رحل العمراني أخر "الكبار" وأخر ذكريات الزمن الجميل..
العمراني الإنسان اليمني الذي لم يكن إلا لليمن، حارت اليمن في هذا الرجل لعقود فكل محافظة ومديرية تظنه منها.
قليلة هي الأشياء التي ظلت واحدة متماسكة بدواخلنا، كان العمراني ابرزها فلا فلحت حرب ولا انقسام في المساس بمحبة الناس له او اختلافهم حوله.
ولايكبر الإنسان إلا بأهله ووطنه والعمراني اختار ان يكون لكل اليمن فكانت اليمن كلها معه.
كانت اليمن حزبه وكيانه الكبير وكان اليمنيون بكل اختلافهم وعائه الجامع.
لم يكن العمراني لازيديا ولاشافعيا كان شيخ ديني نثر المحبة والسلام والإخاء لعقود في كل منزل .
أحبته اليمن قاطبة وزار الحزن كل منزل في يوم وداعه.
قليلون هم من على شاكلة هذا الرجل ولا يتكررون ابدآ.
سأل اليمنيون "العمراني" لعقود طويلة عن كل شيء ولكنه لم يسألهم قط عن هوياتهم وانتمائهم وإختلافاتهم كان النابذ لكل إختلاف الكبير على صغيرة الواسع طيفا لكل تيارات عابرة الثابت امام كل المتحولات الوجه الذي آلفته كل الناس ..
العمراني رابع وخامس وعاشر فرد في كل بيت يمني لعقود طويلة وهو يرد عليهم مفتيا بالصدق والعدل والوسطية.
العمراني السراج الذي أضاء بيوت اليمن والطريق الذي سار عليه أهلنا آمنين مطمئنين.
انطفأ السراج وتوقفت الخطى فلا طريق ولا نور..
من لليمنيين بعد "العمراني" ؟ ،صوتهم الجامع ورجل دينهم الواحد وقبلة فتواهم الوحيدة..
رحم الله الشيخ محمد اسماعيل العمراني وحفظ الله اليمن وشعبها..
- المقالات
- حوارات