
أدان المحافظ السابق لمحافظة تعز حمود خالد الصوفي السبت اغتيال الأستاذة أفتّهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمدينة، واصفا الجريمة بـ"الكابوس الوطني" الذي يُجسّد خيانة لتاريخ تعز الصامد ويطالب بمحاسبة فورية.
وقُتلت المشهري، التي برزت كشخصية محورية في جهود إعادة إحياء الخدمات البلدية، في هجوم لم تستطع السلطات حتى الآن القبض على مرتكبيه.
وأثارت عملية اغتيالها سخطا شعبيا متزايدا في تعز ، المدينة التي طالما احترقت بصراع بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية، حيث تتفاقم الإصابات المدنية والعنف الموجّه ضد المسؤولين والمواطنين.
وعلى صفحته في موقع فيسبوك وصف الصوفي الاغتيال بأنه فعل غريب عن الهوية الثقافية لتعز، كاتبا: "الحياة حلم قصير نصحو منه بصفعة الموت... لكن أن نستيقظ على رصاصة تغتال زهرة مثل أفتّهان، فذلك كابوس لا يليق بتعز ولا بتاريخها ولا بروح هذا الوطن".
وانتقد سنوات التساهل مع الفوضى تحت دعوى المصالح السياسية، مؤكدا أن الأولويات المغلوطة والدعوات الوهمية للـ"وحدة الصف" سمحت للافتقار إلى الأمن بالانتشار بلا رادع.
"زلزال اغتيال أفتّهان مزّق صمتنا"، هكذا قال الصوفي، داعيا السلطات والأحزاب والمجتمع المدني إلى التصدي الجماعي للإفلات من العقاب.
واعتبر وفاتها منعطفا حاسما يفرض استبدال التهاون بالعدالة: "دمها ليس مجرد دم، بل نداء ليكون هذا آخر عهد بالخذلان، وأول عهد بقانونٍ يحمي الأبرياء".
واستحضر الصوفي مقولة مانديلا الشهيرة بأن السلام ليس غياب العنف بل وجود العدالة، مطالبا بإجراءات قانونية صارمة ضد الجناة والالتزام مجددا بحماية المدنيين. "تعز مدينة تحب الحياة"، كتب، "والسلام فيها ليس ضعفا، بل هو القوة التي تحفظ إنسانها".
ورغم عدم تحديد الصوفي، الذي تولى منصب المحافظ في مرحلة مضطربة من الصراع، للجهة المشتبه بها في منشوره، ربما لانهم ينتمون الى مسقط راسه شرعب السلام، إلا أنه طالب بالشفافية: "حان الوقت لنكشف الوجوه القبيحة للقتلة، ونبني مستقبلا لا تُضحى فيه الأرواح رهنا لللامبالاة".
وفي سياق متصل كشفت الشهيدة افتهان المشهري في فيديو متداول انها تلقت تهديدات بسبب إدارتها مشاريع النظافة.
وتمكنت المشهري رغم فترتها القصيرة في إدارة صندوق التحسين من تقليم اظافر الفساد الذي عشعش على الصندوق وأصبح مرتعا للفاسدين ومصاصو الخزينة العامة قبل توليها المنصب بحسب تقارير محلية. وحظي عملها، الذي أشاد السكان بمساهمته في حل أزمات إدارة المخلفات المزمنة، بتقديرٍ يعكس المخاطر التي يواجهها الموظفون العاملون في الصندوق وسط الفوضى كما شهد لها ابناء المحافظة بالمثابرة والنجاح والنزاهة بصورة نادرة في زمن أصبح الفساد لاصيقا بمدراء العموم.
ويضاف هذا الاغتيال إلى سلسلة جرائم تستهدف المواطنين في تعز، التي كانت يوما عاصمة الثقافة اليمنية، وأصبحت اليوم رمزا لآثار الحرب المدمرة على الحياة اليومية ومحافظة متخمة بالفساد وانتشار السلاح والانفلات الأمني وغياب المحاسبة وبروز المحسوبية، وتنامي الشللية والعصابات المنظمة والتي تتخذ من شعار الدولة دثارا لها.
وفيما تستمر موجات الغضب والغليان الشعبي وتدفق المسيرات المنددة بالجريمة، نصب عمال النظافة خيامهم امام مقر المحافظة استنكارا للعملية الغادرة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين والقبض على القتلة.

- المقالات
- حوارات