في جولة إقليمية مكثفة وهامة شملت ثلاث عواصم عربية محورية في الشرق الأوسط، أكدت جمهورية الصين الشعبية على عمق علاقاتها الاستراتيجية والشاملة مع دول المنطقة، مسجلةً بذلك فصلاً جديداً في التعاون المشترك متعدد الأبعاد. وقد استهل وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، السيد وانغ يي جولته بلقاءات رفيعة المستوى في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية.
الرياض..ولي العهد يستقبل الوزير الصيني لبحث الأوضاع الدولية
في مستهل الزيارات البارزة، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في الرياض اليوم، معالي وزير الخارجية الصيني، السيد وانغ يي.
وشهد اللقاء استعراضاً شاملاً لأوجه العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين. كما بحث الطرفان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إشارة إلى الدور المحوري المتزايد الذي تلعبه المملكة والصين في صياغة المشهد الجيوسياسي العالمي.
أبوظبي.. تعهدات صينية برفع مستوى التعاون الشامل
وفي محطة الإمارات، أكدت بكين رغبتها في تعزيز العلاقات الشاملة مع أبوظبي، حيث أجرى الوزير وانغ يي لقاءات متعددة. بالإضافة إلى لقائه بنظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، التقى الوزير الصيني أيضاً مع خلدون خليفة المبارك، المبعوث الخاص لرئيس الدولة لدى الصين ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وذلك في متحف زايد الوطني في أبوظبي، في زيارة تُعدّ الأولى لوزير خارجية إلى المتحف الوطني للدولة.
وخلال المحادثات، تعهد وانغ يي بتعزيز التعاون في مجالات حيوية تشمل الاستثمار، النفط والغاز، والبنية التحتية، مؤكداً أن الصين ترغب في "تعزيز الاتصالات رفيعة المستوى، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، ورفع مستوى العلاقات الثنائية" بين البلدين. وتناولت اللقاءات استعراض سبل تعزيز التعاون في مجالات واسعة تشمل السياسة والاقتصاد والصناعة والطاقة والتكنولوجيا والصحة والثقافة.
عمّان.. تأكيد الشراكة "الأكثر موثوقية" ودعم إقليمي
وفي محطة الأردن، أكد الوزير الصيني، وهو أيضاً عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن بلاده ستظل "الشريك الاستراتيجي الأكثر موثوقية" للمملكة الأردنية في مسيرة تنميتها ونهوضها.
جاء ذلك خلال لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني، حيث أعرب الملك عن اعتزازه بعمق الصداقة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وشدد على التطلع للعمل المشترك لتعزيز التبادلات ودفع التعاون العملي قدماً، خاصة لمواجهة الاضطرابات في المشهد العالمي، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط.
كما أكد العاهل الأردني دعم بلاده لجهود بكين لاستضافة النسخة الثانية من القمة الصينية-العربية العام المقبل، مبدياً استعداد الأردن لبذل كل جهد ممكن لضمان نجاح القمة، وهو ما يشير إلى الإجماع الإقليمي على أهمية الارتقاء بالتعاون الصيني-العربي إلى مستويات جديدة.
وبينما تركزت المباحثات المعلنة لوزير الخارجية الصيني على تعميق الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية مع الرياض وأبوظبي وعمّان، يبقى السؤال الأبرز المعلّق في المشهد الإقليمي: هل تمثل هذه الجولة مجرد تعزيز للعلاقات الثنائية بين بكين وعواصم المنطقة، أم أنها تنطوي على رغبة صينية أعمق في المساهمة الفعّالة في إيجاد حلول للأزمات المشتعلة؟



- المقالات
- حوارات








