كتب/ مصطفى غليس
عندما تكذب مرة واحدة فقد تفشل ولا يصدقك الاخرون، وقد تنطلي عليهم فتنجح لكنه نجاحًا مؤقتًا، لأنهم سيكتشفون أصلالكذبة فالثابت أن "حبل الكذب القصير"، أما حين تكذب نفس الكذبة مرتين فأنت تسقط بنفسك إلى الهاوية قبل أن تنكشفعورتك أمام الآخرين، وتصبح في نظر الجميع كاذبًا دجالًا، تلك قاعدة أولى مُسلم بها، أما الثانية فحين تجدون مليشيا خارجةعن القانون تهاجم شخصًا يخدم وطنه وقضيته، وتنشر هي وأتباعها الإشاعات للنيل منه فأعلموا أنه يمضي في المسارالصحيح، وأنه قد أوجع تلك المليشيا وأفسد عليها مخططاتها اللاوطنية والتدميرية، ووقف كالسد المنيع أمامها، فاستعصىعليها اختراق صلابته . وهذه هي حقيقة الحملة المنظمة التي وجهتها المليشيا ومن يعاونونها بقصد أو بغير ضد القائدالشجاع اللواء ياسر حسين فايد مجلي قائد محور باقم، لأنه ثابت على مبدأه الوطني مدافعًا عن قضيته كالطود الشامخالعصي على الكسر.
أقول هذا الكلام بعد أن قرأت إشاعة في مواقع الكترونية ساقطة خلال اليومين الماضيين عن اعتقال القائد البطل ياسر مجلي،قصد منها مروجوها الإساءة لهذا القائد البطل، واستهداف شقيقه المناضل الكبير الشيخ عثمان مجلي نائب رئيس مجلسالقيادة الرئاسي بحشر اسمه بجانب شقيقه، وهي أيضًا محاولة رخيصة لتشويه التاريخ النضالي الناصع لآل مجليالمعروفين بوطنيتهم وجمهوريتهم ومواقفهم المشرفة، والحقيقة أنني ما كنت أنوي الرد على هكذا إشاعة معروف مصدرهاوهدفها، لولا أنني تذكرت أنني قد قرأت ذات الإشاعة الكاذبة قبل أربع سنوات من ذات الجهة وبذات التفاصيل التي لايصدقها عاقل حتى لو كان جاهلا بتاريخ آل مجلي المرصع بالمفاخر والمروي وطنهم بدماء أبناءهم الزكية.
يمكنكم أن تكتشفوا ذلك بأنفسكم بالبحث عبر قوقل، وستجدون أن الخبر نفسه نشر في مجموعة من المواقع الحوثية، فياكتوبر 2008، بدأه موقع "وكالة الصحافة اليمنية" الذي يديره الحوثي أسامة ساري، ثم تم تعميمه على مواقع الحوثيلتداوله ونشره لذات الهدف الذي يريدون تحقيقه اليوم بكل قبح وفجاجة وبذات الأدوات الخسيسة لاستهداف القائد البطلياسر مجلي، ومثلما اقحموا اسم الشيخ عثمان مجلي في الخبر بصفته وزيرًا للزراعة في تلك الفترة، نجدهم وقد اقحموه اليومبصفته الحالية نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، لا لشيء إلا لأنه اليوم ذروة سنام آل مجلي، بل وكل قبائل ورجال صعدةالواقفين في صف الجمهورية بمواقف صلبة وراسخة لا تلين ضد المشروع الحوثي السلالي الكهنوتي البغيض.
ولأن ناشري الخبر الكاذب ليسوا إلا كتلة من الغباء المغلف بالبلادة والنذالة والانحطاط أعادوا نشر نفس الخبر بعد أن عجزواعن ابتكار كذبة وإشاعة جديدة، ولأنهم بالتأكيد فتشوا في تاريخ آل مجلي، ماضيًا وحاضرًا، فوجدوه أبيضًا ناصعًا كبياضالثلج، وليس فيه ما يؤخذ عليهم أو يعيبهم، وجميع من يعرفهم يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة، فأعاد الأغبياء بكل وقاحة نشرالخبر ذلك القديم، فتذكرت حكمة شاعر العرب أبو الطيب وهو يقول في مثل هؤلاء الأوغاد:
"وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل".
سأكتفي بهذا القدر تحاشيًا للإطالة، فلم أكتب هذه السطور إلا لإيضاح الحقيقة، ولا حقيقة إلا بإنصاف، ولست هنا بمعرضالدفاع عن آل مجلي، لأن مآثرهم القبلية ومواقفهم الإنسانية وقيمهم السامية وتوجهاتهم الجمهورية ومبادئهم الوطنيةوتضحياتهم الجسيمة من أجل اليمن وشعبه وقضيته العادلة بقوافل من الشهداء كفيلة بالدفاع عنهم. هم أهل المروءة وبيتالجود وعنوان الشهامة الثابتون على الحق والحافظون للعهد، كابر عن كابر، ولكم أن تعيدوا قراءة تاريخهم العريق بأمسهالبعيد والقريب وحتى اليوم. إنهم ورجالهم المخلصين آخر قلاع الجمهورية في صعدة. طوبى لهم، لا خذلوا ولا خانوا، أمامحبتهم فثابتة بالقلوب، وليمت الحاقدون بغيظهم مرتين مثلما كرروا نفس الكذبة مرتين.
#مصطفى_غليس
- المقالات
- حوارات