مرت حكومة معين عبدالملك باختبارات صعبة ومعقدة في ظل الاختلافات السياسية والصراعات التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن بين مختلف المكونات السياسية قبل وبعد اتفاق الرياض.
كانت المسئولية على رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك كبيرة وكبيرة جدا وخاصة بعد تشكيل حكومة الكفاءات السياسية وفقا لاتفاق الرياض التي تأخرت ما يقارب عن عام كامل وخلال هذا العام شهدت المحافظات المحررة أزمات في الخدمات وعدم استتباب الامن والاستقرار وصراعات داخلية اثرت على عمل الدولة ونالت من النسيج الاجتماعي.
اختار الدكتور معين عبدالملك مكانه بقرار شجاع ورسم له طريق وسياسة في سبيل تجاوز الأزمة التي عصفت بالدولة والمؤسسات وجمع المكونات حول نفسها ، اعتبرناها هروب من المسئولية وقلة وطنية واعتبرها اخرون خيانة وطنية وعمالة لدول اخرى، وشنت عليه حملات اعلامية ممولة، قابلها دولة الرئيس بصمت وسعة صدر ومضى في التوافق الوطني حتى عادت حكومته بعد تشكيلها إلى العاصمة المؤقتة عدن لمباشرة عملها.
كان ديوان ومجلس رئيس الوزراء معين عبدالملك هو مجلس الجميع وملتقى الخصوم السياسيين استطاع في لملمة الصفوف وتجاوز التحديات حتى اعتبره كل طرف محسوب عليه.
ما وصل اليه اليمنيين من توافق اليوم وعودة كل مؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن مجلس قيادة رئاسي والبرلمان والشورى والأحزاب السياسية وعقد جلسات لمجلسي النواب والشورى اليوم ما كان ليتحقق لولاء جهود بذلت في تعزيز المصالحة الوطنية وتجاوز الخلافات والعمل بالفريق الواحد كان بدايتها بتشكيل حكومة الكفاءات وتماسكها، وهي التي من أطراف وأحزاب مختلفة سياسيا.
نجاح حكومة الكفاءات في عملها برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك والتي شارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي وكل المكونات الأخرى كانت هي اللبنة الاولى نحو شراكة حقيقية في مختلف المؤسسات ومنها مجلس القيادة الرئاسي.
من يعمل بصمت ويسامح بقلب كبير لا يحتاج منا إلى اعتذار لان طريقه ومشروعه اليمن، ولكن واجب علينا اليوم دعمه ودعم حكومته لكي تتجاوز الخلافات والتحديات التي تقف أمامها والمضي قدمًا نحو تنمية حقيقة تخفف من معاناة المواطنين وتحقق لهم حياة كريمة.
نجح معين عبدالملك في الاختبار الصعب وهو تشكيل حكومة الكفاءات والحفاظ على تماسكها خلال عامين من العمل والتوافق والوجود على الارض لكي تقدم برنامج عملها إلى مجلس النواب ومناقشته والمصادقة عليه باجماع جميع اعضاء مجلس النواب في خطوة غير مسبوقة في زمن الحرب والاختلافات السياسية وبعد ان اجاب رئيس الوزراء معين عبدالملك وأعضاء حكومته على استفسارات وتساؤلات النواب بكل شفافية وصراحة ليمنحوها صك براءة من اتهامات وإخفاقات لم يكونوا سبب فيها، ولتكون شهادة لهم أمام العالم والشعب اليمني ولكل الحملات التي استهدفتهم خلال الفترة الماضية لأغراض سياسية.
كان للحكومة دور كبير في نجاح المشاورات اليمنية اليمنية التي عقدت في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي في استكمال تلك المرحلة ودعمها ليكون الجميع مشاركون في صناعة المستقبل من اجل حاضر ومستقبل اليمن.
صقر مأرب
- المقالات
- حوارات