تمضي دول الخليج بثبات في السنوات الثلاث المقبلة نحو تبني تكنولوجيا السيارات الذاتية القيادة وخدمة الجيل الخامس 5G، ولكنها ستشهد أيضاً زيادة هائلة في الجرائم الإلكترونية.
هذا ما جاء في تقرير مؤسسة ديلويت Deloitte، إحدى أكبر شركات الخدمات المهنية حول العالم، حول توقعات المستقبل التكنولوجي لمنطقة الشرق الأوسط، في مجالات الأجهزة الذكية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهوية الرقمية، وقد خصص التقرير أقساماً عدة لدول مجلس التعاون الخليجي.
مستقبل الاتصالات بين الترفيه والـ5G
وفيما أوضحت الشركة أنها تتوقع بداية انطلاق شبكة الجيل الخامس 5G بشكلها الأولي في مناطق محددة من دول الخليج عام 2019، فإن طرحها بمعدل تجاري واسع لن يكون قبل العام 2020.
وأكد التقرير استمرار الإقبال على خدمات الترفيه عبر الإنترنت مثل بث الفيديو، والتليفزيونات الذكية ومكبرات الصوت اللاسلكية، والأجهزة الصحية المتصلة بشبكة الإنترنت، وتوقع زيادتها بين 10 و20% في دول الخليج في 2017.
وستصل سرعة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي إلى 30 ميجا بايت/الثانية، في نهاية 2017، و50 ميجا بايت/الثانية في 2018.
تمهيد الطريق لاستخدام السيارات الذاتية القيادة
بحسب التقرير، ستشهد "السيارات الذاتية القيادة" زيادة مطردة خلال السنوات الثلاث المقبلة، غير أن الانطلاقة الأولى لن تتضمن سيارات ذاتية القيادة بشكل كامل، ولكن ستكون متصلة ببرامج وتطبيقات "مساعدة" تقدم معلومات مهمة حول الطرق.
وعقب انطلاق خدمة 5G المنتظرة في 2021، تتوقع ديلويت أن تنمو سياسة تبني تكنولوجيا السيارات بدون سائق، بشكل كبير، إلى أن تتحول المنطقة كلها لاستخدام
السيارات الذاتية القيادة بعد 20 عاماً.
وستمكّن خدمة 5G تكنولوجيا السيارات الذاتية القيادة، من خلال خفض التكاليف واستهلاك البطارية وكذلك وقت الاستجابة لجميع تطبيقات القيادة الذاتية.
تطور بطيء للأجهزة الذكية
في المقابل، كشف التقرير أن استهلاك الأجهزة الذكية مثل أجهزة قياس الحرارة والإضاءة وبعض الأجهزة المنزلية الذكية، "محدود" حالياً، وتوقع زيادة لكن "طفيفة" في هذا القطاع نتيجة قلة المنتجات الجديدة المعروضة، إضافة إلى تطبيق السلطات المحلية سياسات كفاءة الطاقة للتقليل من استخدامها.
مخاطر إلكترونية
وحذرت ديلويت من أن الشرق الأوسط سيشهد زيادة كبيرة في حدة وسرعة الهجمات الإلكترونية على جميع الأصعدة، مع توقعات بتعرض المؤسسات العلمية والعملية للبرمجيات الخبيثة والهجمات الإلكترونية التي تستهدف الاستيلاء على الأموال تحديداً، وذلك بمعدل مرتين ضعف المتوسط العالمي.
وأضاف التقرير أن المنطقة ستتكبد 130 مليون دولار تكاليف إضافية لمكافحة الجرائم الإلكترونية في 2017.
الهوية الرقمية
وأخيراً، تنبأ التقرير، الذي اعتمد على آراء ومقابلات مع خبراء ومحللين اقتصاديين في المنطقة، باستخدام أوسع لنظام بلوكشين Blockchain في القطاع العام خلال العامين المقبلين، وهو عبارة عن نظام لإدارة البيانات يمكن استخدامه لصرف مبالغ الرعاية الاجتماعية. وهذا ما قد يوفر على دول الخليج نحو 3.5 مليون دولار من الأموال المهدورة.
- المقالات
- حوارات