الرئيسية - محافظات وأقاليم - صدور المعجم اللغوي "لسان المعافر" الخاص بتعز للزميل توفيق السامعي
صدور المعجم اللغوي "لسان المعافر" الخاص بتعز للزميل توفيق السامعي
لسان المعافر
الساعة 11:25 مساءاً (متابعات)
صدر اليوم المعجم اللغوي الخاص بمحافظة تعز عن مؤسسة "أروس للدراسات والتنمية" للكاتب والباحث الصحفي توفيق السامعي. والكتاب الصادر في جزءين من القطع الكبير معجم لغوي وتاريخي مدون يأتي ضمن سلسلة موسوعية تشمل جوانب مختلفة تسمى "موسوعة المعافر"، جمع فيه الكاتب اللهجات والألفاظ المختلفة ودراستها وتأثيرها في اللغة العربية وكذا القرآن الكريم. وقال مؤلف الكتاب إنه "على غرار كتاب "لسان العرب" لابن منظور، ولمدة خمسة وعشرين عاماً بفترات متقطعة، قام بتدوين وجمع ألفاظ المعافر التاريخية، حفاظاً عليها من الاندثار، وحلول لهجات بديلة ومتداخلة تم اتخاذها بسبب الثورة العالمية اليوم للمعرفة والانترنت وصار العالم كله قرية كونية واحدة، وبفعل الاحتكاك والهجرات الداخلية والخارجية التي ولّدت لهجاتٍ جديدةً خليطةً من كل اللهجات اليمنية، حتى صارت لهجات المعافر الأصلية مكوناً فقط من ضمن مكونات اللهجة المستحدثة الجديدة". وهذا المعجم هو كتاب ومدوَّن ضمن عدة كتب تسمى "الموسوعة المعافرية"، تشمل هذه الموسوعة اللغة، والتاريخ، والآثار، والجغرافيا، وعناصر أخرى، ومنها كتاب للآثار في طريقه إلى الطباعة، سيصدر قريباً - إن شاء الله. وأوضح المؤلف للكتاب أنه "قد يرى الكثير أن هذه اللهجة مجرد لهجة دارجة متخلفة عفى عليها الزمن، وصار من التطور الملحوظ الثورة عليها وتجاهلها والتحدث بلهجات جديدة ومتطورة، لكن المختصين الباحثين لا يرونها كذلك؛ فإن لم تكن أقرب إلى لغة مستقلة بذاتها فهي لهجات تحوي الكثير من الأسرار اللغوية والتاريخية والبلاغية وحتى الجغرافية". وأضاف المؤلف أن الهدف من هذا التدوين، "بالإضافة إلى حفظ اللهجات من الإندثار، هو لدراسة أعمق للغة العربية والقرآن الكريم ولغة النقوش القديمة، وهذه اللهجات التي بات الناس يستهجنونها أو يعارون منها هي في الأساس بقايا اللغة اليمنية الأم الجامعة التي تم التعبير عنها بالنقوش المسندية، وما زالت محافظة على كل خصائص المسند القديم". لم يكن المعجم مجرد كتاب جمع وتدوين للألفاظ المعافرية بطريقة المعاجم المعروفة كلسان العرب، والقاموس المحيط، ومختار الصحاح، وغيرها، فالكتاب الألفاظ بطريقة التدوين المعروفة مضافاً إليه جمع الاشتقاقات والصيغ المختلفة الناتجة عن الجذر اللغوي، فضلاً عن تأصيل هذه الألفاظ ومتشابهاتها عند بعض اللغات السامية القديمة كالأكادية والعبرية والآرامية وغيرها، وكذا في بعض اللغات/اللهجات اليمنية القديمة كالسبئية والقتبانية والأوسانية والحميرية، وكذا جزءاً من تاريخ محافظة تعز. كما يحوي الكتاب دراسة خصائص هذه اللهجات من حيث الدلالة والبنية اللفظية واشتقاقاتها وتقاليبها وطرق نطقها، حتى لكأننا نسجلها تسجيلاً مصوراً إذا جاءت الأجيال اللاحقة بعد اندثارها يستطيع قارئها نطقها كما هي، وقد أفردنا لذلك مدخلاً هو مفتاح الكتاب كخارطة اطلاع. تكمن أهمية هذا الكتاب، وهذا التدوين في ستة عناصر رئيسة وهامة: 1- الحفاظ على أصالة هذه الألفاظ والتراث من الضياع حتى تأتي الأجيال القادمة بعد اندثار هذه اللهجات لتتعرف على لغة ولهجات الأجداد، كما بتنا اليوم شغوفين بدراسة لغة النقوش مثلاً. 2- ورود بعض ألفاظ هذه اللهجات في القرآن الكريم، مما يعني تأثيرها في المحيط بلغ حداً أن استشهد القرآن الكريم، ككتاب مقدس منزل من عند الله، ببعض ألفاظها، حتى وإن كانت مشتركات لغوية قديمة إلا أنها منطوقة بشكل واسع في المعافر ومندثرة في كل الجزيرة العربية، واستعمالها في المعافرية كما هو في سياق الآيات. 3- حل بعض إشكالات العربية مثل صيغ الجموع، والجامد والمشتق، وصيغ التصريفات المختلفة، وبعض المسائل النحوية، والتأصيل للعربية، وكيف تكونت العربية من هذه اللهجات التي تعد المعافرية جزءاً منها. فأثناء البحث والتدوين وجدت الكثير من هذه الألفاظ التي باتت عند الكثير من الباحثين أو المطلعين أو المهتمين ألفاظاً عمية/ دارجة محلية وجدتها في معجم لسان العرب لابن منظور، مما زاد في فضولي وتساؤلاتي أن ابن منظور لم يكن يؤصل للكثير منها ولا يردها لأي المناطق أو القبائل العربية، وفي أحسن الأحوال كان يشير إلى النزر اليسير منها على أنها يمانية وفقط، وقد أشرت إلى تلك الألفاظ في متن الكتاب. 4- سيساعد هذا المعجم على تفسير بعض إشكاليات ومعاني القرآن الكريم التي كان المفسرون يحارون عندها ويختلفون عليها ومنهم من كان يردها إلى الحبشية أو الفارسية أو الرومية..إلخ، وهي في الأصل يمانية معافرية، وقد أشرنا إلى بعضها في متن المعجم. 5- سيساعد هذا المعجم على تفسير بعض ألفاظ النقوش المسندية كون الألفاظ المعافرية الأصيلة هي جزء من لغة النقوش، وقد أشرنا إلى ذلك في متن المعجم أيضاً. 6- الرد على بعض اللغويين الأقدمين الذين أخرجوا اليمن من الاستشهاد اللغوي، وبعضهم أخرج اليمن من العربية بشكل عام تعصباً وجهلاً. يذكر أن الكتاب هو الإصدار الثالث للزميل توفيق السامعي بعد كتابه "اللغة اليمنية في القرآن الكريم"، وكذا الرواية التاريخية عن تعز "الطريق إلى تعز"، وكتب أخرى مخطوطة وبعضها في طريقه إلى النشر. وإصدار الكتاب يأتي ضمن عشرة إصدارات لمؤسسة "أروس للتنمية والدراسات".
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص