الرئيسية - محافظات وأقاليم - تعز.. تطورات جديدة في قضية إغتيال افتهان المشهري. وعودة مفاجئة للمحافظ
تعز.. تطورات جديدة في قضية إغتيال افتهان المشهري. وعودة مفاجئة للمحافظ
الساعة 10:03 مساءاً (الميثاق نيوز - خاص- تعز)

في ليلة تاهت فيها أضواء تعز بين غيوم الحزن والريبة، وصل المحافظ نبيل شمسان إلى المدينة المحاصرة مساء الثلاثاء، مُنهيا غيابا طويلا عن المحافظة منذ ما قبل جريمة اغتيال أفتّهان المشهري مديرية مكتب النظافة والتحسين التي هزّت أركان السلطة المحلية وولدت غضبا شعبيا داخل المحافظة وخارجها.

رافق وصوله أي المحافظ، عشرات الأطقم العسكرية التي اخترقت شوارع المدينة المُنهكة، حاملة وعودا مُعلَّقة بين التفاؤل والشكوك. لم تكن هذه العودة اعتباطية، بل محاولة مُتوقعة لامتصاص الغضب الشعبي الذي بلغ ذروته في المسيرة الحاشدة التي اجتاحت تعز الأحد، مطالبة برحيله ومحاسبة القتلة. لكن سؤالا واحدا طغى على أحاديث الشارع في تعز: هل جاء المحافظ لاستعادة الثقة، أم لاستعراض قوة وهمية في مدينة تُقسّمها النفوذات المسلحة؟

حملة أمنية بين الإنجاز والانقسام
وفي سياق ذو صلة أصدرت قيادة محور تعز وإدارة شرطة المحافظة بيانا مشتركا مساء الإثنين، أعلنتا فيه عن "نجاحات أولية" في الحملة الأمنية المشتركة التي استهدفت كشف غموض جريمة اغتيال أفتّهان.
 ووفق البيان، تم القبض على أربعة من المتهمين الرئيسيين، بينهم سائق الدراجة النارية الذي استخدمه الجناة في الهروب، بينما تُواصل الحملة الامنية عمليات التفتيش في المربع الشمالي الشرقي للمدينة، حيث يُرجّح تواجد منفذَي الجريمة.

ووصف البيان الجهود الأمنية بأنها "منسجمة وحازمة"، نافيا وجود أي خلافات بين الوحدات العسكرية والأمنية، مؤكدا أن "الشائعات عن تعطيل الحملة تُعد محاولات يائسة لتشتيت الجهود".

لكن الواقع على الأرض كان أقسى من الكلمات الرسمية. ففي اليوم ذاته، كشف أسامة الشرعبي، مدير التوجيه المعنوي في شرطة تعز، عن تدخل مباشر عرقل عمليات المداهمة في حي الروضة، حيث رُصد تواجد أحد منفذي الجريمة. 
واتهم الشرعبي محمد سعيد المخلافي، شقيق الشيخ حمود المخلافي وقياديا في اللواء 170، بمنع الحملة الأمنية من دخول منزل مشتبه به، مؤكدا: "نحمل قيادة المحور والشيخ حمود المسؤولية الكاملة عن عدم الوفاء بالتزاماتهم". 
هذه الاتهامات المتبادلة، التي تناقض صورة "الانسجام الكامل" التي رسمها البيان الرسمي، كشفت عن صراع خفي داخل المحافظة  حيث تتنافس الفصائل المسلحة على النفوذ، بينما تبقى دماء المدنيين رهينة للحسابات السياسية الحزبية الضيقة.

الشارع يرفض الوعود الواهية
يبدو ان البيان الأمني محاولة لاسترضاء المعتصمين الذين ما زالوا يتوافدون الى الخيام أمام مبنى المحافظة، مطالبين بالقبض على الجناة وداعميهم والمتسترين عليهم في احياء الروضة وكلابة شمال المدينة.، 

الشكوك التي تملّك الشارع في تز ليست بلا سبب. ففي مدينة تُحاصرها المليشيات الحوثية من الشمال والشرق منذ 2015، وتتنازع الفصائل الموالية للحكومة السيطرة على الأحياء الجنوبية، أصبحت الأجهزة الأمنية ساحة لصراعات مُعلنة وغير معلنة.

وترى مصادر محلية أن تعطيل الحملة الأمنية في حي الروضة يُجسّد "العلاقة التواطؤية" بين بعض القيادات العسكرية والجناة، خاصة مع تواتر أنباء عن تهديدات تلقاها موظفو النظافة بسبب جهودهم في إعادة إحياء الخدمات العامة.

المدينة المُحاصرة: بين الأمل واليأس
رغم الغضب السائد، حاولت السلطات تصوير عودة المحافظ شمسان كـ"نقطة تحول"، لكن الرسائل المُتناقضة زادت من حدة التوتر.

ففي الوقت الذي تُعلن فيه إدارة المحافظة عن "تعاون غير مسبوق" مع الحملة الأمنية، تُشير مصادر ميدانية إلى أن قوات اللواء 170، التي ينتمى جميع افرادها الى قرية الرحبة مخلاف مسقط راس القيادي الإخواني حمود المخلافي، عزّزت انتشارها في احياء كلابة والروضة والتوحيد، في خطوة تُفسّر كـ"تحصين للمواقع" استعدادا لأي مواجهة.

ورغم دعوات الشرطة للمواطنين إلى "التعاون مع الحملة"، يرى الكثيرون أن هذه الدعوات فاقدة للمصداقية في ظل غياب الثقة بين السكان والأجهزة الأمنية خصوصا ان الحديث لايام حصر تواجد المتهمين في المربع الشمالي للمدينة بينما المعلومات الامنية الصادرة اليوم الاثنين تقول بان عملية القبض على اربعة متهمين كانت في مديرية مشرعة وحدنان  البعيدة بعشرات الكيلو مترات من موقع الجريمة

الدماء أمانة.. والوقت ينفد
في ظل هذا الالتباس، تظل جريمة أفتّهان مشعلا يُذكّر الجميع بأن تعز ليست مجرد ميدان للصراعات، بل مدينة تُناضل من أجل البقاء. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص