وجه نجل الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الشهيد عارف الزوكا، دعوتين مهمتين في الذكرى الخامسة لانتفاضة 2 ديسمبر، دعا في الأولى جميع القوى الوطنية إلى نبذ الخلافات وتجنّب المناكفات وتصفية الحسابات في هذه المرحلة الاستثنائية، والثانية إلى قيادات وكوادر حزب المؤتمر طالبها بالصمود والثبات والحفاظ على البيت المؤتمري ومراعاة نظامه الداخلي وإيقاف تقسيم هذا التنظيم الذي لا يستحق أو يليق به الاندثار بسبب خلافات وتباينات بين بعض قياداته، لعظمة ما قدمه لأكثر من ثلاثة عقود في الحكم من إنجازات وخدمات.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عوض عارف الزوكا، مساء السبت، في فعالية أقيمت في السفارة اليمنية بالعاصمة المصرية القاهرة، لإحياء الذكرى الخامسة لانتفاضة الثاني من ديسمبر واستشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا ورفاقهما.
وأكد الزوكا أن إعلان انتفاضة الثاني من ديسمبر كان ضرورة حتمية أملتها المصلحة الوطنية، لمواجهة الممارسات الكارثية وغير المسؤولة لمليشيا الحوثي الكهنوتية المدعومة إيرانياً، التي طالت جميع جوانب الحياة ومقدرات الشعب اليمني، حد تجريف عقيدته والنيل من هويته واستهداف النشء والأجيال القادمة بعقائد وأفكار ومناهج وسلوكيات منحرفة.
وأشار إلى أن انتفاصة 2 ديسمبر رسمت خارطة طريق للمضي قُدماً في استعادة الجمهورية من بين المشاريع الدخيلة الرامية إلى تمزيق الوطن، على رأسها المشروع الإيراني، لافتاً إلى أن استشهاد الزعيم ورفيقه الأمين في الرابع من ديسمبر عام 2017 شكّل صدمة كبيرة ليس للشعب اليمني وحسب، بل للمنطقة بأكملها، لمكانتهما السياسية والاجتماعية.
وقال: "ها نحن اليوم نعيش أسوأ مرحلة تاريخية شهدتها اليمن من حرب وجوع وجهل وظلم وفساد وقتل ونهب وسلب، وما زالت الأمور تزداد تعقيداً وما زالت بعض القوى الخارجية التي لا تريد الخير لليمن وشعبها والمنطقة مستمرة في تغذيتها للحرب لتحقيق أهدافها دونما اعتبار للأوضاع المأساوية التي لحقت بالشعب في مقدمته الأطفال والنساء والفئات الضعيفة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية للبلد".
ودعا الزوكا، "جميع القوى الوطنية الصادقة إلى النأي بنفسها عن المشاريع الصغيرة، وتجنب المناكفات ورمي خلافاتهم جانباً، والوقوف صفاً واحداً من أجل الحفاظ على الجمهورية والوحدة واستعادة الدولة المسلوبة، وإعادة بناء ما تم تدميره جراء هذه الحرب الغاشمة والمأساوية التي فرضتها وتسببت فيها المليشيا الحوثية الطامعة في حكم اليمن بالحديد والنار استناداً إلى خرافة الولاية المدعومة إيرانياً".
كما دعا "قيادات وكوادر وقواعد حزب المؤتمر إلى الصمود والثبات والحفاظ على البيت المؤتمري الواحد، والعمل بروح الفريق الواحد، ومراعاة النظام الداخلي للحزب ولوائحه"، مطالباً إياهم بالسعي في تقديم حلول توقف تقسيم التنظيم، بدلاً من صب الزيت في النار وإشعال مزيد من الحرائق.
وذكر أن حزب المؤتمر ضحّى برئيسه وأمينه العام من أجل الوطن، فلا يليق بهذا الحزب العريق الذي حكم البلد لأكثر من ثلاثة عقود حقق خلالها إنجازات وخدمات لا حصر لها في مختلف المجالات، وأرسى مداميك الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، أن ينتهي ويندثر بسبب خلافات وتباينات بين قياداته.
وأكد أن "الشعب اليمني ينتظر عودة المؤتمر للمساهمة في تقديم ما يحتاجه الوطن من بذل وعطاء وتضحية، جنباً إلى جنب مع كل شركاء العمل الوطني في الصف الجمهوري، ما يحتم على الجميع أن يكون عند مستوى المسؤولية أمام عموم أبناء الشعب اليمني العظيم أولاً، وقواعد وكوادر المؤتمر ومناصريه ومحبيه ثانياً".
واستعرض الزوكا، في ختام كلمته، صورة سريعة لنشأة حزب المؤتمر، وتعاطيه المسؤول والوسطي مع مجمل القضايا والصراعات التي مرت بها البلاد، ومواجهته لصراع المشروع الاقليمي -آنذاك- وما رافق تلك المرحلة من صراع دموي بين شطري الوطن.
وقال إن حزب المؤتمر، قدّم خلال مسيرته أنموذجاً سياسياً فريداً، وتجربة تنموية رائدة، ونهج الوسطية والاعتدال والحوار، وإرساء قيم المواطنة المتساوية والشراكة القائمة على تكافؤ الفرص والتساوي في الحقوق والواجبات.
كما أرسى قواعد دبلوماسية حكيمة في التعامل مع الأطراف الإقليمية والدولية جسدت قيم عدم الانحياز وأسست لعلاقات متينة.
وأشار إلى أن حزب المؤتمر ساهم بفعالية كبيرة في إرساء قيم الديمقراطية والتعددية السياسية والتأسيس لها واستبدل "حوار البنادق بحوار البرامج"، ومثّل باعتداله وفكره الوسطي وانفتاحه على كل فئات المجتمع والمكونات السياسية، فكان صمام أمان للمجتمع والوطن منذ تأسيسه وحتى الآن، مستدلاً على ذلك بتجارب القوى الظلامية الحوثية واستماتتها على الإقصاء والتهميش والاستقواء بالسلاح لحماية مشاريعها المدمّرة المدعومة إيرانياً.
- المقالات
- حوارات