شهدت مدينة المخا، صباح اليوم الأحد الثاني والعشرون من مايو المجيد، حفلاً جماهيرياً حاشداً برعاية المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، احتفاءً بالعيد الوطني الثاني والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، بحضور النائب الثاني للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبدالجبار الزحزوح والأمين العام للمكتب السياسي الأستاذ عبدالوهاب العامر وعدد من أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي ووكيل أول محافظة الحديدة ومدير مديرية المخا باسم الزريقي وعدد من المشايخ والأعيان وعدد من قادة ألوية القوات المشتركة وعدد من المسؤولين وحشد جماهيري كبير.
وفي الحفل الذي بُدئ بالنشيد الوطني ثم تلاوة عطرة من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أروح الشهداء.. ألقى النائب الثاني للمكتب السياسي كلمة رحب في مستهلها بالحشد الجماهيري الكبير الذين توفدوا من مختلف المدير ابتهاجاً بهذه المناسبة الوطنية الغالية على كل اليمنيين، ونقل لهم تهاني وتبريكات العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي بمناسبة العيد الوطني الثاني والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية ومن خلالهم إلى كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بهذه المناسبة الوطنية.
وأكد أن يوم ال22 من مايو سيظل من الأيام الخالدة في وجدان الشعب ففيه طوى اليمنيون ماضياً من الصراعات الدامية، وحقق الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الأستاذ علي سالم البيض حلم الشعب في الشمال والجنوب بإعلان قيام الجمهورية اليمنية عام 1990م من مدينة عدن الأبية، ليشهد العالم ميلاد عهد جديد تمكن فيه اليمنيون من تضميد جروح صرعات التشطير والمضي لبناء مستقبلهم بإرادة وطنية واحدة، ليعم الأمن والاستقرار والسلام ربوع اليمن، وشهد الوطن نهضة غير مسبوقة في مختلف المجالات.
وقال: ها نحن اليوم نتألم على تلك المنجزات الوطنية التي تدمر، وضياع مستقبل الأجيال جراء الانقلاب المشؤوم الذي قامت به ميليشيات الحوثي.. وإننا نقف أمام تحديات خطيرة وأولويات المرحلة تتطلب تجاوز أخطاء الماضي بشجاعة الكبار، والمضي إلى الأمام، فالعدو يتربص بالجميع، والخطر ما يزال محدقاً، ما لم يتم تحرير العاصمة صنعاء من ميليشيات الحوثي والتمدد الإيراني.
وأضاف: ننظر اليوم للمستقبل بثقة عالية وبإيمان راسخ على تحقيق النصر واستعادة الجمهورية، فشعبنا اليمني وبرغم كل هذه الجروح التي أصابت الجسد الوطني، إلا أنه يقف من جديد ويسير صفاً واحداً نحو نافذة الضوء للخروج من هذا النفق المظلم، بإرادة وطنية واحدة بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، من أجل تحقيق الأهداف التي يناضل من أجلها كل الأبطال في مختلف جبهات الدفاع عن الجمهورية..
واستطرد قائلاً: ليدرك القاصي الداني أنه مهما كانت المرحلة صعبة والتحديات كبيرة، إلا أن الشعب اليمني أصبح يملك قيادة سياسية قوية، وفي ذات الوقت أصبحت تسود المجتمع ثقافة التسامح والتصالح والتآخي، وهذا يعتبر من أهم الأسلحة لحسم معركة شعبنا مع ميليشيات الحوثي.
وقال الزحزوح: إننا في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وفي ظل هذه المتغيرات، نؤكد حرصنا على السلام العادل والشامل، ودعمنا لكل الجهود الأممية ومبادرات الأشقاء والأصدقاء الهادفة إلى إنهاء الحرب ورفع المعاناة على شعبنا والتي دائما ما تصطدم برفض ميليشيات الحوثي وتنصلها من التزاماتها، وآخر دليل على ذلك هو استمرار نهبها لإيرادات ميناء الحديدة وعدم تنفيذها لما جاء في اتفاق الهدنة الأممية برغم كل التنازلات التي قدمها الجانب الحكومي.
وطالب النائب الثاني للمكتب السياسي المجتمع الدولي والمبعوث الأممي بممارسة المزيد من الضغوطات على ميليشيات الحوثي لإرغامها على فتح الطرق الحيوية أمام المواطنين في تعز والحديدة والضالع ومارب وغيرها، مثلما تم فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، لافتا إلى أن ميليشيات الحوثي تنقلب اليوم على اتفاق الهدنة وتهدد بالعودة إلى دوامة العنف، وهذا ليس بغريب عليها فقد سبق أن نسفت اتفاق ستوكهولم.
وفي ختام كلمته حيا بإجلال أبطال الجيش والقوات المشتركة المربطين في معركة الدفاع عن الجمهورية، وأبناءنا في الساحل الغربي الذين يتقدمون الصفوف لحماية مشروعنا الوطني ويتصدون ببسالة لعدوان مليشيات الحوثية الإيرانية، مترحماً على الشهداء، متمنياً الشفاء للجرحى.. والحرية للمعتقلين والمختطفين بسجون الميليشيات.
من جانبه أكد وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة أهمية هذه المناسبة ومحوريتها في الوجدان الوطني وحاضر ومستقبل الأجيال.
وقال: إن فجر اليوم له إشراقتان: العيد الثاني والثلاثين للوحدة اليمنية وتوحيد مجلس القيادة الرئاسي الذي أصبح الأمل بعد الله سبحانه وتعالى لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج للخروج باليمن إلى بر الأمان.
وأكد القديمي استمرار مجلس القيادة الرئاسي في مد يد السلام وتقديم التنازلات تلو التنازلات من أجل تخفيف المعاناة على أبناء الشعب اليمني، فيما مليشات الإرهاب الحوثية ترفض كل مبادرات السلام وتستمر في تعنتها في مضاعفة معاناة اليمنيين، مشيراً أن الوحدة جاءت من عدن والعودة إلى صنعاء سيأتي من عدن، داعياً القوى الوطنية إلى دعم جهود مجلس القيادة الرئاسي.
وفي ختام كلمته ترحم القديمي على الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح وكل الشهداء الأبرار، مثمناً تضحيات وبطولات أبناء شعبنا في معركة استعادة العاصمة وتحريرها من الحوثي والتمدد الإيراني.
إلى ذلك عبّر رئيس السلطة المحلية في مديرية المخا باسم الزريقي عن ترحيبه بقيادة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وجميع الحضور. وقال: إننا اليوم وبكل إجلال وإكبار نتذكر في غمرة احتفالاتنا صُناع يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد، القادة الذين تحدوا المستحيل ولم يلتفتوا للصغائر ووحدوا الجهود وتجاوزوا المصاعب وتغلبوا على التحديات وحققوا هدفاً عظيماً من أهداف الثورة اليمنية الخالدة وعلى رأسهم الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح، رحمة الله تغشاه، والمناضل الأستاذ علي سالم البيض. كما نتذكر عهداً زاخراً بالمنجزات الوطنية التي شملت مختلف المجالات وسخرت لخدمة الإنسان اليمني، ويدرك اليوم هذه الحقيقة الجميع والوطن ينزف ومكاسب الشعب تضيع إن لم نقف وقفة رجل واحد ونسقط مؤامرة ميليشيات الحوثي وخطر التمدد الفارسي.
وأضاف الزريقي: ها نحن نحتفل هذا العام بالعيد الثاني والثلاثين لميلاد الجمهورية اليمنية وقد تمكنت جميع القوى الوطنية المؤثرة في مشاورات الرياض من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي تسلم مقاليد السلطة في إنجاز وطني مهم يجمع الكلمة ويصوب المعركة ويوجه البوصلة صوب العدو الحقيقي المتمثل بمليشيات الحوثي الإرهابية من أجل تحرير العاصمة صنعاء، إذا لم تجنح للسلام.
وقال: إننا نتطلع أن يقوم مجلس القيادة الرئاسي بدوره في التخفيف من معاناة أبناء الساحل التي تتفاقم نتيجة عدم التزام ميليشيات الحوثي باتفاق ستوكهولم وأيضا بالهدنة الأممية، حيث تواصل يومياً عدوانها عليهم وتفرض حصاراً جائراً على مسمع ومرأى العالم، مشيداً في الوقت ذاته بمبادرة القوات المشتركة بفتح طريق حيس الجراحي الحديدة من جانبها، مطالباً المبعوث الأممي بالضغط على الميليشيات بفتح الطرق أمام تنقلات المواطنين وخاصة فتح طريق مدينة تعز.
واختتم مدير مديرية المخا بالقول: يحق لنا أن نباهي اليوم بالمناطق المحررة في الساحل الغربي التي أضحت تمثل أنموذجاً فريداً في التعايش والتكاتف والتعاون بين أبناء الجمهورية اليمنية، حيث استقبل أبناء تهامة بكل ترحاب إخوانهم القادمين من مختلف المحافظات وشكلوا معهم القوات المشتركة، هذه القوات الضاربة التي استطاعت دحر مليشيات الحوثي الإرهابية وتمريغ وجوه قياداتها في التراب.
تخلل الحفل العديد من القصائد الشعرية والفقرات الفنية والأناشيد والهتافات الحماسية التي رددوها، معبرين عن محبتهم وتمسكهم بوحدة الصف ووقوفهم صفاً واحداً من أجل استعادة العاصمة صنعاء.
- المقالات
- حوارات