اختتم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الأربعاء، زيارته إلى المملكة العربية السعودية استغرقت ثلاثة أيام، التقى فيها بعدد من المسؤولين السعوديين واليمنيين.
وقال مكتب المبعوث في بيان، إن "غريفيث ناقش خلال الزيارة خطة الأمم المتحدة الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، وتخفيف القيود المفروضة على حركة الأشخاص والسلع من وإلى البلاد، وإلزام أطراف النزاع باستئناف العملية السياسية لإنهاء الصراع.
وذكر أن غريفيث التقى خلال زيارته نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ونائب الرئيس اليمني، علي محسن صالح، ورئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد الجابر، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى اليمن، تيم لاندركينغ، بالإضافة إلى دبلوماسيين آخرين.
وأشار البيان إلى أن غريفيث ناقش في اجتماعاته الوضع الحرج في مأرب وشدد على ضرورة وقف معركة مأرب لإتاحة الفرصة أمام جهود السلام الدبلوماسية لتحقيق نتائج إيجابية.
وأعرب عن أمله في أن يستمر تنفيذ اتفاق الرياض في التقدم وشدد على أهمية تجنب المزيد من التشرذم في اليمن. لافتًا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الأطراف اليمينة تجاه الشعب اليمني لحل خلافاتهم بشكل سلمي.
وقال: "إن تغيير المسار لا يزال ممكناً الآن، إلا أنه سيصبح أصعب كثيراً إذا استمرت الحرب، وإذا ازداد الانقسام والتشرذم عما هو عليه، وإذا استمرت الظروف الإنسانية المتردية في التدهور".
وكان غريفيث وصل مساء الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض، في آخر محاولة له في منصبه كمبعوث أممي، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإحلال السلام في اليمن.
وهذه هي المحاولة الأولى لواشنطن والأمم المتحدة منذ تعثّر المحادثات التي جرت في مسقط مطلع مايو/ أيار الجاري، حيث فشلت الجهود حينها في إقناع الحوثيين بالحل السلمي ووقف الهجوم العسكري على مدينة مأرب النفطية.
ومنذ ثلاثة أشهر يقود المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج، إلى جانبه المبعوث الأممي مارتن غريفيث، مباحثات مكثفة للوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن، لكنهما لم يخرجا بنتيجة.
ولم تفلح حتى اليوم أي من المبادرات العديدة -وفي مقدمتها الأممية والأميركية- في إنهاء الحرب في اليمن، بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران بعد انقلاب الأخيرين، وطلب الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) تدخل التحالف بقيادة السعودية الذين ضاعفوا المأزق بإنشاء تشكيلات مسلحة غير خاضعة للحكومة الشرعية ومساندة انقلاب آخر في عدن.
وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق استوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.
وفي الحرب المستمرة في البلاد، قتل عشرات الآلاف من المدنيين بينهم آلاف الأطفال والنساء، في حين بات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
- المقالات
- حوارات