أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي في المقابلة المتلفزة التي أجرتها معه قناة العربية الحدث "الأحد الماضي"، بقائد اللواء السابع مشاة الثاني عمالقة العميد حمدي شكري، ووفق مراقبين، فإن هذه الإشادة بالعميد "شكري" جاءت بعد النجاحات التي حققتها الحملة العسكرية في مكافحة التهريب في رأس العارة وباب المندب بمحافظة لحج.
الإقتداء بالعميد شكري
وطبقاً لمختصين اقتصاديين وماليين، فإن التهريب يلحق خسائر باهضة بالاقتصاد الوطني، ويحرم خزينة الدولة عائدات ضريبية وجمركية بمليارات الريالات سنوياً، ومن هنا يأتي حرص الرئيس "العليمي" على مكافحة عصابات التهريب، حيث دعا (خلال حديثة لقناة العربية الحدث) قادة الألوية في تعز والمخاء، والمهرة، وحضرموت الإقتداء بالعميد شكري.
مجهولة المصدر والمنشأ
ووفق تقارير وتحقيقات صحفية يمنية، فإن نشاط التهريب في السنوات الأخيرة تضاعف بنسبة 200% عن ماقبل الإنقلاب الحوثي على الدولة في صنعاء 2014م، وفي الوقت الذي تغزو البلاد آلاف السلع والبضائع مجهولة المصدر والمنشأ غير مطابقة للمواصفات، تقف الجهات الرقابية الحكومية عاجزة عن فعل شيئ إزاء هذه الكارثة الإنسانية.
مخاطر التهريب
يدرك الرئيس العليمي مخاطر التهريب على الاقتصاد الوطني وعلى صحة وأمن المواطن، كما أنه يعلم حجم الأموال المهولة التي تقع في جيوب شبكات التهريب على حساب خزينة الدولة الفارغة، وفي دعم اقتصاد الحرب لدى المليشيات الحوثية.
حملات أمنية
في مطلع أغسطس من العام الفائت، شنت أربعة ألوية من قوات العمالقة حملات أمنية على أحواش التهريب على طول الشريط الساحلي الممتد من (رأس العارة وحتى باب المندب) على مسافة من 150كم إلى 180كم، وتمكنت الحملة من القبض على أكثر من 400 شخص، تورطوا بعمليات التهريب عبر الشريط الساحلي.
في نظر كثيرين تمكنت هذه الحملة من تحقيق نجاحات كبيرة، وأحدثت شللاً كبيراً لشبكات التهريب هناك، من خلال مصادرة كميات مهولة من المهربات التي تضر بالإقتصاد والأمن القومي اليمني، وهذا النجاح جعل الرئيس "العليمي" يشيد بالقائد حمدي شكري، لما قام به من دور كبير في حماية الإقتصاد الوطني من عبث شبكات التهريب وداعميهم.
أسوء أنواع الفساد
ويؤكد العميد حمدي شكري، أن التهريب أسوء أنواع الفساد في الأرض، كون التهريب يمد المليشيات الحوثية بالمواد التي تدخل في التصنيع الحربي عن طريق عصابات التهريب التي تساهم بقتل المواطنين.
شبكات محمية بنافذين
تقارير محلية ودولية، أكدت بإن جميع السواحل اليمنية البالغ طولها نحو 2400كم، باتت في السنوات الأخيرة مشرعة أمام عمليات التهريب.. ووفق متابعين، فإن شبكات التهريب تنشط على إمتداد الساحل اليمني، من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، محمية بنافذين يتقاسمون مع هذه الشبكات المكاسب والحصص، غير عابئين بالمخاطر الإقتصادية والأمنية على المواطن اليمني.
الإقتصاد الأسود
وحسب مختصين في مصلحتي الجمارك والضرائب، فإن خمس محافظات يمنية تستأثر بتجارة التهريب أو مايسميه الاقتصاديين "بالإقتصاد الأسود"، وهي (الحديدة، تعز، لحج ،المهرة، حضرموت)، يجني التجار والسماسرة من وراء التهريب مليارات الريالات سنوياً على حساب إقتصاد البلاد المتداعي، بفعل إستمرار الحرب الممتدة منذ 9 سنوات.
ولا تقتصر الخسائر في الجانب الاقتصادي، بل على صحة المواطن الباحث عن بضائع وسلع رخيصة الثمن، بفعل الأزمة الإقتصادية والمعيشية والإنسانية التي تطحنه منذ إنقلاب المليشيات الحوثية المدعومة ايرنياً على الدولة عام 2014م.
أصناف المواد المهربة
يرى مراقبون أن التهريب لا يقتصر على البضائع والسلع، بل يمتد إلى تهريب البشر الأفارقة مقابل مبالغ مالية كبيرة، تجنيها شبكات التهريب، وحسب تقارير صحفية، أن هذه السلع والبضائع المهربة تشمل الخمور والسجائر والمخدرات، والمشتقات النفطية والأسلحة والمواد الزراعية المحظورة والأسمدة والإلكترونبات، والأدوية وحتى قطع الإتصالات والطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
المستفيد الأكبر
وفق مصادر جمركية وضريبية، فإن الحوثيين يجنون في منافذهم الجمركية فقط من وراء السجائر المهربة القادمة من سواحل خصومهم نحو (15) مليار ريال خلال العام الواحد، كضرائب جمركية، ناهيك عن المكاسب المهولة من البضائع والسلع الأخرى التي يبيع تجار السوق السوداء الجزء الأكبر منها في إطار المناطق الخاضعة لهم.
نافذين عسكريين
مسارات وطرق عدة للتهريب بات يحفظها القادة وحتى المواطنين العاديين عن ظهر قلب، وكلها تصب في خدمة إقتصاد الحرب لجماعة الحوثية، مقابل مكاسب هامشية لشبكات التهريب المحمية بنافذين عسكريين وزعامات محلية، زعموا أنهم في عداء مع مشروع الحوثيين.
الآفة ستستمر
يرى سياسيون واقتصاديون وأمنيون، أن آفة التهريب ستستمر، طالما والبلاد تحكمها كنتونات عسكرية وسلطات متعددة لايربطها رابط، مؤكدين بأن التجارة السوداء ستزدهر يوم بعد آخر، طالما ولهؤلاء القادة المستفيدين من شبكات التهريب الكلمة العليا في المنافذ الساحلية بالبلاد.. مشيرين إلى أن تلك المخاطر والتكاليف الباهضة تأتي على حساب إقتصاد البلاد المدمر وأمنه واستقراره، بالإضافة إلى الكوارث الصحية على المواطن المطحون بالأزمات والحروب.
- المقالات
- حوارات