حدد الرئيس عبد ربه منصور هادي ، رئيس الجمهورية، الطريق الوحيد للخروج باليمن من وضعه الحالي في ، خطاباً القاه مساء اليوم إلى كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الـ 54 ليوم الإستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر.
وقال فخامة الرئيس في خطابه، أن كل عام يمر يثبت لكل اليمنيين أن الطريق إلى استعادة دولتهم يكمن بوحدتهم ويطول بتفرقهم.. لافتاً إلى أن ميليشيا الحوثي الإنقلابية اختارت الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت بصلف وتعنت كل مبادرات السلام، واختارت طريق العمالة والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة، وجعلت من نفسها ادوات إيرانية لتعبث في بلدنا وتهاجم جيراننا وتقوض مؤسساتنا وتنهك اقتصادنا وتنتهك حقوق مواطنينا.
واضاف "وبالرغم من اننا استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع.. وللأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف".. مؤكدأً ان الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، وسنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة وينتهي الانقلاب وتخضع هذه الميليشيات للسلام والاجماع الوطني وتتوقف عن صلفها السياسي وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي وتغادر مربع العمالة ولتعرف ان الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية مهما كلف الثمن.. مشدداً على أن زمن السادة والعبيد إنتهى ولن يعود.
ودعا فخامة الرئيس في خطابه كل يمني في الداخل والخارج للوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف وتحويله إلى خلاف باسم الحزبية او المناطقية او كل الولاءات الضيقة.. مشيراً إلى أن أبناء الوطن الأبطال هم كل من يتصدى للمحتل الإيراني وأدواته الحوثية على كل أرض وتحت كل سماء من الساحل الغربي وتعز والضالع وحتى شبوة ومأرب والجوف والبيضاء وليس انتهاء بميدي وكل جبهة تقاتل هذا العدو الإيراني.
وفيما يلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
اما بعد
أيها الشعب اليمني العظيم
في مثل هذا اليوم كانت أحد أعظم المنجزات التي صنعها شعبنا العظيم في جنوب الوطن في طريقه نحو الحرية والكرامة والاستقلال.
يوم الثلاثين من نوفمبر المجيد، يوم اكتمال مسيرة النضال ومسيرة الاستقلال ومسيرة التضحية، يوم التتويج لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة ونضالاتها الخالدة والتي كانت هي الأخرى تتويجا آخر لنضالات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتضحيات شعبنا في شمال الوطن ضد الكهنوت والإمامة والاستبداد والظلم.
بهذه المناسبة المجيدة يسرني ان أرفع إلى كافة جماهير شعبنا اليمني الأبي حيثما كان واينما وجد في داخل الوطن وخارجه أصدق التهاني والتبريكات، داعيا الله عز وجل أن تتجدد الاحتفالات بأعيادنا الوطنية في كل عام وشعبنا ووطننا في طريق العزة والمجد والانتصار لإرادة شعبنا والإستقرار.
ففي مثل هذا اليوم انطلقت أعراس الوطن كله لتعلن الاستقلال في كل الوطن، وترسم الفرحة على كل شبر في ربوعه.
إن أهم مايعلمنا اياه هذا اليوم المجيد، هو أن الانتصار ثمرة طبيعية للجهود الموحدة والقرار الواحد، وأن الشعب هو من صنع الثورة وصنع معها النصر المستحق.
فالنصر يصبح مستحقا حين يكون بالشعب وحين يستكمل المناضلون اسباب النصر، والهزيمة تكون مستحقة ايضا حين لا يفعلون ذلك.
أيها الشعب اليمني الكريم :
إن في التاريخ لنا عبرا ودروسا ينبغي ان نتعلمها، ومن أجل ذلك مجدت الشعوب ذكرياتها العظيمة واحتفظت في ذاكرتها بالأيام البيض في حياتها، وحرصت كل الشعوب على ان تدرس سيرة النضال والمناضلين في كتب التعليم للجيل كي لا ينسى، لا ينسى أولا من صنع النصر، ولا ينسى ثانيا كيف صنعوه.
إن بلادنا اليوم في محنة عظيمة، ولابد من مواجهة المحنة وتحدي المخاطر بالعزم الصحيح والارادة الصلبة واستحضار دروس التاريخ، دروس النصر وكيف يمكن صناعته.
فاليمن تواجه مشروعاً إيرانيا خالصاً يستهدف العقيدة والدين والوطن ويستهدف ضرب عمق أمتنا العربية مستخدماً مليشيات حوثية كهنوتية ارتضت ان تكون أداة رخيصة لتمزيق الوطن وقتل أبنائه ويمدها بكل ماهو قادر على تدمير كل شيء جميل في هذا الوطن.
شعبنا اليمني العظيم
كل عام يمر يثبت لكل اليمنيين أن الطريق إلى استعادة دولتهم يكمن بوحدتهم ويطول بتفرقهم.
لقد اختارت الميليشيات الحوثية الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت بصلف وتعنت كل مبادرات السلام، واختارت طريق العمالة والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة، وجعلت من نفسها ادوات إيرانية لتعبث في بلدنا وتهاجم جيراننا وتقوض مؤسساتنا وتنهك اقتصادنا وتنتهك حقوق مواطنينا.
وبالرغم من اننا استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع.. وللأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف.
إن الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، سنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة وينتهي الانقلاب وتخضع هذه الميليشيات للسلام والاجماع الوطني وتتوقف عن صلفها السياسي وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي وتغادر مربع العمالة ولتعرف ان الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية مهما كلف الثمن، فزمن السادة والعبيد إنتهى ولن يعود.
أيها الشعب اليمني الكريم
تشن الميليشيات الحوثية هجوما عسكريا كبيرا على مارب منذ شهور طويلة ، وترفض كل الخيارات التي يقترحها العالم لإيقاف الحرب، وتزج بالآلاف من أبناء اليمن - معظمهم من الأطفال - في محارق الموت بلا اي ضمير إنساني او حس للمسؤولية، ومع ذلك سيعلمون عاجلا أو آجلا أن الصحراء اكثر قدرة على ابتلاعهم وأن مأرب بوابة الدفاع عن جزيرة العرب لن تسقط و سوف يسقط مشروعهم الكهنوتي أمام صلابة أبطالنا و تدفن صحاريها احلام اسيادهم في طهران و الضاحية الجنوبية بسواعد جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة ورجال القبائل الشجعان و ان هذا النصر العظيم قادم .
وفي ذات الوقت تشن المليشيات هجوما اقتصاديا شرسا للتأثير على العملة الوطنية بكل الأساليب القذرة وخلقت اقتصادا موازيا يتغذى على قوت المواطنين ونهب المعونات وسياسة التهريب وتجارة السوق السوداء.
إن الحكومة تواجه ذلك قدر استطاعتها و نحن نتابع الأوضاع الاقتصادية بشكل يومي وسنفعل كل ما يمكن من اجل مواجهة هذه الحرب والانتصار فيها، إنها معركة أخرى يجب ان نواجهها وسنفعل ذلك صفا واحدا وشعبا متماسكا واثقين من عون الله عز وجل ومستندين بكل ثقة لموقف اخوي صادق من أشقائنا في المملكة العربية السعودية الذين شاركونا منذ لحظة البداية بكل صدق ووفاء معركتنا مع هذه الميليشيات وكان لهم السبق في دعم الشعب اليمني في كافة المجالات السياسية والعسكرية والانسانية والاقتصادية و الذين يعول عليهم كل يمني يعلم و يثق ان مملكة الحزم و الأمل لن تكون الا كما كانت دائما معهم و خير سند لهم .
ونحن هنا ايضا ندعو المجتمع الدولي وكافة الاصدقاء والاشقاء لمساعدة الحكومة اليمنية والوقوف معها لتخطي المصاعب الاقتصادية ومواجهة التحديات الصعبة التي فرضتها الحرب المفروضة على شعبنا من قبل ميليشيات زرعتها ايران في بلدنا وتعمل على تقويض استقرار المنطقة وتهديد الامن والسلم في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
كما أؤكد اننا لن نتهاون مع كل الفاسدين و كل الممارسات المخالفة للقانون، فانشغالنا بمعركتنا ضد هذه المليشيات لن يغنينا عن التصدي لكل من يستغل هذه الظروف العصيبة ليمارس الإفساد فهؤلاء اليوم لا يختلفون عن من يقتل أبناءنا في ساحات المعارك و الدفاع عن الوطن، اياً كانوا و أينما كانوا.
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم
ان كل يوم يمر يكتشف شعبنا أن الحقد الأسود لدى هذه المليشيات في تعاظم مستمر على الثورة والجمهورية والوحدة بل على الشعب اليمني اجمع.
واليوم لم يعد لدينا جميعا من سبيل سوى ان نقف جميعاً دون استثناء لمواجهة هذه الميليشيات حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن وفي مقدمتها عاصمتنا العزيزة صنعاء، أو ان يخضعوا للسلام العادل المستدام الذي يقوم على اساس الدولة والمواطنة والحقوق الانسانية والمستند للمرجعيات الثابتة.
وأدعوا كل يمني في الداخل والخارج للوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف وتحويله إلى خلاف بسم الحزبية او المناطقية او كل الولاءات الضيقة، فأبناؤنا الأبطال هم كل من يتصدى للمحتل الإيراني وأدواته الحوثية على كل أرض و تحت كل سماء من الساحل الغربي و تعز و الضالع و حتى شبوة و مأرب والجوف والبيضاء وليس انتهاء بميدي و كل جبهة تقاتل هذا العدو الإيراني.
قفوا جميعا ولو بكلمة توحد ولا تفرق، تنصر ولا تخذل، فحزبنا اليوم هو اليمن الكبير وكل شبر من ترابه الغالي.
شعبنا الكريم:
بهذه المناسبة أخص بالإجلال والإكبار رجال وابطال جيشنا الوطني والمقاومة ورجال القبائل وكل من يقف اليوم في معركة استعادة الدولة ودحر الميليشيات وهزيمة الانقلاب.
وأتذكر بكل إجلال أولئك الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن ومن أجل حياة حرة وعزيزة وكريمة لأبنائه، فالمجد والخلود لهم جميعا ولهم منا كل التحية والإجلال والعرفان.
المجد لشهدائنا الابطال
الشفاء لجرحانا الميامين
التحية لكل المرابطين على الجبهات.
المجد لكل المناضلين من اجل استعادة وطنهم وكرامتهم وحريتهم.
المجد والخلود لليمن الكبير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- المقالات
- حوارات