منذ أن وصل الحوثيون الى صنعاء واسقطوا مؤسسات وهيئات الدولة ظلت الأمم المتحدة تغض الطرف عنهم بل لقد دعمتهم من خلال مكاتبها وهيئاتها وممثليها رغم أنها تعترف بالشرعية ولكن اعترافها فقط من خلال البرتوكول الأممي الذي يتعاطى مع الديمقراطيات ويدين الانقلابات ولكن في الحالة اليمنية يحصل العكس فظاهر الأمم المتحدة هو دعم الشرعية وباطنها الوقوف مع الإنقلابيين لقد كانت الأمم المتحدة عامل من عوامل بقاء الحوثيين في الخارطة السياسية لليمن بحجة أن الأمم المتحدة تتعاطى مع الأقليات وهي ترى أن الحوثيين أقلية مضطهدة لكتها لاترى أن هذه الأقلية تسيطر وتهيمن على الأكثرية بحكم انها جماعة مسلحة خرجت من جحورها في مران بدعم أمريكي وأممي مهد لهذه الجماعة الكهنوتية الوصول إلى إسقاط النظام والسيطرة على مؤسسات الدولة ونهب السلاح السيادي للجيش اليمني والإنقلاب التام الذي قوضوا من خلاله اساسات ودعامات الجمهورية وأعادوا الى البلاد النظام البائد للكهنوت السلالي الإمامي البغيض الذي إقتلعته ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة تماهت الأمم المتحدة مع المشروع الحوثي الصفوي من خلال إتفاقيات مبطنة مع نظام الملالي في طهران والذي تجلى بعد 21 سبتمبر 2014 وكان واضحاً أن الأمم المتحدة تدعم هذه الجماعة المارقة حينما ارسلت مبعوثا دوليا كان ينفذ للحوثيين العديد من القرارات التي كانت تفرض على الرئاسة آنذاك ومن ضمن ما أنجز لهم المبعوث الأممي جمال بن عمر مشروع السلم والشراكة والذي وضع الحوثيين شركاء في القرار السياسي واصبحوا بعد ذلك هم الجناح الأقوى والذي يحضى بدعم أممي من تحت الطاولة لكن في الظاهر فالمبعوث الدولي كان يوهم الجميع أنه مع السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس هادي وكانت رعاية بن عمر لهذه الجماعة واضحة فلقد أسهم في إدخالهم الى الشراكة وسمح لهم بالإشراف على تشكيل الحكومة الجديدة التي كان الحوثيون جزءا أساسيا فيها بل لقد إنتقوا رئيسها بعناية فكان خالد بحاح الرجل الذي قبلت به الجماعة والرئيس السابق عفاش لما عرف عن الرجل من ميول عفاشية وحوثية إتفق الطرفان عليه وظلت الأمم المتحدة ترعى هذه الجماعة حتى إنقضت على ماتبقى من الدولة واسقطت الوية الحماية الرئاسية وحاصروا رئيس الجمهورية والأمم المتحدة ترى وترعى ذلك وكان الإعلان الدستوري الذي إستبدلوا الدستور به والذي كان بالنسبة لهم قانونا يشرع لهم السيطرة والتنفذ على البلاد وبعد ذلك توالت الأحداث بعد خروج الرئيس هادي من صنعاء الى عدن واجتياح الحوثيين لعدن والجنوب وأيضا كان ذلك بغض طرف أممي وتماهيا واضحا من قبل المؤسسة الدولية لهذه الجماعة الكهنوتية وكأنها تمهد لها الأرضية للسيطرة التامة على جميع أجزاء اليمن شمالا وجنوبا حتى إنطلقت عاصفة الحزم التي قوضت مشروعهم واربكت مشهدهم وضربت السيناريو الخاص بهم وذلك أنه لم يدر في خلدهم أن المملكة العربية السعودية قد تتدخل عسكريا وعندما أقلعت اول غارة جوية على جحافلهم كانت أشبه بكابوس مرعب شل حركتهم ولكن الأمم المتحدة سعت منذ الوهلة الاولى لعاصفة الحزم أن تضع خطة سلام لإخراج الحوثيين من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه فكانت بعد ذلك مفاوضات جنيف والتي كان الحوثيون فيها يفشلون كل مساعي السلام ويختلقون الأعذار وظهرت عناصر شيعية لبنانية وإيرانية من عناصر الإستخبارات تلقنهم بما يفاوضون وفشل جنيف واحد وكان بعد ذلك مفاوضات بييل وأيضا فشلت مفاوضات بييل وكان بعدها الكويت 1_ 2 وايضا كان صلف الجماعة الحوثية واضحا" وفشلت مفاوضات الكويت و كان ضعف الأمم المتحدة في الحزم والضغط عليهم أكثر وضوحا وظل المبعوث الدولي يسوق للحوثيين حتى أن أمريكا تجاوزته بما سمي في حينه خطة جون كيري للسلام التي كان يريد من خلالها إسقاط صلاحيات الرئيس هادي وتعيين نائب يتولى إدارة البلاد وتشكيل حكومة انتقالية جديدة وفشلت خطة كيري بفشل هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية وفوز ترامب الأمم المتحدة ظلت تسوق للحوثيين من أجل تثبيت وجودهم كجناح سياسي وعسكري على غرار مليشيات حسن نصر اللات في الجنوب اللبناني المتثلة بحزب الله وهاهم اليوم الحوثيين يرفضون الوصول إلى جنيف في 5 سبتمبر 2018 للمشاركة في المشاورات مع وفد الحكومة وأفشلوا مفاوضات جنيف ولم نرى من المبعوث الأممي خطاب إدانة ولم يتهم الحوثيين بأنهم المعطلين بل ظل يلتمس لهم الأعذار ووعد أنه سوف يذهب الى صنعاء والرياض0 لإعادة إحياء المفاوضات هذه الأمم المتحدة وهؤلاء هم مبعوثيها جمال بن عمر وولد الشيخ. اليوم مارتن جريفيت وانا حقيقة من وجهة نظري أن الشرعية والتحالف اذا لم يحسموا الأمر عسكريا فإن ذلك التاخير إنما يعطي الحوثيين فرصة لتنشئت جيل يحمل افكار حوزات قم ومشهد وبعد ذلك سيصعب إقتلاعهم وخصوصا أن المبعوث الأممي الجديد كان يجتمع مع بعض العناصر من السياسيين في مشاوراته التمهيدية وكان يخاطبهم على إنفراد إنه يريد طي صفحة هادي ووعد أنه سيسعى لتحقيق ذلك إذا" هي خطة جون كيري تعود مع إبن الصهباء جريفيت وعلى الشرعية أن ترفع مذكرة أنه شخص غير مرغوب فيه ويتم إستبداله مهما كلف الأمر وإلا فإنه سيكون كارثة على اليمن واليمنيين وسيؤسس أرضية للإنقلابيين ينطلقون من خلالها ويضعهم ككيان سياسي يهيمن على كافة المكونات السياسية ولذلك أما الحسم العسكري واستعادة الدولة وإلا فأن الأمور ستنحى منحى على غير هدى المرجعيات الثلاث وهذا يصب في قالب تثبيت عصابة الإرهاب الحوثية وطمس الشرعية وعلى الشرعية والتحالف أن يعوا ذلك اللهم إني بلغت اللهم فاشهد