خسرت المليشيا الحوثية الإعتراف الوحيد بهم بعد طرد سوريا لدبلوماسيين المليشيا والذين تورطوا في فضائخ أخلاقية والتي كان آخرها اختطاف أحد دبلوماسييها المدعو الحيمي لفتاة سورية ومحاولة أسرتها قتله ثائرا لشرفها .
وسنحاول في المشهد اليمني البحث عن الحدث الدبلوماسي الأبرز الذي ضرب المليشيا الحوثية من قبل أصدقائها والذين أدركوا عجز المليشيا في تأسيس دولة بعد تجربتها خلال عمل طاقمها في السفارة اليمنية بدمشق والتي تحولت إلى فضائح وتجاوزت تكشف عجز المليشيا في التعيينات الوظيفية والقائمة على الفساد الإداري والتعصب السلالي والذي تعتمد عليه المليشيا الحوثية في شغل الوظائف والتي كان لها دور طفيف إلى جانب نجاح الدبلوماسية السعودية والتي استطاعت عزل المليشيا عن العالم الخارجي وسط توقعات باتخاذ مواقف مشابهه من قبل إيران نتيجة للتقارب السعودي - الإيراني .
فقدت المليشيا الحوثية أعصابها نتيجة للقرار السوري والذي دفع بعض قيادتها بمهاجمة نظام بشار الأسد وصولا إلى تكفيره وسط استغراب العديد من اليمنيين من التغير الحوثي المفاجئ بعد أكثر من 8 سنوات من امتداح نظام الأسد .
الدبلوماسي الحوثي رضوان الحيمي والذي تم طرده من سوريا مطلع العام بوساطة من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله للنفاذ بجلده بعد مطالبة محكمة سورية بالقبض الإجباري عليه بتهمة الاختطاف عاد إلى اليمن ليتم إجباره بالزواج من قبل زعيم المليشيا الحوثية في محاولة منه لإعادة تأهيل الحيمي واجباره على حضور دورات ثقافية وزيارة بعض المواقع العسكرية ومنحه سيارة من زعيم المليشيا .
استمر الحيمي في التواصل ببعض رجال الخارجية السورية ومحاولة إظهار حبه وولائه لدمشق عل زعيم المليشيا يعيده للعيش في بلاد الشام والتي دفته للبقاء على التواصل بدمشق حتى إعلاميا من خلال إدانة الهجوم الأخير على طلاب الكلية الحربية في حمص والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين والعسكريين مؤكدا في منشور على حسابه في الفيس بوك بوقوف اليمن الثابت المناهض للتطرف والإرهاب بوصفه تهديداً للأمن والسلم الدوليين ومنافياً لقيم الدين الإسلامي الحنيف متناسيا الأعمال الإرهابية لجماعته والتي فاقت الأعمال الإرهابية لجميع الحركات المتطرفة .
أبلغت الخارجية السورية ممثلي ميليشيا الحوثي بإخلاء السفارة اليمنية في دمشق، والتي يسيطرون عليها ويتخذون منها ممثلية لهم منذ سنوات .
ونقلت منصة الحدث اليمني عن مصادر خاصة، أن السلطات السورية طلبت من ممثلي الميليشيا مغادرة البلاد في أقرب فرصة، مشيرة إلى أن كبير ممثلي الميليشيا والمنتحل صفة السفير عبدالله صبري، غادر دمشق بالفعل قبل أسبوع نحو بيروت، بدعوى العلاج.
قيادات ميليشيا الحوثي بدأن فعليا في إخلاء السفارة، مع نهب واسع لمحتوياتها، رغم توجيهات سورية بعدم أخذ أي من أجهزتها ومقتنياتها وسياراتها الدبلوماسية.
قيادات حوثية بينها "ياسر المهلهل ، ومعتز القرشي، وعمار إسماعيل"، هم من يقودون عملية النهب لمحتويات السفارة.
التوجيهات تأتي ترجمة لأجواء المصالحة العربية التي تقودها السعودية، وتمهيداً لتسليم السفارة للحكومة اليمنية وذلك بعد شهر من لقاء وزيري خارجية اليمن وسوريا في القاهرة لبحث موضوع السفارة وعلاقات البلدين.
يذكر أن علاقات البلدين منقطعة منذ قررت الجمهورية اليمن قطعها أواخر العام ٢٠١١، احتجاجا على الحرب المروعة التي شنها نظام بشار الأسد ضد شعبه.
وعقب انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة سيطرت في على السفارة في سوريا وأرسلت ممثلين لها بصفتهم سفراء لدى نظام الأسد الذي يشتركون معه في التبعية لإيران .
وطالبت محكمة في دمشق برفع الحصانة عن "الدبلوماسي" الحوثي النافذ رضوان الحيمي منتحل صفة "وزير مفوض" بموجب شكوى مسؤول سابق في السفارة يدعى عادل العودي .
وأفادت المصادر بأن العودي وهو المسؤول الإعلامي السابق في سفارة ميليشيات الحوثي في دمشق، تعرض للتنكيل والطرد لنصحه أسرة سورية بعدم تزويج المدعو الحيمي لأنه "ليس أهلاً للزواج".
وقالت المصادر إن الحيمي غادر إلى صنعاء فراراً من الجلسة التي كانت مقررة في 7 مارس الماضي ، وتأجلت بسبب مماطلة السفارة التي يحتلها الحوثيون في الرد، مشيرة إلى أن الحيمي قد يواجه السجن 6 أشهر لقيامه بتسجيل العودي دون إذن وفقاً لقانون الجرائم الإلكترونية .
- المقالات
- حوارات