قال الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان سعيد البركاني ان المؤتمر الشعبي العام مثل إحدى ركائز العمل الوطني والسياسي جنباً إلى جنب مع بقية شركاء العمل السياسي وقوى المجتمع الحية، وظل وما يزال وفياً لذلك المسار الوطني في مختلف المراحل.
جاء ذلك في كلمة وجهها الى أعضاء المؤتمر وانصاره في كل ربوع الوطن في الداخل والخارج بشكل خاص، والشعب اليمني بشكل عام بمناسة الذكرى الى 41 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.
داعيا للمؤتمرين في الداخل والخارج آن الاوان أن يلتقوا على كلمة سواء، وان يوحدوا صفهم وكلمتهم ويترفعوا عن الخصومات وتباينات المواقف ووجهات النظر بعد أن تبين للجميع أن الخطر الامامي الحوثي داهم وبشع وخبيث وأن يمننا وأمننا وثورتنا وجمهوريتنا ووحدتنا في خطر كما هو حال مستقبل أبناءنا وتاريخنا وثقافتنا.
الميثاق نيوز ينفرد بنشر الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وللصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين..
الاخوة والأخوات أعضاء المؤتمر وانصاره في كل ربوع الوطن في الداخل والخارج، الاخوة اليمانيون جميعاً..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في هذا اليوم الأغر في الذكرى الواحد والاربعون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام يوم المولد الخير في الرابع والعشرين من أغسطس 1982م، يوم برز الفارس الاشم ونهض الليث اليماني تتويجا للحوارات الوطنية الطويلة التي شاركت فيها كافة القوى الوطنية والسياسية والفعاليات الثقافية والمهنية المختلفة ، وبعد مخاضات فكرية مثلت عصارة الفكر الوطني صدر الميثاق الوطني الدليل النظري المجسد لواحدية المنطلقات والثوابت الوطنية الذي حمل بين طياته طموحات الشعب اليمني وأحلامه وتطلعاته في مختلف المجالات وفي مقدمتها بناء الانسان ووحدة الوطن والنهوض الاقتصادي والثقافي ومثلت اهداف الميثاق وحقائقه جل الرغبات اليمانية الطموحة والنظرة العقلانية الثاقبة والفكر الوطني المستنير المستوحاة من العقيدة الوطنية أولاً وصدق الانتماء والارتباط باليمن الأرض والإنسان متجاوزًا حالات الانقسام والشتات والموت والمؤامرات والفوضى والخيانات وحالات الاحتراب والتخريب والقتل التي كانت تزعزع اركان الدولة وأمن واستقرار الوطن وتصيب المواطن بالهلع والخوف والقلق وتفسد كل خطوات تقدم وبناء وتنمية.
الاخوة والاخوات:
ونحن هنا نعيش هذه الذكرى العطرة ونحتفي بها بعد ان حقق المؤتمر الشعبي العام من خلالها لشعبنا معظم الأهداف والتطلعات وفي مقدمتها الوحدة اليمنية والنهوض الاقتصادي والسياسي والديمقراطي وحرية الفكر والممارسة والتنمية والبناء في مختلف المجالات لذلك لا يسعنا الا ان نفخر بما انجز، و نترحم أولاً على الشهداء الابرار الذين عطروا بدمائهم الزكية تربة الوطن ورفعوا اسم المؤتمر عالياً وعلى رأسهم مؤسسه ورئيسه رئيس الجمهورية الاسبق الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين العام عارف الزوكا، رحمهم الله جميعاً، الذين ارتقوا شهداء في مواجهة الانقلاب الحوثي السلالي العنصري والتدخل الإيراني في اليمن.
كما نترحم على كل شهداء الوطن، شهداء الثورة و الجمهورية ، وعلى كل الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن الدولة واستعادتها، ومواجهة الانقلاب والعصابات الباغية الحوثية، داعين الله بالشفاء للجرحى.
كما نترحم على شهداء الأخوّة العربية في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ولا نستثني أحداً، الذين لبوا نداء الشرعية، شعوراً بالمسؤولية القومية تجاه إخوانهم في اليمن، وهم يواجهون أزمة الداخل اليمني، ونزعة التطرف والتوسع الإيراني في المنطقة.
الاخوة والأخوات:
لقد مثل المؤتمر الشعبي العام إحدى ركائز العمل الوطني والسياسي جنباً إلى جنب مع بقية شركاء العمل السياسي وقوى المجتمع الحية، وظل وما يزال وفياً لذلك المسار الوطني في مختلف المراحل، وانه وبعد الإعلان عن تأسيسه ومباشرة مهامه السياسية والتحام كافة القوى تحت مظلته باشر المؤتمر قيادة اعظم مسيرة تنموية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية في تاريخ اليمن ومثل شرياناً سياسياً وطنياً جديداً تتدفق عبره دماء التغيير من قلب السلطة الى كل مؤسسات الدولة المختلفة ، ومثل مناخاً سياسياً معتدلاً مصدره وسطية النهج، واعتدال الفكر، ووطنية الدوافع، وفاعلية البرامج المعبرة عن هوية الشعب ومعتقداته ، وحقوقه الإنسانية، وتاريخه وإرث نضالات الحركة الوطنية في مواجهة كهنوت واستبداد الإمامة والاستعمار البغيض.
ايها المؤتمريون الشرفاء المغاوير القابضين على جمر الغضا في زمن الفتنة الكبرى...
لقد أدخل الحوثيون اليمن في نفق مظلم وصنعوا فيه كل المآسي التي تعيشونها يومياً، واحدثوا فيها الخوف بعد أمن والجوع بعد شبع والخراب بعد بناء والتشتت بعد تجمع والجهل بعد تعلم والفوضى بعد دولة القانون دولة المؤسسات الدستورية، ولقد بات الشعب في وضع ليس أمامنا من كلمنه نقولها له الا ان وحدوا الغايات والرايات وكونوا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص لاستعادة كرامتكم ودولتكم ونظامكم الجمهوري وخياراتكم الوطنية التي داست عليها العصابة الباغية الحوثية ومزقتها شر ممزق واستبدلتها بأمراضها وأفكارها المقيتة.
ونقول للمؤتمرين في الداخل والخارج آن الاوان أن يلتقوا على كلمة سواء، وان يوحدوا صفهم وكلمتهم ويترفعوا عن الخصومات وتباينات المواقف ووجهات النظر بعد أن تبين للجميع أن الخطر الامامي الحوثي داهم وبشع وخبيث وأن يمننا وأمننا وثورتنا وجمهوريتنا ووحدتنا في خطر كما هو حال مستقبل أبناءنا وتاريخنا وثقافتنا.
ولذلك اتوجه بالدعوة إلى كل المستويات القيادية منها والقاعدية للتوحد وعودة السريان في المجرى الحزبي الواحد في مواجهة الانقلاب الحوثي، والاختراق الإيراني للسيادة الوطنية، فالموقف هو الموقف لدى كل مؤتمري.. ثابت لا يتزعزع إزاء المربع الذهبي الذي لا حياد ولا انفكاك عنه وهو الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62 الخالدة، التي الغت هذه العصابة ذكراها والاحتفاء بها كيوم وطني هي القلب النابض بالحياة للشعب اليمني وأم الثورات التي يجمع اليمنيين عليها جميعا ولن يقبلوا بالتفريط بها لأنها يوم الانعتاق المجيد للشعب اليمني من حالة الظلم والاستبداد والثورة التي قضت على النظام المستبد وعلى الإمامة البغيضة، ولم تكتفي هذه العصابة بعبثها بالثورة والوطن والمواطن فها هي تعبث بمناهج التعليم وحضارة اليمن وثقافته وتاريخه وطمست كل ما هو جميل في حياة الشعب اليمني وأعادته إلى مربع الجهل والتخلف والخرافات والشعوذة كما تلاحظون في سلوكها وتصرفاتها او فيما اعلنته من أيام وطنية مستثنيه منها السادس والعشرين من سبتمبر، ولتجعل من حالة التخلف والشعوذة أيامًا وطنية كما يدعون يندى لها الجبين وتستفز مشاعر الشعب اليمني وعقيدته وقناعته الراسخة.
ولذلك نؤكد استمرارنا مع كافة القوى الوطنية من أجل العمل على دحر المليشيات الحوثية الإمامية واستعادة مؤسسات الدولة وعاصمتها صنعاء وإعادة وإعادة سيادة النظام والقانون والدستور على كافة التراب الوطني سلماً او حرباً.
ولا سبيل إلى الهدف الا بالتحام وتشابك كافة القوى الوطنية واغلاق ملفات الماضي والذهاب الى المستقبل متخففين من عُقد ومخلفات الصراعات الماضية بين القوى والمكونات الوطنية بمختلف صورها، فلابد من تضافر الجهود لإنقاذ السفينة والكفّ عن أوهام قدرة أي طرف على العيش منفرداً او النصر وحيداً او إلغاء واقصاء من عداه من القوى الاخرى والاستفراد بالحياة لنفسه والموت والنفي للأخر.
ان ذلك الفكر العدمي قد ولى زمانه وأن علينا جميعاً استلهام العضة وفهم الدرس الذي تضخه التجارب على مندوحة (أكلت يوم آكل الثور الابيض)
أيها المؤتمريون الشرفاء في كل ربوع الوطن وفي مواطن الاغتراب... لقد تأسس حزبكم الكبير المؤتمر الشعبي العام على مبدأ المشاركة وما زال يؤكد بأن واقع اليمن وتركيبته السياسية والاجتماعية، لا تقبل بأي حال من الأحوال تفرد أي طرف بالقرار السياسي، وهو ما أكدته وقائع الأحداث وشواهد التجربة العملية..
وان واجبنا في هذه المرحلة المفصلية من بين واجبات كثيرة العمل على توحيد الصف الوطني وجمع كلمته وإسناد الدولة لخوض المواجهة الشاملة حتى تحقيق كافة الأهداف المنشودة وبما ينسجم مع طبيعة التطورات وحجم التحديات، والاضطلاع الكامل بكافة الأدوار والمهام التي يمليها الواجب الدستوري والقانوني والاخلاقي، مع ضرورة تصويب الأخطاء وعدم القبول بانحراف المسار عن العمل الاستراتيجي والمنهجي.
وبناء عليه فإن مجلس القيادة الرئاسي معني بتحمل العبء الأكبر في تدعيم وتعزيز مبدأ التوافق والمضي قدما في تحقيق الأهداف الوطنية بما تملكه مؤسسة الرئاسة من صلاحيات للقيام بالمهام الوطنية الموكلة إليه، والمتمثلة في توحيد الجهود الوطنية بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني ، وحفظ سيادة واستقلال الوطن ووحدته من خلال توحيد الصف الجمهوري للقوى والمكونات السياسية والاجتماعية.
وتمكين جميع مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها ومسئولياتها من العاصمة المؤقتة عدن، وانعقاد جلسات مجلس النواب وبقية المؤسسات بصورة مستمرة، باعتبارها السلطة التشريعية التي تجسد حق الشعب في مراقبة أعمال السلطة التنفيذية، والقضاء على الفساد المالي والإداري وكل القصور الذي لازم أداء السلطة خلال الفترة الماضية.
الاخوة والاخوات:
لقد استمرت عصابة الموت الحوثية المتاجرة بماسي المواطنين، والتكسب من جراح وآلام الفقراء والمعذبين، والإمعان في مصادرة المال العام والممتلكات الخاصة وأكبر دليل على ذلك استيلاءها على مدخرات الناس في البنوك من خلال ما اسموه الغاء التعاملات الربوية وعطلوا بذلك الحركة الاقتصادية والمالية والنقدية، ونهبوا أموال المواطنين فضلا عن ممارسة النهب تحت مسميات شتى ما انزل الله بها من سلطان وتحول الأمر كله جباية وافقار ونهب للثروة، والغاء للحقوق والحريات بأساليب همجية تعبر عن عقلية العصابات العنصرية.
كما تستخدم ظرف الحرب لمحاولة تمرير مشروعها الطائفي العنصري وثقافتها المستوردة، لتفخيخ هوية الأجيال في يمن الإيمان والحكمة، وتنظر إلى استمرار الحرب بأنه المناخ المناسب لبقائها ونحن على يقين بأن هذه الجرائم والانتهاكات التي تمارسها المليشيا، لن تستمر طويلاً بعد أن طال الليل بما فيه الكفاية، وعلى شعبنا الصابر توثيق كل الجرائم والانتهاكات لمقاضاة مرتكبيها في المحاكم الوطنية والدولية.
وختاماً:
نتقدم بالشكر الجزيل لدول تحالف دعم الشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ملكاً وولي عهداً وحكومةً وشعباً على كل ما تقدمه من دعم ومساندة في مختلف المجالات ومشاركة وجدانية وشراكة مع اخوانها اليمنين في السراء والضراء آخرها دعم الموازنة العامة للدولة، كما نشكر دول تحالف دعم الشرعية على كل ما يقدمونه من دعم ومساندة..
أهني الجميع بهذه المناسبة واكرر الدعوات والتمنيات الصادقة والتحايا لكل أبناء شعبنا الأبي الصابر المثابر، وفي مقدمتهم أولئك الذين يذوقون الآمرين تحت رحمة العصابات الحوثية الباغية،
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
سلطان سعيد البركاني
رئيس مجلس النواب
الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام
- المقالات
- حوارات