حقيقة يجب أن يدركها الجميع، أن المؤتمر الشعبي العام كان أول من دق ناقوس الخطر بخصوص المؤامرة الإيرانية التي تستهدف تغيير المناهج التعليمية، ونشر ثقافة الفكر الطائفي في المجتمع اليمني.
كما أدرك المؤتمر الشعبي، الذي يمثل أحد أهم القوى السياسية، في وقت مبكر، خطورة الحملات التي تهدف إلى تشويه الهوية الوطنية والثقافية للشعب اليمني من خلال غسل الأدمغة بدورات ثقافية تقيمها المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها.
وخلال العشر السنوات من الحرب تم تغيير المناهج التعليمية بشكل جذري لتمجيد زعماء المليشيات وترويج الفكر الخميني بكل ما يحمل من خرافات وانحراف عن الدين الاسلامي الحنيف .
وفي تلك المناهج التي تم تغييرها وفقًا للفكر الطائفي الحوثي، وبدلاً من تعزيز القيم الوطنية والإسلامية الوسطية المعتدلة، تم التركيز على نشر الفكر المتطرف والعنف والكراهية ضد الآخر، وتقسيم المجتمع إلى طبقات وسلالات طائفية تعتبر نفسها "سادة" وبقية القوم عبيد للمشروع التدميري الحوثي.
ولم تكن هذه التغييرات الجذرية في المناهج التعليمية تهدف فقط إلى تشويه الهوية اليمنية، بل كانت تمثل جزءاً من مخطط إيراني أوسع يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتصدير الصراعات الطائفية إلى خارج الحدود.
وبهذه الطريقة، تحوّلت المدارس والجامعات في اليمن إلى مصانع لإنتاج العنف والتطرف، بدلاً من أن تكون مراكزًا لنشر العلم والمعرفة.
ولهذا، فإن الحروب الإيرانية ضد الثقافة والمجتمع اليمني المتسامح والمتعايش بين مختلف الطوائف والأديان تمثِّل تهديداً حقيقياً على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وهو ما حذر منه المؤتمر الشعبي العام، و دعا إلى رصّ الصفوف لمواجهة المد الفارسي الذي يستهدف الأمة متخذًا من اليمن منصة لإطلاق سمومه على دول الشرق الأوسط.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الحل لهذه المشكلة؟!
ببساطة نقول، أن الخروج من تلك الإشكالية يتمثل في توحيد صفوف كافة القوى السياسية والاجتماعية ضد المشروع الإيراني الذي يتخذ من الحوثي مطية لزعزعة الأمن والاستقرار، ليس في اليمن فحسب، بل والمنطقة كافة، وهذا لن يتحقق إذا ما ظلت الخصومة السياسية الغير مبررة "سيدة الموقف"، والتي قوَّت من تلك العصابة، وجعلتها أمرًا واقعًا، وحوَّلت اليمن إلى مرتعٍ للحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
لذا يجب على الشعب اليمني أن يكون واعياً لهذه المخاطر، وأن يقف صفاً واحداً ضد الفكر الطائفي الإيراني، وأن يحافظ على وحدته الوطنية وتعايشه السلمي بين مكوناته.
مما لا شك فيه، أن اليمن بحاجة إلى تعليم يرتكز على القيم الوطنية والإسلامية المعتدلة، ويعزز التسامح والتعايش بين الناس من مختلف الخلفيات، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشرق ومزدهر لليمن وشعبه. واذا كان المؤتمر الشعبي العام اليوم يحتفي بالذكرى 42 من تأسيسه، على الجميع الابتعاد عن الضغائن والمكائدات، وأن يضعوا المصلحة الوطنية فوق المصالح الشخصية الضيقة ، وتتحد أيديهم لاستعادة الصف الجمهوري لمواجهة الإماميين الجدد..
كما يتوجب على اليمنيين أن يتخذوا من دعوة السفير أحمد علي عبدالله صالح للسلام وطي الماضي الأليم، خارطة طريق لمرحلة جديدة عنوانها استعادة الدولة ومؤسساتها من الملشنة الإيرانية قبل فوات الأوان.
كتب/ نزار الخالد
- المقالات
- حوارات