تصاعدت حالات الانفلات الأمني داخل المدينة مؤخر بالتوازي مع تصدر ملف فتح الطرقات الرئيسية لتعز الهدنة الاممية، يثير الكثير من الشكوك حول دوافع ذلك الانفلات الذي تستغله جماعة الانقلاب الحوثي لتحسين وجهها القبيح أمام الداخل والخارج من جانب، ولتخفيف الضغط المكثف عليها بضرورة فك الحصار الجائر علي المدينة من جانب اخر .
الانفلات المتصاعد داخل المدينة يضعف كل يوم موقف الحكومة وبحول دون قدرة وفدها المفاوض في عمان الضغط علي الأمم المتحدة من اجل فتح الطرقات الرئيسية بموجب بنود الهدنة الاممية ......
حالات الانفلات المتصاعدة تفشل بالطبع كل محاولات وحملات الناشطين الاعلاميين والحقوقيين الهادفة لكشف التداعيات الكارثية للحصار الجائر علي المدينة، باعتباره جريمة ضد الإنسانية وعقاب جماعي يستهدف تجويع والحاق الضرر بملايين المدنيين ...
وجه الانفلات المصاعد أيضا طعنة غادرة لتعز من الداخل وجعلها في الهامش بعد أن تصدر ملفها الإنساني مشهد المشاورات الاممية فترة الهدنة الاولي والثانية، ودفع المجتمع الدولي مؤخرا الي التغاضي عن جرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين والأعيان المدنية بالمدينة من قبل جماعة الحوثي، بل ويعزز موقفها التفاوضي في تصوير الوضع بالمدينة انه بيد جماعات إرهابية متطرفة ..
السلاح المنقلب الذي يحاصر المدينة من الخارج يستفيد كثيرا من عبث السلاح المنفلت داخل المدينة في ترتيب أوراقه سياسيا وعسكريا، وحتي إنسانيا بكل اسف، فلا اعتقد ان تسفر زيارة المنظمات الاممية الإنسانية لمدينة تعز الاثنين المنصرم عن نتائج إيجابية في تحسن الوضع الإنساني بالمدينة في ظل تنامي ظاهرة الانفلات الأمني.. وينتابني توجس رهيب ان يكون دافع الزيارة لمجرد المتاجرة بمعاناة المدنيين لكسب المزيد من الدعم ليس إلا، وبالتالي محاولة لشرعنة استمرار الحصار بالنظر لفحوي الإحاطة الخجولة للمبعوث الاممي لمجلس الامن امس الأول، والتي خيبت الآمال بالضغط الجدي علي جماعة الحوثي بعد رفضها تنفيذ مقترح المبعوث الخاص بفتح الطرق الرئيسية بمداخل المدينة...
الانفلات الأمني في مدينة تعز هو بكل اسف عبارة عن سلاح منفلت ترعاه بعض القيادات العسكرية التي يعول عليها استكمال عملية تحرير تعز. ...
تلك الحقيقة المرة التي صرحنا بها إعلاميا وتعرضنا لحملة تحريض ممنهجة للتخلص منا بتهمة الحوثنة والعفششة .....
وهي حقيقة كشفها العميد محمد المحمودي الذي عمل قائما باعمال مدير أمن تعز أثناء مقيل في عدن حضرته وخصص لاستقبال المحافظ عقب تعينه مباشرة..... قالها الحمودي بكل شجاعة للمحافظ بحضور قيادات عسكرية وأمنية "
اذا اردت معالي المحافظ ضبط الانقلات الأمني عليك بالضغط علي القادة العسكريين لضبط جنودهم" .... مستدلا" كنت احرك الحملات الأمنية واقبض علي جميع المفصعين وتتوالي بعدها وساطات وضغوطات القادة من اجل الافراح عنهم" ""
التوظيف السياسي الرخيص لحالة الانفلات الأمني تسئ للاحزاب والجيش علي حد سواء، فالاحزاب التي تتحايل علي هذه الحقيقة عبر تبرير حالة الانفلات بحجة عدم الإساءة لقادة الجيش، او تلك التي توظفها بغرض المناكفة الحزبية، جميعهم يخدم جماعة الحوثي ويسئ للجيش ولرصيدهم السياسي ويفقدون كل يوم الحاضنة الشعبية لهم بالمدينة المنكوبة ...
وهو انفلات سياسي ينم عن غياب المشروع الوطني الجامع، وعدم ادراك قيادة الاحزاب لخطورة مرحلة الحرب وما خلفته من تموضعات سياسية ومذهبية وجهوية سوف تضرب بنية هذه الاحزاب في الصميم وتؤدي لا محالة الي تشرذمها، فلن تكون أحزاب ما بعد الحرب هي نفسها أحزاب ما قبل الحرب..
من صفحة الكاتب على فيسبوك
- المقالات
- حوارات