قالت صحيفة لندنية، إن المليشيا الحوثية تنفذ منذ أيام حملة تعقب وملاحقة واسعة لعناصرها الفارين من جبهات القتال.
وأوضحت صحيفة الشرق الاوسط، نقلا عن مصادر يمنية مطلعة أن الميليشيا الحوثية تواصل منذ عشرة أيام، تنفيذ حملات تعقب وملاحقة بحق المئات من عناصرها وقادتها الميدانيين الفارين من ميادين قتالية، بعدما فشلت تماماً في رفد جبهاتها بمقاتلين جدد لتعويض خسائرها البشرية الفادحة.
وأضافت المصادر أن عناصر تابعة لما يعرف بجهاز "الأمن الوقائي الحوثي" تواصل ملاحقة الفارين من الجبهات، وسط تنامي حالات الفرار الجماعي بالأسلحة في أوساط عناصر الميليشيا من جبهات مختلفة.
وأوضحت المصادر أن حملات التعقب تركزت في البدء في عدد من المناطق الحدودية الرابطة بين محافظتي إب وتعز مع الحديدة، ثم توسعت إلى قرى في مدن خاضعة تحت سيطرة الجماعة، وفي محافظتي حجة والمحويت بعد وصول أعداد كبيرة من مقاتلي وقادة الجماعة فارين من الجبهات بعد استهدافهم المكثف بضربات قوات الجيش المسنودة بغارات طيران التحالف.
وفي محافظة إب (170 كيلومتراً جنوب صنعاء) تحدث مصدر محلي، فضل عدم ذكر اسمه، للصحيفة ذاتها، عن شن أطقم تتبع جهاز الميليشيا الوقائي على مدى الأيام القليلة الماضية حملات تعقب وملاحقة طالت عشرات المسلحين الحوثيين العائدين إلى مناطقهم وقراهم بطرق سرية ومن دون علم مشرفيهم وقادتهم الميدانيين.
وتزامن ذلك، مع حملة مماثلة شنتها الجماعة بحق الفارين من أتباعها بعدة قرى في شرعب ومقبنة في تعز المتاخمة لمناطق في الحديدة.
وبحسب مصادر محلية، فإن أعداداً كبيرة من المقاتلين الحوثيين الفارين من المعارك رفضوا بشدة العودة إلى الجبهات، على الرغم من حجم التهديدات الحوثية الموجهة لهم ولأسرهم بالاعتقال والسجن، وتلفيق عدة تهم منها الخيانة العظمى بحقهم.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها الجماعة حملات مطاردة بحق أتباعها الفارين من الجبهات، إذ سبق للميليشيات أن نفذت أواخر فبراير (شباط) الماضي، حملات مماثلة طاولت العشرات من أتباعها بعد عمليات هروب حوثية جماعية من مختلف الميادين.
وكانت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء ذكرت في وقت سابق لـ"الشرق الأوسط"، أنّ زعيم الجماعة المدعو عبد الملك الحوثي وجه قبل أشهر بتشكيل فرق ميدانية من جهاز أمنه المعروف بـ"الأمن الوقائي"، وتكليفها مهام تعقب وملاحقة الفارين من ميادين القتال، لا سيما من جبهات مأرب، إلى جانب مهام اعتقال المشرفين الذين يرفضون حشد المجندين والتوجه معهم إلى القتال.
وبحسب المصادر، فقد شنّت فرق الاستخبارات والقمع الحوثية عقب تلك التوجيهات حملات تعقب ودهم لمنازل الفارين، صاحبتها اعتقالات طاولت المئات منهم في مدن وقرى واقعة بنطاق سبع محافظات تحت سيطرة الميليشيا.
وألزم قادة الفرق، وفق المصادر، مشرفي الجماعة الذين يكنّون الولاء الطائفي المطلق لزعيم الجماعة في المحافظات بملاحقة الفارين ممن لم تتمكن من القبض عليهم، وإنذار ذويهم لإجبارهم على العودة إلى الميادين، تحاشياً لفرار مقاتلين آخرين.
وأسفرت حملات الجماعة حينها عن اعتقال نحو 45 مقاتلاً من الفارين من ميادين القتال مناطق عدة في محافظة ذمار، ونحو 190 مقاتلاً عائداً من العاصمة صنعاء وريفها، وما يزيد على 63 عنصراً فاراً اعتقلوا من مناطق متفرقة بمحافظة إب، إلى جانب 105 آخرين اعتقلوا من مدن وقرى متفرقة في محافظات عمران وحجة والمحويت وريمة.
وأمس، قتلت المليشيا الحوثية المواطن إبراهيم صدام (42سنة) من اهالي مفرق شرعب -غرب تعز الواقعة تحت سيطرة الجماعة، بعد رفضه الذهاب الى الجبهات للقتال في صفوفها.
- المقالات
- حوارات