كشفت مصادر ثقافية عن تأمر هيئة الكتاب في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية لطباعة مجموعتين شعريتين للشاعر اليمني الكبير لعبدالله البردوني بعد تحريفهن لإظهار الأخير على انه من المبايعين للحسين ثم أحفاده وصولا إلى الحوثي وفقا لفلسفتهم المغلوطة .
وقال الأستاذ الشاعر عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب في صنعاء في منشور له والذي رصده المشهد اليمني اليوم الخميس إنهم بصدد نشر كتاب للشاعر الراحل عبدالله البردوني(1929 - 30 أغسطس 1999) بعنوان "دم الحسين..والوطن والثورة"، وإنهم لا يصدرون "عملا للبردوني إلا بيقين وبمرجعيات ووثائق دامغة لا تقبل الشك!" في محاولته للتبرير لتحريف الديوانين الشعر للبردوني .
من جهته قال علي المقري تعليقا على ديوان " دم الحسين والوطن " بعد ثلاثة وعشرين عاماً من وفاته، تنشر هيئة الكتاب في صنعاء مجموعتين شعريتين لعبدالله البردوني ولا تريدنا أن نسأل من أين لكم هذا وبأي خط كُتبت؟
يقولون لا مجال للتشكيك وليس هناك وجهة نظر، فهذه القصائد هي للبردوني وبخط كاتبه محمد الشاطبي!
قلنا: ليكن، فاتركوا المجال لمعاينة المخطوطات من قبل بعض محبي البردوني ليطمئن قلبهم!
توقعنا أن يقولوا: أهلاً وسهلاً لكل من أراد التحقق أو التأكد من تطابق الخط والنصوص...إلخ!
لكنهم لم يفعلوا وأرادونا أن نسلَّم بهذه النسخة المطبوعة دون جدال، هذه النسخة المليئة، حسب متخصصين وقرّاء، بمئات الأخطاء اللغوية والأسلوبية والعروضية [وهو ما سيقوم بتوضيحه كتّابٌ وشعراء في مقالات لهم]" .
وأضاف المقري " ناهيك عن ما ورد إلينا من معلومات مؤكدة تفيد بأنه تم حذف بعض القصائد من المخطوطات الأصلية وأن الأصول المخطوطة تحتوي على أكثر من خط وليس خط الشاطبي وحده، كما زعم أصدقائي في هيئة كتاب صنعاء ومن يدافع عنها والذين كنّا نظنهم أكثر حصافة ونباهة من تصرّفهم هذا، ومن محاولتهم أن يظهروا البردوني بطابع طائفي متوعدين بأنهم سيصدرون كتاباً له يحمل عنوانه الحسين ثم الوطن والثورة! " .
وأكد المقري " نعم البردوني كتب عن الحسين في مقالات متفرقة، لكن ذلك كان ضمن سياقات تناول فيها مواضيع وشخصيات أخرى، فكما تناول المعرّي مثلاً في شكوكه الفكرية تناول رابعة العدوية في تجلياتها الصوفية وكما تناول الحسين تناول عائشة ومعاوية والقرامطة وثورة الزنج والمعتزلة!" .
ووضح أن البردوني يكتب مقالات كثيرة في برنامج "مجلة الفكر والأدب" في إذاعة صنعاء تتطابق أحياناً مع مقالاته المنشورة في صحيفة 26 سبتمبر وغيرها.
كان يكتب أيضاً مسابقات رمضانية تعتمد على تقديم شخصيات شهيرة أو مغمورة متميزة من مختلف العصور! لكن، حين كان البردوني يريد أن يصدر كتاباً ما فإنّه يقوم باختيار بعض تلك المقالات ضمن سياق محدّد كما فعل في كتبه عن اليمن الجمهوري والزبيري والشعر اليمني والثقافة الشعبية وفنون الأدب الشعبي وقضايا يمنية والثقافة والثورة، وأحياناً يجمعها بدون سياق كما عمل في كتابه أشتات؛
وهو بذلك يغفل الكثير من المقالات كما يغفل بعض القصائد! فماذا ستعملون أنتم؟
ستقومون بجمع بعض تلك المقالات التي أهملها البردوني ولم يتضمنها أي كتاب، ربّما لأن مضمونها صار موجوداً في مقالات أخرى أو أنه كان سيُضمِّن بعضها في كتب جديدة!
وكما هو واضح من إعلانكم، ستضعون اسم الحسين في العنوان، في كتاب يحوي مقالات من تلك التي أهملها البردوني؛ لأن هذا، وهو من عملكم، يخدم توجهكم الدعائي الطائفي الذي لا يمكن أن يُلصق بالبردوني ولا يمكن لقارئ متتبع لتجربة هذا الشاعر العظيم في حياته وشعره وفكره أن يقبل به.
كيف يخدم توجهكم الطائفي أيّها الأصدقاء؟!
يكفي اختياركم للعنوان، على هذا النحو!
أنا مع أن يبقى كل منجز البردوني في متناول الدرس والبحث حتى تلك المقالات والقصائد التي لم ينشرها في كتاب، ولكن علينا أيضاً احترام توجهه أو طريقته في النشر التي كان يمارسها أثناء حياته، وبالتالي على ورثة البردوني أن يمنعوا هذا العبث الذي يطال أوراقه ومنجزه!
وأمام كل هذه الإشكاليات ألمبيّنة أعلاه [تعدد في خطوط القصائد، عدم نشر بعض القصائد التي كانت موجودة في بعض المخطوطات الأولى، العدد الهائل من الأخطاء اللغوية والعروضية في الكتاب الشعري المنشور]، دعوت، بكل احترام، إلى تشكيل لجنة من الذين لهم علاقة بنص البردوني ويسكنون صنعاء، واقترحت أسماء، يمكنهم العمل بشكل فردي أو جماعي، وقلت إن بإمكانكم إضافة من تريدون؛ وتكرّم بعض الإخوة والأخوات باقتراح أسماء أخرى مثل الشاعر السوري بيان الصفدي الذي عاش في اليمن فترة والمطّلع على تجربة البردوني، كطرف عربي، والدكتور أحمد غازي والأستاذ عبدالعزيز الهاشمي باعتبارهما متخصصين في التحقيق النصي، وظننت أن هذا سوف يكون في خدمة من أراد أن ينشر أو يعيد نشر إرث البردوني الأدبي والفكري وافترضت فيهم حُسن النيّة، كما يقال، إلاّ أن أحداً منهم لم يستجب وقاموا بردود لم أفهم منها سوى أننا مشككون وأن علينا أن نصمت!
فهل علينا أن نصمت فعلاً؟!
ننتظر الإجابة، قبل أن نواصل
- المقالات
- حوارات