اثنان وأربعون عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام مَثَل حينها رافعة للأحزاب السياسة وأخرجها من السرية إلى العلن، تمارس نشاطها السياسي في ظل أجواء من الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
وإذا كان المؤتمريون يحتفلون مع كافة القوى السياسية والاجتماعية بذكرى إطفاء واحد و أربعين شمعة من النضال، فإننا في استطلاع يُجريه (المنتصف) مع عدد من الشخصيات الإجتماعية، نستعرض فيه مسيرة المؤتمر وما لحقه من دسائس ومساعٍ لتفتيته وكيف أستطاع النهوض مجددا؟ لقيادة المسيرة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها اليمن.
يقول الاخ فؤاد عبدالقادر : تأتي الذكرى ال (42) على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي في ظل الأوضاع العصيبة التي تشهدها الساحة اليمنية من حروب وفتن، وتدني الحياة المعيشية والإقتصادية. فهذه المرحلة العصيبة تستدعي منهم المزيد من الاصطفاف والتلاحم بما يمكنهم من القيام بدورهم في الحفاظ على المؤتمر ووحدته.على اعتبار أن في الوحدة قوتهم وبالانقسام ضعفهم. ولهذا نؤكد أن المؤتمريين و مهما حصل من انقسامات فرضتها ظروف الحرب، يستطيعون النهوض مجدداً، إذا ما احتكموا لصوت العقل لحل أي خلافات. و الميثاق الوطني الذي وضع الحلول لكافة القضايا وبما يعزز من دورهم في الحياة السياسية والاجتماعية.
وأضاف: المؤتمريون أكدوا قدرتهم على تجاوز التحديات بروحهم الوطنية التي جسدت أروع صور الاصطفاف حول حزبهم الرائد بهذا التلاحم سوف تتساقط كل السيناريوهات الهدامة.
منير حميد سيف عضو اللجنة الدائمة يقول: يمكن للمؤتمر ترميم نفسه بقيادة وطنية واحده تعيد ترتيب الأولويات وأن تكون استعادة الجمهورية الهدف الأول، ثم تقديم مشروع وطني تصالحي تشاركي وفقاً لأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر، و وفقاً لأهداف الوحدة اليمنية التي هي منجز من منجزات المؤتمر الشعبي العام.
ويضيف: في هذه المرحلة الأحداث غير مستقرة وسيعوق ذلك إعادة وحدة القيادة. كما أن التنازعات الدولية وما يحدث للعالم من تنوع الأقطاب المؤثرة سيعوق لبعض الوقت استقرار الأوضاع ومنها وضع المؤتمر.
الدكتور عبدالرحمن صالح سهيل
يقول: احتفاء المؤتمريون بذكرى إقرار الميثاق الوطني وقيام تنظيمهم الرائد في الـ24 من أغسطس 1982 يأتي تأكيداً على حيوية التنظيم واستشعاره المسؤولية الوطنية في الحفاظ على المؤتمر من كافة المؤامرات التي استهدفت وجوده، خاصة بعد 11 فبراير يوم النكبة على اليمن ومقدرات الشعب والمكتسبات الوطنية. ولهذا إذا كنا نحتفي بمناسبة عظيمة علينا قبل كل شيء أن نقيم الأداء ونضع أمام أعيننا كافة المؤامرات والدسائس التي سعى البعض، استغلال حالة التشردم في البلد، للنيل من حزب عريق يقوم على مبدأ استيعاب الآخر وأتخذ من الحوار أسلوباً لحل كافة الخلافات.
ويضيف: ولهذا نقول إن المؤتمر قادر على معالجة مجمل الاختلالات بما يكفل تحقيق الأهداف والمتطلبات التي قام من أجلها وعلى رأسها الميثاق الوطني.
الاخت سهام المقطري، مجتمع مدني، بدورها تقول : هناك من ظل يردد بأن حزب المؤتمر حزب سلطة وحزب عائلي وغيرها من الاتهامات التي يسعى الحاقدون إلى تشويه صورة الحزب، إلا أن الواقع أكد عكس ذلك، فهو ليس حزب سلطة ولا عائليا بل هو حزب شعبوي جماهيري وقد أثبتت الشواهد ذلك.
فعندما سلم الشهيد صالح السلطة لم ينته المؤتمر بل تماسكت قواعده وزاد عدد أنصاره في كافة المحافظات، وظهر من خلال حشود السبعين حينما كانت تخرج مئات الآلاف من الجماهير تجدد العهد للرئيس القائد. وتؤكد أنهم على درب المؤتمر سائرون. وبعد استشهاد الزعيم كان الاعتقاد بأن المؤتمر سوف ينتهي إلا أنه مازال صامداً كالجبال في وجه التقلبات والمتغيرات التي شهدتها الساحة اليمنية.
وتضيف: صحيح هناك مندسون سعوا إلى تقسيمه، إلا أن المؤتمر أثبت أنه صامد قادر على تجاوز كل المحاولات لتفتيته وتشظيه. وإذا كنا اليوم نحتفي بمناسبة التأسيس، فإنها وبلا شك فرصة ثمينة يسترجع من خلالها كل المؤتمريين إنجازات حزبهم، وأن يشعروا بالمزيد من الفخر والاعتزاز بسجلهم الوطني الحافل بكل ما له علاقة بشعبنا والانتصار لمتطلباته في التنمية والبناء.
المحامية صفا خالد تقول: في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، لا بد أن نستشعر حجم الخطر المُحدق بحزبنا من الأصدقاء المندسين قبل الأعداء الذين يسعون إلى تفتيت المؤتمر خدمة واسترضاء لعمالتهم في تحجيم دوره السياسي، بعد أن وجدوا في المؤتمر الشعبي خيار الشعب القادر على تحقيق الأمن والاستقرار، وبعد أن توارت جميع الأحزاب وتركت الشعب اليمني يواجه مصيره دون أن تحرك ساكناً سوى الخضوع والرضوخ. بقي صوت المؤتمر عالياً
قادراً على النهوض من جديد على أيدي الشرفاء من قياداته في استعادة الدولة المخطوفة.
وتضيف: حقيقة تعلمها جميع الأحزاب والقوى السياسية في اليمن وهي أن المؤتمر الشعبي العام قادر على مواجهة العاصفة، مهما حاول البعض ارتداء قناع الخساسة بهدف تمزيق وحدته والنيل من تاريخه الوطني المشرف منذ أن أسسه الزعيم علي عبد الله صالح ليكون أشبه بوعاء استوعب كافة الأحزاب في زمن كانت الحزبية تُجرم، والسياسي رهين الاعتقال. وهنا نقول إن المؤتمر بمبادئ الميثاق الوطني هو الذي حمل هَم الشعب اليمني في بلوغ الحرية والديمقراطية والبناء والتنمية، ومهما بلغت المخططات والمساعي الحاقدة يبقى حزب المؤتمر شامخاً. وإذا كنا نحتفي اليوم بمرور واحد و أربعون عاماً على تأسيسه، فإننا نستحضر سنوات من العمل والبناء والنهوض بالوطن حتى يكون مرشداً للمرحلة القادمة.
إذا ما أرادت جميع الفعاليات السياسية والإجتماعية الخروج من النفق المظلم الذي دخل فيه الوطن ابتداءً من 11 فبراير 2011 ووصولا إلى الحرب التي قادتها مليشيات الحوثي ضد النظام الجمهوري وضد كافة المنجزات التي تحققت للشعب اليمني على مدى 33 عاما من حكم الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح الذي نقل اليمن إلى مصاف الدول المتحضرة وحقق لأبناء الشعب اليمني الرخاء والأمان والاستقرار.
الناشط الحقوقي محمد صفوان يرى أن المؤتمر لا يختلف اثنان في أنه الحزب الوحيد القادر على إحداث نقلة في البلد في هذه المرحلة الراهنة الذي يشهد حرباً مدمرة، وحالة شتات يعيشها اليمنيون على مدى ثمان سنوات ماضية أصبح المواطن يعاني الجوع والفقر وقلة الحيلة، المطلوب من المؤتمر أن يحول المناسبة من احتفائه إلى مناسبة لرص الصفوف وتوحيد الجهود ووضع نصب عينيه خلاص اليمن والنهوض به وإخراجه من حالة الحرب إلى السلام المنشود من خلال استعادة الدولة والأخد من خطاب نجل الشهيد أحمد علي عبد الله صالح الخطوط العريضة في تجاوز الخلافات داخل البيت المؤتمري ودخول اليمن في حوار يخرجها مما هي عليه اليوم. وعلينا ألا ننسى كلمات الشهيد الرئيس القائد مؤسس المؤتمر وهو يردد في خطاباته أمام جماهير شعبنا.
أن المشهد المؤتمري الراهن يعيش في وضع استعدادات لخوض مرحلة جديدة. الجميع يريد فيها عودة المؤتمر الشعبي العام قوياً متراصاً، لكونه الأقدر بالتعاون مع الشخصيات الوطنية على نقل اليمن إلى وضع مغاير لما هو حاصل، فلابد من الاصطفاف الكبير للمؤتمريين في مواجهة التحدي الراهن الذي يستهدف الوطن ويستهدف تنظيمهم، بل ويسعى إلى اجتثاث كوادرهم ومحو إنجازات المؤتمر، وكان هذا الاصطفاف وسيظل عنواناً عظيماً لانتصار المؤتمريين على كل ما أحيط بوطنهم وتنظيمهم من مؤامرات.
- المقالات
- حوارات