الرئيسية - محافظات وأقاليم - ذاكرة اليمنيين في ذكرى المؤتمر و مؤسسه الزعيم صالح
ذاكرة اليمنيين في ذكرى المؤتمر و مؤسسه الزعيم صالح
هذا ما فعله الزعيم علي عبدالله صالح في اليمن
الساعة 12:14 صباحاً (كتب/مصطفى المخلافي )


 
في مثل هذا اليوم المُبارك الموافق 24 أغسطس من العام 1982م، ولد حزب المؤتمر الشعبي العام، كأول رافعة سياسية، و أساس للعمل الحزبي في اليمن بعد ثورة السادس و العشرون من سبتمبر، و هي الفترة التي شهدت تحولات و صراعات محورية عديدة وكثيرة.

إن المؤتمر الشعبي العام و في يوم ذكراة الواحد و الأربعون، يتذكره اليمنيين كميزان الحكم و شوكة تقدير المهام لإدراة الدولة، و الظل الذي يرافق عمل الحكومة، كمرجعية الوطن السياسية في السِلم و قوته الدفاعية في الحرب و الأزمات، عمود الدولة الذي إستقامت عليه، و راية الحرية و التعددية السياسية و العدالة الإجتماعية..

مَثل المؤتمر الشعبي العام بوابة اليمن لتعريف العالم و الإقليم بشكل النظام السياسي للبلد، عبر الجهود المبذولة التي قادها الزعيم القائد المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح و قيادات الحزب المخلصين من أبناء الوطن.
و لذا فقد تحقق لليمن الكثير من الإنجازات الكبيرة على كل المستويات خلال فترة حكم الرئيس صالح و حزب المؤتمر الشعبي العام و أحزاب التحالف الوطني خلال ثلاثة عقود، كان أبرزها تحقيق الوحدة اليمنية المُباركة، و ترسيم الحدود مع دول الجوار.

إن الذكرى الـ 41 لولادة حزب المؤتمر الشعبي العام جاءت لتؤكّد على تعزيز مفهوم الدولة و تطبيق ثوابت الجمهورية التي نشأ و ترعرع في كنفها اليمنيين في ظل دستور الدولة و النظام و القانون. فكانت جميع قراراته لا تقوم إلا في أطرها النظامية و القانونية، وفقًا لسياسات ولوائح الهيكل التنظيمي المتعلق بالحزب التي من خلالها مكنته من إدارة مؤسسات الدولة و بناء علاقات التعاون بين الجمهورية اليمنية و دول العالم، و لذا كان علي عبدالله صالح، و لآخر أيامه يُذكر اليمنيين بقيمة حزب المؤتمر الشعبي العام، و بالمنجزات التي حققها الحزب، و قالها يومًا مخاطبًا الجماهير الغفيرة، "المؤتمر الشعبي العام هو إرثي وإرث الجمهورية و عليكم التمسك به".

و هُنا دعوني أتحدث عن السنيين و الأيام التي عشناها مع حزب المؤتمر الشعبي العام، و ليس عن المؤتمر كحزب، فالحديث عن حزب المؤتمر كثير، و قد تحدث عنه الكثيرون، و لكنني أود هُنا أن أُسلط الضوء على حياة كان للمؤتمر الشعبي العام و لزعيمه القائد المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح فضلًا كبيرًا علينا.

عام (٢٠١٧م)، تحديدًا في صنعاء     ميدان السبعين" كنت بجوار بعض القيادات المؤتمرية و ناشطين و صحفيين نتحدث عن المفاهيم و الأُسس و القيم و الأخلاق التي أنبثق منها حزب المؤتمر الشعبي العام، و تحدثنا أيضاً عن محاولة استهداف الحزب و عن الخيانة التي تعرض لها الحزب و مازال، و قلت حينها بأن كل خيانة لا يكتشفها الطرف المعني لا تُعدُ خيانة، و بأن هذا الجمع الغفير الذي حج من كل محافظات و مناطق و قرى اليمن سيمثل الحصن المنيع لهذا الحزب، ثم توقفتُ كثيرًا عند هذه العبارة، و شعرتُ لحظتها بأني أقتربت من فهم الترابط الإجتماعي بين الحزب و قواعده الجماهيرية، إلا أنها ظلت متلبسة في ذهني. فكل مرة أمنحها تأويلًا جديدًا ينسف ماقبله، ثم اقف حائرًا أمام فكرة تَمثل الآخر أمام مرآة التضحية، التي تعكس قيمة هذه الجماهير الغفيرة التي لبت نداء زعيمهم حاملين أوراحهم على الأكف غير آبهين بما قد يحدث لهم.

عشت سنينًا طويلة في مدينتي تعز، لكني لا أتذكر مرة توجهت فيها إلى أي إحتفال غير إحتفالات و مهرجانات حزب المؤتمر الشعبي العام، لم أزر صنعاء حينها و لكني عانقتها و أنا أتابع فعاليات حزب المؤتمر و خطابات صالح على القناة الأولى "قناة اليمن"، ولم أحضر أي تجمع لأعياد غير الأعياد الوطنية التي كان يرعاها صالح و حزب المؤتمر. لم أُشاهد عالمًا غير عالم صالح و المؤتمر، لقد تشبعنا باليمن من بوابة صالح و حزب المؤتمر، و الشئ الوحيد الذي كنت أزوره بإنتظام في مدينة تعز هو فرع المؤتمر الشعبي العام الذي كان بمثابة المدرسة الوطنية لي و لإخوتي و لعامة الناس. في تلك الأيام كُنت أختبر حياة مكتوبة، محايثة للحياة النابضة التي كانت تخفق من حولي أفقدتني القراءة الهستيرية لسعة الإحساس بالأشياء الجميلة التي كانت كلها تُصفق لصالح و المؤتمر.


فقد كُنت أُفضل حضور فعالية لحزب المؤتمر على أن أنحشر لمدة ثلاث ساعات بين الناس لمشاهدة ماتش كروي مثل حبة سمسم تالفة.

 كُنت أتأنق من أجل تلبية دعوة لحضور مهرجان شعبي كبير يجتض فيه الناس للإحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر، و أرفض الذهاب لخيمة مكيفة فيها جمع غفير يحتفلون ويرقصون لفرح أحد الأصدقاء، و أعتذر منهم لإنشغالي بعرس جماهيري عريض تحتفي به اليمن. كل هذا ذاكرة يجب أن يتذكرة اليمنيون لتعلم الأجيال كيف كنا بصالح و المؤتمر و كيف كان صالح والمؤتمر فينا.

لولا حزب المؤتمر الشعبي العام لما قوضت قيمة الإخفاق بالإصرار و العناد على مواجهة التحديات، و لما أصابنا حمى المعرفة و الكتابة لتوضيح بعض الحقائق التي رافقت أزمة ٢٠١١م، و ما تلاها من أحداث ألمت بالوطن و بنا جميعًا.لقد جعلنا هذا الحزب العملاق بانكساراتنا الهائلة غير قابلين للكسر، و علّمنا أن الإرادة و الانهماك في الدفاع عن الوطن وحده هو الذي يحمينا من شرور العالم، و يسكب الحديد الصلب في القلوب الرخوة، عادة ما يتناسى الإنسان اللحظة التي سقط فيها وطنه على الأرض مكسورًا، يلتمس بالدعاء يداً خفية تلتقطه من الضياع، و لا يدرك أنه و في حقيقة الأمر سيتطلب هذا الانكسار بعد سنوات من نكوصه البذل و العطاء لإعادة وطنه لمكانه الصحيح.

لقد خُدع المغفلون بشعارات الإخوان و شعارات الجارودي الحوثي، ومن ثم شعارات التحالف العربي الذي ألبس اليمن الكفن، و مازال يُمثل بجثمانه و يتلذذ بمصافحة قتلته وجلاديه.
إن المنتصر يدري بأثر رجعي أنه إبن الهزائم القديمة، و كلما كان هذا النظام السياسي القاتل أصغر عمرًا، كلما كان غضًا يُثير شهوة الأيام على استلابة، ثم أقول جربوا فينا الحرب لنتعلم لأن التجارب المؤلمة وحدها من ستجعلنا نحتضن أنفسنا بعد سنوات من الآن و نصرخ بأعلى صوتنا : لقد فعلناها، لقد انتصرنا و استعدنا مجدنا إرث صالح و حزب المؤتمر.


كتب/مصطفى المخلافي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا