صعدت جماعة الحوثي المسلحة هجماتها البحرية، والعابرة للحدود باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عقب اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان.
ومع تزايد جرأة الحوثيين واستمرارهم في شن الهجمات على إسرائيل، يقول المحللون إن تل أبيب قد تكون مستعدة لاستهداف قيادة الجماعة، خاصة بعد عملية اغتيال حسن نصر الله. فيما يشير محللون آخرون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون توسع استراتيجيتها لمواجهة الحوثيين باستهداف قيادتهم.
وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال الجيش الأميركي إنه هاجم منشآت عسكرية للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وضربت 15 هدفاً للحوثيين. حسب مصادر يمن مونيتور فقد استهدفت أربع محافظات “صنعاء، الحديدة، ذمار، البيضاء” وهو توسيع للهجمات الأمريكية.
لن يتراجع الحوثيون
وتأتي هذه الضربات بعد خمسة أيام من تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية عسكرية بعيدة المدى ضد أهداف حوثية في ميناءي رأس عيسى والحديدة. دمرّت الغارات محطتي كهرباء، وخزانات الوقود في الميناءين. وهي الهجمات الثانية منذ يوليو/تموز الماضي.
تقول الولايات المتحدة إن هجماتها ضد الحوثيين تأتي لوقف هجمات البحر الأحمر. ووفقا لفوزي الجويدي، وهو زميل في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين في أي وقت قريب، وقد يستهدفون أيضا السفن في المحيط الهندي.
وأشار الجويدي إلى أنهم قد يسعون أيضا إلى “الشراكة مع ميليشيات أخرى لبناء تحالف يهدد الأمن في المنطقة”.
فهناك أيضا مجموعات ميليشيا قوية مدعومة من إيران في العراق، والتي لا تزال سالمة إلى حد كبير، وأعلن الحوثيون عن شراكة معها لشن هجمات على الاحتلال الإسرائيلي.
فشل الاستراتيجية الأمريكية
في يوليو/ تموز الماضي أصدر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن ادعى فيها أن السياسات الحالية “فشلت” في إحداث التأثير المطلوب على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ودعا كوريلا إلى اتباع نهج “حكومي شامل” تجاه الحوثيين، والذي سيشمل ضغوطا اقتصادية ودبلوماسية بالإضافة إلى ضغط عسكري أقوى لثني الجماعة الحوثية عن حملتها ضد سفن الشحن في المنطقة. طلب كوريلا من إدارة بايدن استهداف قادة الحوثيين.
وبالفعل سلمت القيادة المركزية الأمريكية أسماء قادة الحوثيين المسؤولين عن استمرار العمليات في البحر الأحمر، لكن إدارة بايدن كانت ترى في ذلك الوقت أن اغتيال قادة الحوثيين يوسع الحرب في قطاع غزة إلى حرب إقليمية، وهو ما أثار انقساماً في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إذ لم يقتل أي من الجنود الأمريكيين المنتشرين في البحر الأحمر ضد الحوثيين.
بعد اغتيال حسن نصر الله والرد الإيراني بقصف إسرائيل التي تستعد لتنفيذ ضربات انتقامية، فإن اغتيال قادة الحوثيين سيجعل من الذهاب إلى حرب إقليمية -من وجهة نظر القادة الأمريكيين- مسار لا يمكن العدول عنه.
الضربات الإسرائيلية في الحديدة تشير إلى رؤية حكومة نتنياهو أن إدارة بايدن فشلت في مهمتها ضد الحوثيين، وأنها ستعتمد على نفسها في مواجهة الحوثيين. وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى تبني سياسات تل أبيب كما يحدث منذ 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، من الممانعة إلى الانخراط في الخطط الإسرائيلية.
اغتيالات إسرائيلية
ويقول المحلل السياسي اليمني أحمد هزاع إن الحوثيين أصبحوا الآن “تحت المجهر الإسرائيلي”.
وقال هزاع في تصريحات صحفية: “إذا كانت إسرائيل قادرة على تحديد مكان نصر الله رغم احتياطاته الأمنية والعسكرية، فماذا عن زعيم الحوثيين؟ أعتقد أن إسرائيل قادرة على ضرب زعيم حركة الحوثي وبقية مساعديه في أي وقت”.
وأضاف هزاع أن الحوثيين وحزب الله تبادلا الخبرات العسكرية والسياسية الكبيرة في السنوات الأخيرة، حيث كان مقتل نصر الله واستهداف إسرائيل لهيكل القيادة العليا لحزب الله مؤثرا بلا شك على الجماعة اليمنية.
وقال المحلل السياسي اليمني خليل العمري إن “الانهيار السريع لحزب الله أثار الذعر لدى جماعة الحوثي التي قد يكون سقوطها أسرع من سقوط حزب الله” .
نشرت مجلة “الحرب الطويلة” -التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي جماعة ضغط تمولها إسرائيل وتتبنى سرديتها- هيكلية القيادة لجماعة الحوثيين، وأبرزت 25 قيادي في الجماعة المسلحة -جرافيك يمن مونيتور
25 من قادة الحوثيين
يوم الأحد، نشرت مجلة “الحرب الطويلة” -التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي جماعة ضغط تمولها إسرائيل وتتبنى سرديتها- هيكلية القيادة لجماعة الحوثيين، وأبرزت 25 قيادي في الجماعة المسلحة بينهم زعيم الجماعة واثنين من اشقائه، وعمه، ونجل مؤسس الجماعة، ومتحدثيها الرسميين، وقادة القوات البحرية والجوية في قوة الجماعة والذين برزوا بشكل كبير في هجمات البحر الأحمر.
عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة.
عبد الخالق بدر الدين الحوثي (أبو يونس)، شقيق زعيم الحوثيين قائد الحرس الجمهوري (الاحتياطي الرئاسي)، وقائد القوات الخاصة، وقائد المنطقة الوسطى، والقائد الفعلي لقوات الصواريخ الاستراتيجية.
محمد علي الحوثي (أبو أحمد): عضو المجلس السياسي الأعلى، ورئيس اللجنة الثورية العليا، ويشرف على المشرفين في جميع المحافظات.
عبد الكريم أمير الدين حسين الحوثي (عم زعيم الجماعة): وزير الداخلية، مدير المكتب التنفيذي لجماعة الحوثي.
علي حسين بدر الدين الحوثي، نجل المؤسس حسين الحوثي، نائب وزير الداخلية، والقائد الفعلي لقوات النجدة والأمن المركزي.
مهدي المشاط:رئيس المجلس السياسي الأعلى (مؤسسة موازية لرئاسة البلاد)، والسكرتير الخاص لزعيم الحوثيين.
أحمد محمد يحيى حامد (أبو محفوظ) : مدير مكتب الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، رئيس هيئة الإعلام للجماعة.
سفر الصوفي (أبو يوسف): مدير مكتب زعيم الحوثيين.
عبد الحكيم هاشم الخيواني (أبو الكرار): رئيس جهاز الأمن والمخابرات.
عبد السلام صلاح (محمد عبد السلام): رئيس شبكة المسيرة، الناطق الرسمي، رئيس الوفد المفاوض، وقطب النفط.
الشيخ ضيف الله رسام: رئيس مجلس التماسك القبلي.
يوسف إحسان إسماعيل المدني:قائد المنطقة العسكرية الخامسة “البحر الأحمر”.
محمد أحمد أحمد مفتاح: النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، عالم وفقيه، ورئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى.
إحسان الحمرانرئيس جهاز الأمن الوقائي الجهادي المركزي.
محمد عبد الكريم الغماري:رئيس الأركان العامة، في حكومة الحوثيين.
مطلق أمير المراني:نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات.
محمد ناصر العاطفي:وزير الدفاع في حكومة الحوثيين.
عبدالله عايدة الرزامي: أحد مؤسسي الحوثيين، وقائد عسكري، وشيخ قبلي.
يحيى الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين):أقيل مؤخرا وزير التربية والتعليم.
يحيى سريع: جنرال ومتحدث عسكري للحوثيين.
صالح مسفر الشاعر: الوضع الحالي داخل منظمة الحوثيين غير معروف. قد يستمر في شغل دور قائد منظمة الدعم اللوجستي العسكري التي يسيطر عليها الحوثيون.
منصور السعدي: رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي.
محمد فضل عبد النبي: قائد القوات البحرية الحوثية.
محمد علي القادري:قائد قوات الدفاع الساحلي ومدير الكلية البحرية للحوثيين.
محمد أحمد الطالبي: مدير مشتريات الأسلحة.
مخاوف المدنيين في اليمن
ومع سعي الحوثيين بشكل متزايد إلى لعب دور إقليمي أكبر، تتزايد المخاوف بين المدنيين اليمنيين، وخاصة بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية المحتملة في المستقبل على المرافق العامة مثل الموانئ ومحطات الطاقة. بعد ما شهدوا وحشيتها وتعمدها في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان خلال العام الماضي.
ويقول ياسر مالك (28 عاماً)، الذي يسكن في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن إسرائيل مجرمة، وقاتله، ولا يمكن ردعها عن شن هجمات في اليمن واسعة بمبرر استهداف قادة الحوثيين لكن الهدف هو تدمير اليمن وإشعال الحرائق فيه.
وأضاف: مرتان ضرب الإسرائيليين في اليمن استهدفوا منشآت النفط والكهرباء والموانئ، فهدفهم الرئيسي هو تجويعنا، وهي جريمة حرب واضحة لكن بقية الدول كانت تصفق على الهجمات وكأن حياتنا لا شيء.
ويتفق “مالك” مع الكثيرين في صنعاء أن الغزو الإسرائيلي لـلبنان سيزيد هجمات الحوثيين على الاحتلال الإسرائيلي وفي البحر الأحمر، وسيعقبه رد إسرائيلي. “وسندفع نحن المدنيين الثمن بمعاناة جديدة وكأن سنوات الحرب السابقة لم تكن كافية”.
- المقالات
- حوارات