بالتزامن مع قيام الكيان الصهيوني باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين واعتقال المئات، تقوم مليشيا الحوثي بجرائم مماثلة في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات التي تحت سيطرتها.
فمنذ بدء شهر رمضان المبارك، كثف الحوثيون عمليات مداهمات المساجد القمعية بالعاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم كان احدثها، اقتحام مشرف حوثي مع مسلحيه مسجد الإيمان بحي نقم شرق المدينة، وفرضهم إماما جديدا من الموالين لهم، ومنع صلاة التراويح فيه مما حول المسجد الى حالة من الفوضى والشغب اثر رفض كافة الأهالي.
جاء ذلك بعد يومين من مداهمة المليشيا مسجد “أحمد ناصر” في شارع هائل، و“جامع الشهداء“ احد ابرز اكبر مساجد العاصمة صنعاء والواقع بميدان باب اليمن، ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح فيهما وتحويلهما لمجالس للمقيل والاستماع لمحاضرات زعيم المليشيا الطائفية مساء كل يوم من أيام شهر رمضان، بعد أسبوع من حادثة مماثلة باقتحام المليشيا لاحد المساجد في حارة الوايتات بحي المطار ومنعها اداء صلاة التراويح ورفض المصلين والذي قام مسلح حوثي باطلاق الرصاص عليهم مما ادى الى استشهاد اثنين واصابة آخرين بجروح.
وسبق أن قامت بارتكاب جريمة الاقتحام في أكثر من مسجد وفي أكثر من مناسبة في محاولة منها لفرض طقوسها المذهبية ووصل بها الحد إلى تحويل عديد من المساجد إلى مقايل للقات كما قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بفرض عمل شاشات في المساجد وفرض سماع خطب ومحاضرات قائد الجماعة الإرهابية عبدالملك الحوثي.
وسبق وأن أقدمت مليشيا الحوثي، على اقتحام أحد المساجد في محافظة عمران، ومنعت صلاة التراويح ،وأغلقوا مكبرات الصوت، وطردوا المصلين وقاموا بإغلاق المسجد بمزاعم توجيهات من مكتب الأوقاف والإرشاد التابع للمليشيا الإيرانية.
كما قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بعمل تعاميم تمنع رفع أذان صلاة المغرب في وقته المحدد وتأخير الإفطار ليتماشى ذلك مع معتقداتها ومذهبها. جرائم مليشيا الحوثي بحق المساجد وفرض معتقداتها بالقوة.
وسخرت مليشيا الحوثي مكبرات الصوت ومآذن المساجد لتصدح ببث محاضرات زعيمها الطائفية المشبعة بثقافة العنف والتحريض والتعبئة التي تبث مساء كل يوم من أيام شهر رمضان، وتحويل المساجد الى ساحات للمقيل ومضغ القات، ورقص البرع والاجتماعات والدورات الطائفية والفعاليات الخاصة بالجماعة في ظل تجاهل وعزوف مجتمعي كبير وحالة واسعة من الاستياء والسخط في اوساط السكان جراء تعمد المليشيات ازعاجهم بالهراء والهذيان المتكرر والممل لزعيم الجماعة وانتهاك حرمات الله وبيوته في جريمة خطيرة تعدت كل الخطوط والأعراف والاديان.
وتداول ناشطون مقاطع مرئية صورت بهواتف نقالة وثقت عملية الاقتحام، وتظهر المشرف الحوثي يقول للمصلين: “سمحنا لكم تصلوا الوتر، لكن انتو زيدتوا اللغاجة”، ومقاطع أخرى تظهر المصلين وهم يرفضون املاءات واوامر المليشيا بفرض إمام حوثي في المسجد وقع على إثرها مشادات حادة وانتهت بالاعتداء على المصلين.
حملة اعتقالات
وشنت مليشيا الحوثي، حملة اختطافات واسعة في عددا من أحياء العاصمة صنعاء، على خلفية انتشار مقاطع مصورة، لاقتحام عناصر حوثية مسلحة، العديد من المساجد ومنع الناس من تأدية صلاة التراويح، خلال الأيام الماضية.
وقالت مصادر محلية، إن مليشيا الحوثي الانقلابية، اختطفت عددا من الشباب، في حي نقم على خلفية انتشار مقاطع فيديو، تظهر اقتحام عناصر الجماعة، لمسجد الايمان الكائن في الحي نفسه.
وذكرت المصادر، أن عناصر حوثية اختطفت عشرات الشباب بينهم نادر المقطري، وأسامة الرفاعي، الأمر الذي أثار غضب سكان الحي.
ونفى أهالي المختطفين، نشر أنبائهم لمقاطع الفيديو، الا أن المليشيا أصرت على اعتقالهم، ورفضت الافراج عنهم.
ومارست مليشيا الحوثي منذ اجتياحها وانقلابها على السلطة بالعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، التضييق على المصلين في المساجد وقام عناصرها بفرض عقيدتها وأفكارها الطائفية عليهم بشكل تدريجي بدءاً بترديد الصرخة الخمينية ثم تحريم قول “آمين“ بعد قراءة سورة الفاتحة و“ضم اليدين“ بكل صلاة ثم منع أداء صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت وصولا إلى منع أدائها تحت مزاعم أنها “بدعة“.
موجة غضب
وأثارت مداهمة مليشيا الحوثي للمساجد ومنع صلاة التراويح وتحويل المساجد للمقيل والسمر والرقص موجة انتقادات لاذعة وغاضبة وساخرة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
عضو مجلس النواب شوقي القاضي، أكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بمنع اليمنيين من إقامة صلاة التراويح في مسجد الايمان بصنعاء لتؤكد أنها جماعة دخيلة على المجتمع اليمني وأنها بعنصريتها خطرة على دين اليمنيين وتعايشهم ونسيجهم الاجتماعي، ولا حل معها إلا أن تُهزَم عسكرياً، ويُنزَع سلاحها ويُحاكم مجرميها على ما اقترفوه بحق اليمن واليمنيين.
بدوره، أكد الدكتور فؤاد البعداني أن مليشيا الحوثي الإرهابية منعت أداء صلاة التراويح في الكثير من مساجد محافظة ذمار، منها الجامع الكبير وحولت هذه المساجد لمجالس لمضغ القات.
اما الدكتور محمد جميح فقد قال أن حملة مسلحة للحوثيين لمنع المصلين من من أداء صلاة التراويح في جامع الإيمان بصنعاء…!وتساءل جميح "ما الذي سيضر الحوثيين لو تركوا المصلين يؤدون صلاة التراويح؟ما الذي يشكله أداؤها من تهديد استراتيجي لهم في صنعاء وغيرها؟! فلنقل إن الحوثي لا يعتقد بصلاة التراويح، لماذا لا يترك من يعتقدون بها ليؤدوها؟! لماذا لا يتركون الناس وشأنهم؟! من أراد أن يصليها فعل ومن لا يريد فهو وشأنه؟!".
الصحفي محمد الأحمدي علق على اقتحام مليشيا الحوثي لجامع الإيمان بصنعاء قائلاً : كنت في بدايات انقلاب مليشيا الحوثي وإعلان عدوانها الغاشم على اليمنيين أرى إمكانية ترشيد غطرسة الحوثيين والتخفيف منها؛ لكن مع مرور الوقت بدا أن هذا الأمر مجرد وهْم؛ ولا يمكن ترشيد أو إصلاح مليشيا بهذا القدر من الإجرام والنذالة.
ادانة حكومية
وفي السياق، أدانت الحكومة المعترف بها دوليا، “الحملات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، لمنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل المساجد الى مقار لتعاطي القات والاستماع لمحاضرات زعيمها، وآخرها اقتحام مجاميع مسلحة بقيادة المدعو محمد الدرويش مسجد الإيمان في منطقة نقم بصنعاء”.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، “إن هذه الممارسات الاجرامية امتداد لمحاولات مليشيا الحوثي الارهابية فرض افكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من ايران في المناطق الخاصعة لسيطرتها بالاكراه وقوة السلاح”.
وأشار إلى أن ذلك يعد استهدافا للتنوع الثقافي، ونسف مبدأ التعايش بين اطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون.
ودعا الارياني منظمة العالم الإسلامي والعلماء والدعاة في اليمن والدول العربية والاسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة اعتداءات مليشيا الحوثي على المساجد ومنع المصلين من اداء صلاة التراويح، وغيرها من الشعائر، في انتهاك سافر وغير مسبوق لحق العبادة وحرية الدين والمعتقد.
- المقالات
- حوارات