افتتاحية 26 سبتمبر
لم يكن قادة ما يسمى محور المقاومة يتوقعون أن تفاجئهم المقاومة الإسلامية في غزة بمعركة مفصلية مع الاحتلال الصهيوني بعد كم هائل من التصريحات العنترية التي أصموا بها آذان الشعوب العربية والإسلامية عن محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لمحورهم المقنع بقناع الكذب والتضليل الذي أتقن صناعته وجعل كثيرين يؤمنون بمصداقيته في الوقت الذي يعمل فيه مع الصهاينة من تحت الطاولة..
معركة غزة التي لولا سريتها ما كانت أذهلت العالم بما حققته من أهداف استراتيجية كنتاج لدقة التخطيط وسرية المعلومات وكفاءة المقاتلين وثباتهم ورسوخ العقيدة في نفوسهم، ولما سقطت أقنعة المنافقين والعاملين على تحقيق منافعهم ومكاسبهم الطائفية على حساب القضية الفلسطينية التي لا تحتمل المخاتلة ولا تحتمل أيضا الممانعة عن الاشتراك في معركة شكلت -ولازالت- القول الفصل المنبثق من القاعدة الثابتة في استراتيجية الصراع مع المحتل (إما أن نكون أو نكون).
مسافة قصيرة تفصل بين قوات حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ولم يطلق الحزب الذي يمتلك ترسانة هائلة من الأسلحة والصواريخ والمدافع بعيارات مختلفة وطائرات مسيرة إيرانية الصنع، أي قذيفة بتصويب دقيق تجاه ما يسميه العدو الإسرائيلي عدا بعض منها أطلق من مناطق السنة ليتم استهدافهم وإبادة الكثير منهم.
الكذوب الآخر عبدالملك الحوثي الذي أصم آذان اليمنيين بتصريحاته المهددة للعدو الإسرائيلي كشف مستوره وبان كذبه واتضح خداعه لدى اليمنيين القابعين تحت تأثير كذبه الذي تكشف جليا عقب تصريحه السخيف الذي قال فيه: إن الجغرافيا تحول بين اشتراك مليشياته في معركة غزة، إلا أن ذلك سيحدث حتما لو شاركت أمريكا في الحرب!
لقد أسقطت حرب غزة ومجازر الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي أقنعة الآيات الشيطانية في إيران وأدواتها في المنطقة، واتضح جليا أنها الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي بجامع العداء للأمتين العربية والإسلامية، وهو عداء تاريخي تؤكده مواقف الصفويين واليهود التاريخية المستهدفة لثوابت الأمة وعقيدتها السمحاء النقية الخالية من شوائب اليهودية والمزدكية والمانوية والزرادتشية التي سممت أفكار كثير من المسلمين بفعل تآمر اليهود والمجوس على الدين الحنيف.
غزة تُقصف وتُقصف وتُقصف ويباد أهلها أطفالا وشيوخا ونساء ومواطنين عزلا، وكل الكذابين والقادة العرب في صمت مريب رغم صخب أصوات الطائرات والصواريخ والقنابل الذكية التي تقصف غزة وتبيد سكانها وتمحو مساحات شاسعة من أحيائها المكتظة بالسكان.
سقطت أقنعة القادة والكيانات ولا مجال بعد اليوم لخطابات أو تصريحات عن محورية القضية الفلسطينية في عقيدة القادة العرب السياسية، فالكذب حبله قصير والقول الفصل سيبقى رهن المقاومة الإسلامية في غزة والفعل رهن إرادتها الصلبة، ويدها الباطشة التي أنجزت بمحدودية عدادها وعتادها مكاسب ستغير طبيعة المعركة مع العدو الإسرائيلي لصالحها عسكريا وسياسيا ووجوديا على كامل التراب الفلسطيني الطاهر.. ولا نامت أعين الجبناء.
- المقالات
- حوارات