في ذلك الوقت العصيب الذي كان يمر به العالم ، كان لكل منا تجربه كنا بين إيمان وقلق وبين دعوات الى الله أن تزاح هذه الازمه، تلك الايام حين نعود بها الى الوراء بذاكرتنا نكتشف كيف أن العزله المفروضه في بقائنا في المنازل كانت مضجره و لعل كرونا اتت لكي نتعلم منها كثيراً نحن البشر دائماً نظل نشكو من تكرار الأشياء التى تعودنا عليها في حياتنا اليوميه رغم أنها تمر بسلاسه بدون قيود ، الفتره التى عشنا فيها في كرونا غيرت العادات ونمط الحياه ولم يكن ذلك با اختيارنا بل كان اجبارا علينا تقبل تلك المعيشه التى دخلت علينا وكلاً منا حاول التأقلم في تلك الأيام بطريقته فمنا من كان بعيداً عن من يحب بسبب انشغالاته فا اصبح قريباً منهم وكانت تلك الفتره ايجابيه له للاقتراب اكثر ممن يريد ان يحيط بهم، وهناك من اعتبر انها فتره صعبه لأن تواجده في مكان معين ومع اشخاص معينون ليس خيار امثل يستطيع من خلاله الشعور بالراحه ، والبعض اعتبرها فتره استجمام للبعد والتخفيف من اعباء الاعمال اليوميه واتجه نحو الطبيعه ومن هذا القبيل ان تقبل المتغيرات التى تطراء حولنا هو بحد ذاته حل لعدم انخراطنا في سلبيات نفسيه قد لا تريحنا، رسائل وفيره وصلت الينا عبر هذا الحدث الصحي الذي غزا حياتنا وفي الجانب الاخر هناك من استفاد منها كما يقال (مصائب قوم عند قوم فوائد ) فكان لهم نصيب من الفائده من ذلك الوضع الذي مررنا به ،كنا نرتجي العوده الى نمط الحياه التى تسبق ايام كرونا ، لقد نسينا آن ذاك الشكر على وجود النعم ان أليوم الهادىء الذي يمر علينا ونحن في صحه وعافيه يستحق الشكر لله ، نحن نمتلك الكثير من النعم بين ايدينا ولكننا قد لا ندركها، الحياه بجانب واحد تكون ممله وسيئه وقد لانطيق الصبر على ما نجبر عليه من قوانيين تحد من طريقه عيشنا قد نشكو الروتين اليومي الذي نمر فيه ولكن حين نتذكر انه مر بسلام وصحه فهو يستحق منا ان نكون سعداء بتفاصيله ولو انها مكرره ، تمتعنا بالصحه كنز وعطيه ألهيه ننسى ان نقدرها بالثناء هذا البلاء نزل ليوصل الينا كم هو مهم تقدير النعم التى تعودنا عليها ونسينا وجودها واهميتها أن عوده الحياه بدون تلك القيود والتاهب اعاد الينا روح التفائل وجمال ألأيام مجدداً وإضافة لنا نظره جديده قد تكون غابت عنا في كثير من الاحيان حين اشغلتنا الحياه ,ان الفقد يعلمنا قيمه الاشياء التى نمتلكها ،تعلم الامتنان لكل مالدينا امر مهم وضروري وهذه اهم عبره لابد ان نكون قد تيقظنا لها، أن تلك الأيام الصعبة التى مررنا بها تجعلنا نسئل انفسنا هل من الممكن أن يتكرر ذلك الحدث مجدداً هل هناك كرونا جديده قادمه قد توقف الحياه بذلك الشكل المرعب الذي جعل من أيامنا تكون رأساً على عقب ماذا ياترى ينتظرنا بعد !؟أصبحنا نتلقى المفاجآت والأحداث الغريبه بكثرة مؤخراً صحيح اننا قد نتعايش مع المتغيرات ولكنها تبقى مخيفه تلك الأشياء الدخيله بشكل يمحور حياتنا ويهددها أن ما اجتزناه في فترة كرونا خيالياً وماضيه غير مرغوب ان تعود به الذاكره ، كم من انجازات عطلت في تلك المرحله ولكن تبقى الحياه متجدده ومستمره ، نسأل الله أن لا يرينا مكروه مجدداً وان يجعل عيشنا بسلامه وصحه بقيه العمر …
غدير الحكيم
رساله من زمن كورونا
2024/03/02
الساعة 10:24 مساءاً
إضافة تعليق
- المقالات
- حوارات
