء.
إننا وبهذه المناسبة، نكرر التهاني إلى فخامة الاخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي نعتبره حاضراً معنا في هذا المقام وفي قلوب كل الوحدويين اليمنيين، والى حماة الوطن، رمز العطاء والتضحية والبطولة، في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، أحيي بإجلال وإكبار جيشنا الوطني وهو يخوض معركة الدفاع عن الوحدة والثورة والجمهورية والحرية والديموقراطية وأحيي كل الابطال الميامين في كل جبهة وبالمقدمة محافظة مأرب التي كسرت شوكة الامامة واستنهضت بكل قبائلها الذين يسومون العدو الدروس اللائقة به وبمن يتحدى الارادة الوطنية، أحييهم وهم يذودون عن مشروعنا الوطني ويضحون بخيرة أخيارهم ويكسرون عدوان المليشيات الطائفية الكهنوتية الامامية .. أحيي كل الأبطال في كل مواقع الشرف، في عاليات القمم وفي وهاد السهول على امتداد جبهات الشرف والبطولة.
أحيي كل مواطن ومواطنة في يمن العروبة والوحدة والديمقراطية وسيبقى اليمن يمناً موحداً وعربياً، لا طائفياً ولا عرقياً ولا مذهبياً ولا مناطقياً.. بل يمناً ديمقراطياً تتعدد فيه الأفكار والآراء والبرامج ما بقي الليل والنهار وأقول لهم ولكم جميعا: كل عام وأنتم واليمن العزيز بألف خير، ومن نصر إلى نصر.
الاخوة الاعزاء
نلتقي معكم اليوم، وأنتم تمثلون النخبة، من أبناء هذا الشعب الخيّر المعطاء، وباعتباركم قيادات في الدولة وفي المجتمع، نلتقي ونتحدث بمنتهى الصراحة والشعور بالمسؤولية، حول بعض القضايا والأمور المتعلقة بأوضاعنا والتي تجسد حرصنا على استمرار وتعزيز مسيرتنا الوحدوية، وحمايتها من كل من يريد الإساءة إليها، أو الانحراف بها عن مسارها الصحيح من قبل المليشيا الانقلابية والارهابية التي داهمت بياض نهارنا بسواد الكهوف المظلمة ورجعية الامامة الظالمة الغابرة المغبّرة وفي ليل مظلم اختلط فيه الحابل بالنابل.. وقد آن لهذا الليل أن ينقشع وآن للفجر الموعود أن يضيئ وآن لخفافيش الامامة والكهنوت أن تختفي في جحورها وأن تزول، وإن النصر لقريب بإذن الله.
الاخوة الاعزاء
لقد مثلت الوحدة اليمنية هدفاً عظيماً لشعبنا اليمني الذي عاش حقباً قاسية من التشطير والبعد ومثلت عند قيامها تحقق النواة الأولى للحلم العربي الكبير من المحيط إلى الخليج واصبحت ملكاً لأمة تحلم بالوحدة.
الاخوة الاعزاء
انه وعلى الرغم مما تعرضت له الوحدة اليمنية من هزات نهشت في جسدها البضّ وانقضت على لحمها الطري واستهدفت الاجهاز عليها بالكثير من الكدمات والندوب فإن المنجزات العظيمة عصية على الابادة والنفي، ولقد تفتقت قريحة اليمنيين عن فكرة عظيمة تمثلت في مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقد وضعت الأسس الصحيحة والسليمة لخارطة طريق راشدة وبينة وجلية.
وهو ما أكده ويؤكد عليه فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي في كل خطاباته وأحاديثه ومسيرته النضالية منذ تولى مقاليد السلطة ليمن الثاني والعشرين من مايو ، وان شعبنا اليمني ليقف اليوم خلف قيادة فخامة الاخ الرئيس بكل ثبات لتحقيق كل ما يصبوا اليه وفي المقدمة مشروع الدولة الإتحادية الذي يمثل اجماعاً وطنياً مرادفاً للإجماع الوطني في الوحدة والثورة والديمقراطية باعتبار الدولة الاتحادية هي السبيل الوحيد للخروج من هذه المحن الكبيرة ولا سبيل غير ذلك لإطلاق ملكات الابداع والتنافس الخلاق في الادارة الرشيدة للأقاليم والنهوض بمستوى معيشة الناس والبناء والعمران واطلاق الطاقات والخدمات .
نعلم جميعاً ايها الاعزاء ان هناك مياهاً كثيرة قد جرت خلال سنوات الانقلاب في كافة مجاري الحياة ونعرف انه بسببٍ من تلك المليشيات الامامية الكهنوتية قد مس الشعب ضرر كبير في اقتصاده ومعيشته وأمنه وحريته وسلامه ونسيجه الاجتماعي، وهناك معاناة متزايدة من هذا الوضع، ومن واجبنا، أن نعمل بشتى الطرق والوسائل من أجل التصدي لهذه الظروف، والتخفيف من آثارها السلبية على أبناء شعبنا.. على أنه لا سبيل لتغيير هذا الوضع إلا بإزالة السبب والمتمثل في تلك المليشيات الانقلابية وهزيمتها وتحرير اليمن من سطوتها وجبروتها وارهابها وفسادها.
إن علينا جميعاً أن نقول ونؤكد على أن المعيار الحقيقي للمواطنة والانتماء، هو بمقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن ولا مكان لدى سلطات الدولة لأية معايير تتعلق بالعرق والمذهب او المنطقة على قاعدة الجزاء والثواب، فالدولة هي دولة الجميع وسلطة على الجميع، حنونة على المحسن وشديدة على المسيء، والقانون والدستور هو الحاكم والضابط وشوكة الميزان ولا توجد أية اعتبارات أخرى غير اعتبارات القانون والدستور والمواطنة المتساوية وظلال العدالة والقانون.
وإننا ماضون في نضالنا الوطني الشريف ضد أسوأ عصابة عرفها التاريخ لاستعادة حقوق شعبنا المغتصبة ومعنا وحولنا التفاف الشعب ومساندة الاشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامين سمو الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، الذين لم يبخلوا ولم يتوانوا عن اسنادنا بما تتطلبه المواجهة والظروف لا يخامرهما المن ولا يتبعها تذمر أو ضجر.
ولا يفوتنا أن نتقدم بعظيم الشكر والامتنان لمصر العروبة والبطولة لما توليه من رعاية كريمة وحفاوة بأشقائها من أبناء اليمن، فسلام على مصر العروبة وعلى زعيمها فخامة المشير عبد الفتاح السيسي وشعبها الكريم.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله...
- المقالات
- حوارات