تتعرض غزة الغالية على قلوبنا منذ ما يقارب 10 أشهر لهجوم وحشي بربري من قبل الكيان الصهيوني الذي دمر البنية التحتية و حاصر الشعب الفلسطيني في مساحة غزة التي تعتبر اكثر مناطق الارض اكتظاظاً بالسكان بسبب الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
10 اشهر تعرض لها الفلسطينين لابشع انواع العقاب الجماعي لانعدام فرص العمل و اغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء و الدواء و الوقود الى ابناء غزة و لم يكتفي الكيان الصهيوني بذلك بل دمر منازل غزة و فجر منازل المقاوميين الفلسطينيين و جعل ابناء قطاع غزة بدون فرصة للحياة الكريمة.
و نحن في اليمن ومنذ اكثر من 10 اعوام كاملة نعاني من حصار ميليشيا الحوثي للشعب اليمني في مناطق سيطرته و الجبايات الاجبارية التي يجمعها من المواطنين الذين لاحول لهم و لا قوة الا ان يدفعوها والا تعرضوا للسجن و الاعتقال في معتقلات ميليشيا الحوثي.
اصبح المواطن اليمني في مناطق سيطرة الحوثي تحت خط الفقر ( نسبة اليمنيين في مناطق الحوثي تحت خط الفقر تزيد عن 90% بحسب احصائيات المنظمات الدولية و اعتراف اجهزة الحوثي الادارية التي عينها لادارة مناطقه) ولم يعد اليمني قادرا على توفير الغذاء و الدواء و مصاريف المدارس التي كانت مجانية قبل الانقلاب الحوثي لتعود تحت سيطرته مورد جباية يفرضها على اولياء امور الطلاب تحت مسميات عديدة اخرها دعم صندوق التعليم، كل ذلك و سلطات الحوثي التي سيطرت على مرافق الدولة و تتحصل ايراداتها القانونية من ضرائب و جمارك و رسوم محلية … الخ. وكذا الجبايات غير القانونية لا تقوم بواجبها الانساني و القانوني في سداد اجور و مرتبات موظفي القطاع العام للدولة مما يفرض حصار على المواطن بسبب عدم قدرته على توفير الغذاء و الدواء و الوقود الضروري لحياته، وقد وصل الحد بالعديد من اساتذة الجامعة المرموقين علميا وعمليا للبحث عن اعمال في افران العيش او بيع السندوتشات وخلافه وترك تدريس وتعليم الاجيال الشابة من اليمنيين لتوفير القوت الضروري لاسرهم التي تعاني حصار اقتصاديا و تهديدا مسلحا من ميليشيا الحوثي.
ان تفجير منازل المقاومين الذي يحدث في فلسطين وتسويته بالارض تقوم به مليشيا الحوثي ضد المعارضين و المقاومين لسلطته الانقلابية في مناطق سيطرته بل زاد على ذلك انه قام بتفجير بعض منازل المناهضين له و بداخله نساء و اطفال وهذا لم يقم به الصهاينة انفسهم.
عزيزي الفلسطيني لست وحدك فكلنا محاصرون و كلنا جائعون بل قد نكون اكثر منكم في بعض مناطقنا حيث يقوم الاحتلال الصهيوني بالسماح بين الحين والاخر لدخول المساعدات اما الحوثي فقد منع حتى المنظمات الدولية من تقديم المساعدات للمحتاجين في اليمن و زاد على ذلك اعتقال موظفي تلك المنظمات.
بالتأكيد نحن نستشعر معاناتكم من الاحتلال الصهيوني لفلسطين و نؤكد بأن على اي انسان قادر يملك روحاً انسانية سوية واجب دعمكم و الوقوف معكم و المساهمة في حصولكم على حقكم الاصيل في استعادة فلسطين ولكن صدقونا لن ياتي دعم حقيقي لكم من ميليشيا ارهابية تمارس ارهاب الكيان الصهيوني عليكم، تلك الميليشيا التي تفوق بجرائمها ما يفعله الصهاينة بمراحل، زد على ذلك للاسف ان مليشيا الحوثي لم تأتي من اصقاع الارض لتقتلنا وتنكل بنا وترهبنا و تجوعنا و تمنع عنا ابسط مقومات الحياة بل جاءوا من بين جنبات ارضنا وحين يأتيك ذلك الارهاب من ابناء وطنك فذلك اشد وأمر.
رسالتي لكم ايها الفلسطينيون الشامخون في زمن الانكسار لا تنتظروا دعما حقيقيا من مليشيا ارهابية فاقت في اعمالها الارهابية تجاه ابناء جلدتها ما يقوم به الارهاب الصهيوني تجاهكم.
ميليشيا الحوثي تعلم جيدا بأن احرار اليمن في المناطق المحرره من ميليشيا الحوثي وكذا اليمنيين في مناطقهم و دول الاقليم العربي لن يقبل باستمرار تلك الميليشيا المدعومة من دولة اخرى تستخدم هذه المليشيا الحوثي لتحقيق مصالحها السياسية و الاقتصادية و فكرها الديني بالتحكم بجزء من ارض اليمن و تهدد حياتها و مصالحها وامنها و ان موعد معركة الانتصار اليمني على تلك الميليشيا الكهنوتية قادمة لا ريب في ذلك و عند ذلك سيتغنى الحوثي ان سبب رفضه و الحرب ضدة هي مساعدة المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الكيان الصهيوني و تسويق ذلك للبسطاء في اليمن و الاطفال الذين جندهم لخدمته و كذا للاحرار في العالم اجمع الذين لا يعلمون حقيقة الحوثيين.
لا تنخدعوا بمفرقعات الحوثي فكما صرح الكيان الصهيوني ان الحوثي استهدف كيانه بأكثر من مئتي مسيرة و صاروخ ( كما جاء في بيان اسرائيل بالامس) فكم عدد القتلى و الجرحى الذين سقطوا من الصهاينة نتيجة هذا العدد الكبير من الصواريخ و المسيرات ، شخص واحد فقط لا غير بالامس، أين ضربت تلك الصواريخ و أين اصابت تلك المسيرات أي جزء من مصالح الكيان ؟ لا مكان سوى الفراغ والوهم هو المستهدف و عندما اخطأ الحوثي بتبني صاروخ الامس الذي ربما خرج عن سيطرتهم بالغلط وأصاب تل ابيب ( هذا ان كان هو فعلا من اطلقه ) لم تصمت اسرائيل وربما لم تعاقبه لقصفه تل ابيب بل عاقبت الشعب اليمني بقصف ميناء الحديدة المدني و خزانات وقود و شركة كهرباء وربما كانت رسالة للحوثيين اياكم ان تكرروا خطأكم في اصابة الكيان أصابة حقيقية و لكن استمروا في استهداف الفراغ.
رسالتي لكل الاحرار والمناضلين في فلسطين وخارج فلسطين و لكل المدافعين عن الانسانية في كل ارجاء المعمورة:
لا يدافع ارهابي عن احرار يناضلون ضد ارهاب ميليشيا ارهابية او كيان غاصب….
- المقالات
- حوارات