الرئيسية - تكنولوجيا - خبير تكنولوجيا: هجمات نيوزيلندا تدشن عصرا جديدا من الإرهاب الإلكتروني
خبير تكنولوجيا: هجمات نيوزيلندا تدشن عصرا جديدا من الإرهاب الإلكتروني
الساعة 12:00 مساءاً (نيويورك تايمز)

خبير تكنولوجيا: هجمات نيوزيلندا تدشن عصرا جديدا من الإرهاب الإلكتروني
الميثاق نيوز- قال خبير مختص في التكنولوجيا وحروب المعلومات إن المجزرة التي ارتكبها متطرف نيوزيلندي في هجوم على مسجدين بمدينة كرايست تشيرش تمثل عصرا جديدا من الإرهاب الذي تغذيه وسائل التواصل.
الخبير تشارلي وارزل رصد، في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز، ملامح غير مسبوقة اتسم بها هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل ٤٩ شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ٢٠ آخرين، من أهمها:
المهاجم، برينتون تارانت، بث عمليته الإرهابية مباشرة عبر كاميرا كان يحملها كي يشاهدها العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 
الدقائق السبعة عشر التي بثها تارانت للجريمة تعد من أكثر التسجيلات بشاعة لهجمات بهذا الحجم في العصر الرقمي.
فضلا عن بشاعتها فإن هذه التسجيلات تتمتع بجودة عالية، وتعد مثالا موثقا، من جانب المجرم نفسه، على قدرة البشر على ارتكاب جرائم شديدة الوحشية.
الهدف من تصوير الجريمة بالفيديو هو إثارة أكبر قدر من الرعب لكن ما يجعلها عملا استثنائيا وغير مسبوق هو "الطبيعة المنهجية" التي جرى بها تنفيذ الجريمة وكيفية الترتيب لها بحيث تنتقل بأسرع ما يمكن وتحظى بأكبر قدر من الانتشار.
رغم أن منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب سارعت لحذف مقاطع الجريمة إضافة إلى البيان الذي نشره المهاجم لشرح أسباب ارتكابها فإن الخطوة جاءت متأخرة.
مستخدمو هذه المنصات قاموا بتنزيل هذه المواد بالفعل ونشرها على منصات أخرى في غضون دقائق، ومن ثم جرى إعادة نشرها وتداولها على الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
تمكن مستخدمو الإنترنت من تتبع السجل الرقمي لمنفذ الهجوم، واستطاعوا الحصول على صور لأسلحته ودرعه ورسائله ومنشوراته على الإنترنت قبل الجريمة، ليجري تداولها على أوسع نطاق على الإنترنت.
كان القاتل يرغب في الحصول على اهتمام العالم، وقد تمكن من تحقيق هذا الهدف عبر هذه الجريمة الإرهابية الكبيرة. 
الهجوم ليس أول عمل عنيف يجري بثه مباشرة على الإنترنت، فقد سبقته جرائم وعمليات انتحار جرى بثها على وسائل تواصل اجتماعي مختلفة خلال السنوات القليلة الماضية.
لكن جريمة مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية تبدو مختلفة، فالمهاجم يبدو على دراية بالجوانب المظلمة في الإنترنت، حيث تضمن التسجيل الذي بثه إشارات عديدة مشهورة على الإنترنت.
الدليل الرقمي الذي تركه المهاجم يظهر أن له دوافع عنصرية وأنه من المؤمنين بتفوق العرق الأبيض، كما يحتوي البيان الذي نشره والمكون من 74 صفحة على خطاب شديد العنصرية يهدف إلى إثارة المجتمعات التي ينتمي لها ضد المسلمين والمهاجرين.
هذا يوضح أن المهاجم هو أحد "مواطني" الإنترنت ويفهم ديناميكيات هذه الشبكة التي تسمح بانتشار المحتوى المغلوط والمثير للانقسام.
بقدر بشاعة الجريمة نفسها فإن مجتمع الإنترنت عمل لصالح المهاجم، فخطاب الكراهية التآمري الذي بثه لم ينتقل فقط من الإنترنت إلى العالم الحقيقي، لكنه أصبح أيضا مسلحا وواسع الانتشار.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص